أعلن الجيش الأميركي، أمس الأحد، "وفاة" عنصرين من القوات الخاصة التابعة للبحرية، كانا قد فُقدا خلال عملية قبالة سواحل الصومال، لمصادرة أسلحة إيرانية متجهة إلى الحوثيين في اليمن، بعدما لم تنجح جهود البحث في تحديد مكانهما.
وكانت القيادة المركزية الأميركية "سنتكوم" قد أفادت في وقت سابق، بأن عنصري البحرية اللذين أبلغت عن فقدانهما في البحر شاركا بتاريخ 11 يناير/ كانون الثاني في عملية شملت صعود أفراد من القوات الخاصة على متن قارب شراعي، قبالة سواحل الصومال ومصادرة مكونات صاروخية مصنوعة في إيران عُثر عليها على متنه.
"انتهت عملية البحث"
وقال بيان صادر عن سنتكوم: "يؤسفنا أن نعلن أنه بعد بحث مكثف استمر لمدة 10 أيام، لم نتمكن من تحديد مكان عنصري البحرية الأميركية المفقودين، وتم تغيير وضع حالتهما إلى متوفيين".
وأضاف البيان: "انتهت عملية البحث والإنقاذ لعنصري القوات الخاصة في البحرية، اللذين تم الإبلاغ عن فقدانهما أثناء الصعود على مركب شراعي غير قانوني يحمل أسلحة تقليدية إيرانية متقدمة"، مشيرًا إلى البدء بعملية لاسترداد جثتيهما.
ووصفت القيادة المركزية الأميركية الاستيلاء على المكونات الصاروخية بأنها "أول مصادرة لأسلحة تقليدية متقدمة فتاكة قدمتها إيران للحوثيين، منذ بدء هجمات الحوثيين على السفن التجارية في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023".
نيران البحر الأحمر
وفي ذلك الشهر، بدأ الحوثيون باستهداف السفن قالوا إنها مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، ردًا على شن إسرائيل عدوانًا مدمرًا على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، واشترطت الجماعة اليمنية إدخال المساعدات الغذائية والطبية إلى القطاع الفلسطيني المحاصر، مقابل وقت تلك الهجمات.
وردت الولايات المتحدة وبريطانيا بعدها بشن غارات جوية على عشرات الأهداف في اليمن خلال وقت سابق هذا الشهر، واستهدفت الغارات عددًا من الصواريخ قالت واشنطن إنها كانت معدة للإطلاق، وتشكل تهديدًا للسفن المدنية والعسكرية، ليعلن بعدها الحوثيين بأن المصالح الأميركية والبريطانية أصبحت أهدافًا مشروعة لهم، مواصلين تنفيذ هجمات على السفن.
الجنرال مايكل إريك كوريلا قائد "سنتكوم" قال: "إننا حزينون على فقدان اثنين من محاربي القوات البحرية الخاصة، وسنكّرم إلى الأبد تضحياتهم".
ويمرّ نحو 12% من التجارة البحرية العالمية عادة، عبر مضيق باب المندب المؤدّي إلى جنوب البحر الأحمر، لكنّ عدد الحاويات التي تمرّ في هذا الممر المائي انخفض بنسبة 70% منذ منتصف نوفمبر الماضي، وفق خبراء.
واضطرت شركات الشحن البحري الكبيرة لتحويل مسار سفنها باتجاه رأس الرجاء الصالح، ما أدى لاضطرابات في السوق العالمية بسبب التكاليف الإضافية الناتجة عن ذلك.