مع استمرار رقعة الاحتجاجات الطلابية وتصاعدها واتساعها في الولايات المتحدة الأميركية وخارجها، تطفو على السطح مرة أخرى مجموعة "كناري ميشن".
فما علاقة هذه المجموعة بالاحتجاجات الطلابية، وما هي أهدافها وما هو دورها في عرقلة الاحتجاجات الطلابية والوقوف أمام مستقبل هؤلاء الطلبة فيما بعد؟
ما هي "كناري ميشن"؟
كناري ميشن هي شبكة تعمل على التشهير بمنتقدي إسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية بشكل أولي، وحتى خارجها، باعتبارهم معادين للسامية عبر نشر معلومات عنهم، ويؤدي هذا التشهير إلى ملاحقتهم في سوق العمل وعدم قدرتهم على إيجاد وظائف لاحقًا بعد تخرجهم.
وتأسست هذه المجموعة عام 2014، وتم تعليق حسابها على موقع "إكس" بسبب الأنشطة التي تنتهك شروط النشر على المنصة عام 2018، غير أنه تم إعادة نشاط المنصة بعد يومين فقط من التعليق.
وعلى ضوء الاحتجاجات الحالية التي انطلقت من عدة جامعات أميركية، أولها كان في جامعة كولومبيا لتتسع رقعة الاحتجاجات إلى عدة جامعات أخرى، قام موقع كناري ميشن بنشر أسماء 68 أستاذًا من مختلف الاختصاصات، تم تصنيفهم ووضع ملفاتهم ضمن قائمة الأساتذة المعادين للسامية في جامعة كولومبيا، عدا عن التشهير بهم.
أسئلة حول التمويل
وفي الحقيقة، فإن هذا الموقع دأب على نشر صور الطلاب والأساتذة وأي من الأكاديميين الذين لا يتفقون مع إسرائيل ضمن القائمة السوداء، سواء أكانوا في الولايات المتحدة أو كندا أو أي مكان آخر ممن ثبت دعمهم للقضية الفلسطينية.
ولم يقتصر الأمر على التشهير بالأساتذة فحسب، بل نال الطلبة المؤيدين لفلسطين والمنددين بالعدوان الإسرائيلي على غزة، نصيب من التشهير كذلك على موقع كناري ميشن، وهم طلاب قالت الشبكة إنهم منتمون لطلاب حملة من أجل العدالة في فلسطين SJP أو حملة المقاطعة BDS أو الصوت اليهودي من أجل السلام، وغيرها من المجموعات المساندة للقضية الفلسطينية.
ومن اللافت، أن الملفات الشخصية التي ينشرها موقع كناري ميشن وكأنها من مصادر مفتوحة، غير أن بعض المعلومات قد تكون من معلومات خاصة، ويتعمد الموقع إلصاق تهم مختلفة مثل معاداة السامية أو كراهية اليهود أو "الوقوف ضد إسرائيل" أو "دعم الإرهاب".
وقد تبين أن الاستخبارات الإسرائيلية تستخدم أنشطة التشهير التي تقوم بها كناري ميشن لتحديد الأسماء التي سيتم منعها من دخول إسرائيل، بحسب صحيفة هآرتس العبرية.
وتطرح قوة هذه المجموعة تساؤلات عمن يمولها. ومن أبرز الأسماء التي كُشف عنها كانت مؤسسة عائلة هيلين ديلر الأميركية المدارة من قبل اتحاد الجالية اليهودية في ولاية سان فرانسيسكو الأميركية، وأثرياء الجالية اليهودية الأميركية، والمؤسسات اليهودية الأميركية.
ويتم تحويل التبرعات من خلال الصندوق المركزي الإسرائيلي وإدارتها من مكان سري في إسرائيل، بحسب صحيفة فوروورد المختصة بشؤون اليهود في الولايات المتحدة، والصحافي الاستقصائي جيمس بامفورد.