أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" مساء الإثنين أنها أبلغت الوسطاء بأنّ الحركة متمسكة بموقفها ورؤيتها التي قدمتها يوم 14 مارس/ آذار الجاري بشأن التهدئة في قطاع غزة.
وقالت الحركة في بيان، إنّ "الاحتلال لم يستجب لأيٍّ من المطالب الأساسية لشعبنا ومقاومتنا: (وقف إطلاق النار الشامل، والانسحاب من القطاع، وعودة النازحين، وتبادل حقيقي للأسرى).
كما جددت حماس في البيان "التأكيد على أنّ (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو وحكومته المتطرّفة يتحمَّلون كامل المسؤولية عن إفشال كلّ جهود التفاوض، وعرقلة التوصل لاتفاق حتى الآن".
عدوان متواصل على غزة
ويأتي ذلك فيما يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والذي أسفر عن استشهاد 32333 فلسطينيًا وجرح 74694 منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وأفادت الوزارة بأن "الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 11 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 107 شهداء و176 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
واليوم الإثنين، قصف طيران الاحتلال الطابق العلوي من المبنى الرئيسي لمجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، مع تواصل قصف محيطه.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن أنه اعتقل 500 فلسطيني من منطقة مجمع الشفاء الطبي منذ بداية اقتحامه في 18 مارس/ آذار الجاري.
كما واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي حصارها مجمع ناصر الطبي ومستشفى الأمل في خانيونس. وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة أحد النازحين في رأسه بمستشفى الأمل بفعل استهدافات جيش الاحتلال.
وأفاد الهلال الأحمر في بيان، بأن المسيرات الإسرائيلية تطالب جميع الموجودين في المستشفى بالخروج منه عراة، حيث تطلق قنابل دخانية على المستشفى لإجبار النازحين والطواقم الطبية والجرحى على الخروج منه.
كما أفاد مراسل "العربي"، بسقوط جرحى جراء استهداف قوات الاحتلال شرقي حي الشجاعية في مدينة غزة.
المقاومة تقصف أسدود وعسقلان وسديروت
إلى ذلك، استمرت الاشتباكات بين عناصر المقاومة وجيش الاحتلال على محاور مختلفة من القطاع. وقد أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أنها قصفت أسدود برشقة صاروخية ردًا على استهداف المدنيين.
بدورها، أفادت وسائل إعلام عبرية بأن الرشقة الصاروخية التي استهدفت مدينة أسدود انطلقت من شمال قطاع غزة.
كما أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي بقصفها سديروت وعسقلان ومستوطنات غلاف غزة برشقات صاروخية.
المساعدات لا تصل إلى شمال القطاع
وفي الأثناء، يتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، حيث قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، اليوم الإثنين، إن شمال قطاع غزة لم يتلق مساعدات غذائية خلال اليومين الماضيين، وإن الحاجة إلى الدعم الإنساني في المنطقة هي الأكثر إلحاحًا من أي وقت مضى.
وأكد وزير خارجية أيرلندا مايكل مارتن، أن استخدام التجويع سلاحًا في الحرب على قطاع غزة يشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.
وكانت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) قد أعلنت الأحد، أن إسرائيل منعتها نهائيًا من توصيل مساعدات إلى شمال قطاع غزة حيث خطر المجاعة في أعلى مستوى.
وقال المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني عبر منصة إكس: "رغم المأساة التي تتكشف أمام أعيننا، أبلغت السلطات الإسرائيلية الأمم المتحدة بأنها لن توافق بعد الآن على إرسال أي قوافل غذائية تابعة للأونروا إلى الشمال".
لكن الأردن، أعلن الإثنين، أنه أرسل خلال اليومين الماضيين 73 شاحنة من المساعدات الغذائية إلى قطاع غزة، عبر جسر الملك الحسين، وهو أحد المعابر الحدودية التي تربط المملكة بالضفة الغربية.
من جهته، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الإثنين، عن تمسكه بتقوية واستمرار عمل الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، مجددًا تحذيره من تداعيات أي اجتياح عسكري إسرائيلي لمدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة.
كذلك دعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالعنف ضد النساء والفتيات، ريم السالم، إلى وقف حالات العنف ضد النساء الفلسطينيات على الفور. وأعربت في منشور على منصة إكس، عن قلقها إزاء تزايد حالات الاغتصاب التي يرتكبها جنود إسرائيليون ضد فلسطينيات.
مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة
وعلى الصعيد السياسي، سجّل اليوم الإثنين اختراقًا في موقف الولايات المتحدة من الحرب على قطاع غزة حيث امتنعت عن التصويت في مجلس الأمن فاتحة المجال أمام تبنيه مشروع قرار وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان. وصوت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح القرار، الذي اقترحه الأعضاء العشرة المنتخبون بالمجلس.
وقد رحّبت "حماس" بقرار مجلس الأمن الدولي، مؤكدة في بيان "استعدادها للانخراط في عملية تبادل للأسرى فورًا تؤدي إلى إطلاق سراح الأسرى لدى الطرفين".
كما توالت البيانات المرحبة بالقرار من كل من الرئاسة الفلسطينية وقطر والأردن ومصر والسعودية وتركيا والاتحاد الأوروبي وجنوب إفريقيا، وسط مطالبات بضرورة امتثال إسرائيل الفوري للقرار.
البيت الأبيض فوجئ باستياء إسرائيل
وأعلن متحدث أن البيت الأبيض "فوجىء إلى حد ما" باستياء إسرائيل بعدما تبنى مجلس الأمن الدولي قرارًا يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة.
وقال جون كيربي: "يبدو أن دوائر رئيس الوزراء (الإسرائيلي) تسعى إلى إشاعة انطباع عن تباين، في حين أن هذا الأمر ليس ضروريًا"، مكررًا أن الامتناع الأميركي لا يمثل "تغييرًا في الموقف السياسي"، حتى لو كانت واشنطن عطلت مرارًا في الأشهر الأخيرة تبني قرارات للأمم المتحدة عن غزة.
وأعلن وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت من واشنطن الإثنين أن إسرائيل لن توقف حربها في غزة طالما لم تفرج حركة حماس عن الأسرى المحتجزين في القطاع، وذلك بعدما صوت مجلس الأمن الدولي لصالح "وقف فوري لإطلاق النار".
وقال غالانت قبل اجتماع مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جايك ساليفان ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن: "ليس لدينا مبرر أخلاقي لوقف الحرب ما دام هناك رهائن في غزة".
وأفاد مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان بأنه أجرى "نقاشًا بناء" مع وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت الذي يزور واشنطن حاليًا.
وأضاف على موقع إكس للتواصل الاجتماعي: "رحبت بالتزام غالانت باتخاذ إجراءات إضافية لمواجهة الأزمة الإنسانية في غزة".