واصل الاحتلال عدوانه على غزة لليوم الـ125، وسط تحذيرات من عواقب أي إجراء إسرائيلي على مدينة رفح، وفيما يواجه مقاومة شرسة من قبل الفصائل الفلسطينية التي تتصدى له في محاور عدة في القطاع المحاصر.
ومساء الخميس، استشهد فلسطيني وأُصيب آخرون إثر استهداف طائرة مسيّرة إسرائيلية مجمع ناصر الطبي في خانيونس.
وأطلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية النار على مجموعة من الفلسطينيين، الذين اعتلوا الطابق العلوي في مجمع ناصر الطبي، في محاولة منهم للوصول إلى شبكة الإنترنت، في ظل صعوبة الاتصالات والتواصل، ما أدى لاستشهاد أحدهم، وإصابة آخرين.
كما شرع جيش الاحتلال بهدم أسوار مدرسة الأمل التي تؤوي نازحين غرب خانيونس، ونسف مربًعا سكنيًا شرقها، حسب وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
إلى ذلك، استشهد فلسطينيان وأُصيب آخرون، إثر قصف طائرات الاحتلال الإسرائيلي سيارة مدنية في منطقة الشعبية وسط مدينة غزة.
وفي السياق، أصيب عشرات الفلسطينيين، جراء إطلاق دبابات الاحتلال الإسرائيلي النار في محيط جامعة الأقصى، بعد تقدمها بصورة مفاجئة.
وقد أعلنت وزارة الصحة في القطاع الخميس، ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 27840 شهيدًا، و67317 مصابًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
والوزارة التي أشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 15 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة، راح ضحيّتها 130 شهيدًا و170 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية، ذكرت أن عددًا من الضحايا لا يزال تحت الركام وفي الطرقات.
وقالت إن الاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.
المقاومة تستهدف قوات الاحتلال وآلياته
وأمام العدوان وما يشهده من جرائم يرتكبها الاحتلال، تواصل فصائل المقاومة التصدي لقوات الجيش الإسرائيلي المتوغلة في محاور عدة في قطاع غزة.
وقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الخميس أن مقاتليها اشتبكوا مع قوة إسرائيلية في محيط مفترق الصناعة بمدينة غزة، وأوقعوا أفرادها قتلى وجرحى. كما أشارت إلى استهدافها دبابة ميركافا بقذيفة "الياسين 105" في المنطقة ذاتها.
من ناحيتها، ذكرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال بالأسلحة الرشاشة والقذائف المضادة للدروع في خانيونس.
وأعلنت أنها أسقطت طائرة إسرائيلية من نوع "كواد كابتر" خلال تنفيذها مهامًا استخبارية شرقي المحافظة الوسطى.
من جهتها، أشارت كتائب المجاهدين إلى أنها قصفت سديروت وناحال عوز في غلاف غزة برشقات صاروخية. أما كتائب شهداء الأقصى، فأعلنت أنها قصفت بقذائف الهاون جنود وآليات الاحتلال في محيط منطقة البطن السمين في خانيونس.
وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي الخميس، إصابة 12 جنديًا أحدهم بحالة خطرة في معارك غزة خلال الـ24 ساعة الماضية.
كما ذكر أن 545 عسكريًا أُصيبوا "بحوادث عملياتية ونيران صديقة" منذ بدء العملية البرية بقطاع غزة في 27 أكتوبر الماضي.
في غضون ذلك، تواصل المنظمات الأممية تحذيرها من الأوضاع الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة، وسط العدوان الإسرائيلي المستمر.
وفي هذا الصدد، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الفلسطينيين في غزة يتأثرون "بالإضافة إلى الموت والدمار الناجمين عن العمليات العسكرية، من الجوع والمرض".
وأضاف أنه "على الرغم من بعض الخطوات المحدودة، تم منع وتأخير واستهداف إيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة".
وأشار إلى أن "10 فقط من أصل 61 قافلة مساعدات كان من المقرر إرسالها إلى شمال غزة في يناير/ كانون الثاني الماضي، تمكنت من الوصول إلى وجهتها".
من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من نقص الماء والصرف الصحي ومنتجات النظافة وسط الاكتظاظ بمستشفى الهلال الإماراتي للولادة بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
كما قال المدير العام للمنظمة إن "التقارير عن القصف الإسرائيلي المكثف على مدينة رفح مثيرة للقلق العميق".
بدورها، وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" الظروف المعيشية في المدينة بأنها "مزرية"، وقالت إن الفلسطينيين يكافحون للعثور على مياه نظيفة.
وقد حذّرت الولايات المتحدة إسرائيل من خطر حدوث "كارثة" إذا ما شنت هجومًا عسكريًا على مدينة رفح "من دون التخطيط له كما ينبغي"، وفق تعبيرها.
سياسيًا، أعلنت حركة "حماس" أن وفدًا منها وصل الخميس إلى العاصمة المصرية القاهرة "لاستكمال المحادثات المتعلقة بوقف إطلاق النار" مع إسرائيل.
وأعلنت محكمة العدل الدولية أن نيكاراغوا طلبت أن تكون طرفًا في القضية المتعلقة بتطبيق اتفاقية منع الإبادة الجماعية في غزة، مشيرة إلى أن "نيكاراغوا ترى أن إسرائيل تخالف تعهداتها الواردة في معاهدة منع الإبادة الجماعية".
وقال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك، إن تدمير القوات الإسرئيلية، لكل المباني التي تقع على بعد كيلومتر واحد من السياج مع قطاع غزة، بهدف إنشاء "منطقة عازلة" محظور وفق اتفاقية جنيف الرابعة.