تعيش منطقة رفح أوضاعًا إنسانية صعبة مع وجود أكثر من 1.5 مليون شخص فيها معظمهم من النازحين الذين فروا إليها باعتبارها الملاذ الأخير لهم من العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وتكتظ رفح الواقعة جنوبي القطاع بالنازحين وخيامهم التي تكاد لا تسع من كثرة الازدحام، في ظل اعتداءات إسرائيلية لا تتوقف وتلويح بعملية برية واجتياح للمنطقة.
التشتت في رفح
وينقل الصحفي أحمد البطة الصورة من المنطقة الجنوبية الغربية لرفح، حيث تظهر كاميرا "العربي" تجمعات النازحين الذين ينشرون خيامهم وعددها بالمئات، ويتكدسون في كل مناطق المدينة الصغيرة التي لا تتجاوز مساحتها الـ 20% من كامل مساحة قطاع غزة.
وبسبب العدوان الإسرائيلي، أصبحت هذه المنطقة تضم اليوم سكان 4 محافظات عددهم 1.3 مليون نازح بالإضافة إلى سكان المدينة الذين يعيشون في ظروف إنسانية وصحية صعبة.
وبعدما تشتتوا وتركوا ومنازلهم ودمرت أحياؤهم وأرزاقهم وفقدوا أفرادًا من عائلاتهم، يعيش هؤلاء النازحون الآن في ظل انعدام الخدمات الطبية والإنسانية وأوضاعًا اقتصادية صعبة فيما يهددهم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم بـ"الإجلاء" والاجتياح.
كوارث بالجملة
في هذا الصدد، يقدم أحد النازحين من مدينة غزة شهادته لـ"العربي" فيؤكد أنهم يعيشون أوضعًا صعبة للغاية و"كوارث عديدة" لجهة فقدان الطعام والأدوية وجميع أساسيات الحياة.
ويقول: "خرجنا من غزة بعد الحرب بأسبوع وتوجهنا إلى النصيرات، وبعدها وزعوا (الجيش الغسرائيلي) علينا مناشير للتوجه إلى الجنوب فأتينا.. وها نحن اليوم مرميين في الخيام وسط البرد ومن دون رعاية صحية".
ويكشف النازح أن من حوله في خيم النزوح يعانون من أمراض متعددة ونزلات برد واضطرابات معوية، فضلًا عن تبعات التلوث والأوبئة في ظل انعدام الصرف الصحي ووسائل التنظيف.
تمسك بالأرض
ويردف: "تعبنا كثيرًا فلا ماء لدينا ولا نظافة ولا أكل جيدًا، كل ما نتناوله هو المعلبات إن تيسّرت أصلًا بسبب قلة المساعدات".
وعلى الرغم من الدمار الكبير الذي حلّ في مناطقهم جراء القصف الإسرائيلي، يؤكد من نزحوا إلى رفح أنهم يريدون العودة إلى مناطقهم ومنازلهم، حتى ولو كانت مهدمة.
وحول هذا الأمر يقول النازح من غزة: "أمنية حياتي أن أرجع إلى مكاني وعائلتي وذكرياتي.. أريد أن أنصب خيمة فوق منزلي المهدم وأسكن هناك.. أنا وكل الناس هنا هكذا.. هذا لسان حال الجميع".