أبلغت إسرائيل حليفتها الولايات المتحدة بأنها قد تستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل في حال نشوب حرب شاملة مع حزب الله في لبنان، وفقًا لما نقلته وسائل الإعلام العبرية أمس الأحد.
ونقلت القناة "12" الإسرائيلية عن مصادر مطلعة لم تسمها، إنّ "إسرائيل بعثت رسالة إلى البيت الأبيض قالت فيها إنها ستستخدم أسلحة لم تستخدمها من قبل مطلقًا (لم تحدد طبيعتها) للتعامل مع حرب محتملة مع حزب الله في لبنان، لحسمها سريعًا وعدم الانجرار إلى حرب طويلة".
ولم تحدد القناة الجهة الإسرائيلية التي أرسلت الرسالة أو توقيت إرسالها وكذلك طبيعة الرد الأميركي عليها. وهددت إسرائيل في رسالتها، وفقًا للقناة، بأنه إذا لم يرتدع حزب الله قريبًا، فلن يكون أمام تل أبيب خيار سوى التحرك العسكري في لبنان. واعتبرت أنها لن تستطيع حسم الحرب في لبنان بدون استخدام أسلحة ومنظومات أسلحة لم تستخدمها من قبل.
استعدادات تل أبيب
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد أعلن أمس الأحد، عن استعداد جيشه لتغيير الوضع الراهن على الحدود مع لبنان، في إشارة إلى المواجهات المتواصلة مع حزب الله منذ الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حيث زادت حدة التصعيد في الأسابيع الأخيرة بين تل أبيب وحزب الله، وأعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء "المصادقة" على خطط عملياتية لهجوم واسع على لبنان.
وقال نتنياهو، في مقابلة مع القناة "14" الإسرائيلية: "لست مستعدًا لإبقاء الوضع على حاله في شمال البلاد (الحدود مع لبنان)، ونقوم باستعدادات لذلك". واستدرك: "لا يمكنني الخوض في تفاصيل خططنا في الإعلام".
وحسب القناة 12 الإسرائيلية أمس، تشعر تل أبيب بأن شحنات الأسلحة تصل من واشنطن "بوتيرة بطيئة مقارنة ببداية الحرب". و"توسل الإسرائيليون إلى الأميركيين قائلين إن تل أبيب تحتاج إلى هذه الشحنات بشدة بسبب مهماتها في الجنوب (غزة)، والحاجة إلى الاستعداد في الشمال (لبنان)"، وفق القناة.
وقال نتنياهو أمس إنه "منذ حوالي 4 أشهر، كان هناك انخفاض كبير في إمدادات الأسلحة القادمة من الولايات المتحدة إلى إسرائيل". وزاد بأن قضية تأخر شحنات أسلحة أمريكية سيتم حلها "في المستقبل القريب".
تحذير أميركي
والثلاثاء، قال نتنياهو إنه "من غير المعقول أن تقوم الإدارة (الأميركية) في الأشهر القليلة الماضية بحجب أسلحة وذخائر عن إسرائيل". لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي، رد، الخميس، بأن "مزاعم نتنياهو مخيبة للآمال بشدة ومزعجة لنا بالتأكيد، بالنظر إلى حجم الدعم الذي قدمناه وسنواصل تقديمه له".
ومنذ بداية الحرب، تقدم إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن لتل أبيب دعمًا قويًا على المستويات العسكرية والمخابراتية والدبلوماسية، ويعتبرها الفلسطينيون شريكة في جرائم إسرائيل في غزة.
لكن الجنرال تشارلز براون رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة، قال أمس الأحد: إن أي هجوم إسرائيلي على لبنان قد يزيد مخاطر نشوب صراع أوسع تنجر إليه إيران والمسلحون المتحالفون معها، لا سيما إذا تعرض وجود حزب الله للتهديد.
ولم يكشف براون عن توقعه للخطوات التالية التي يمكن أن تتخذها إسرائيل، لكنه أقر بحقها في الدفاع عن نفسها. وحذر براون من أن شن هجوم على لبنان "يمكن أن يزيد من احتمال نشوب صراع أوسع".
"حزب الله أكثر قدرة"
وقال براون للصحفيين قبل توقفه في الرأس الأخضر في طريقه للمشاركة في محادثات دفاع إقليمية في بوتسوانا: "حزب الله أكثر قدرة من حماس فيما يتعلق بالقدرات الشاملة وعدد الصواريخ وما شابه. وأود فقط أن أقول إنني أرى إيران أكثر ميلًا لتقديم دعم أكبر لحزب الله".
وأضاف: "مرة أخرى، كل هذا يمكن أن يساعد في توسيع نطاق الصراع في المنطقة ويجعل إسرائيل تشعر بالقلق ليس فقط بشأن ما يحدث في الجزء الجنوبي من البلاد، ولكن أيضًا بشأن ما يحدث في الشمال".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري، استهدف حزب الله بلدات ومواقع عسكرية إسرائيلية بأكبر وابل من الصواريخ والطائرات المسيرة في الأعمال القتالية حتى الآن، بعد أن أدت غارة إسرائيلية إلى اغتيال قيادي بارز للحزب، فيما توجه وزير الأمن الإسرائيلي، يوآف غالانت إلى واشنطن أمس الأحد، لبحث المرحلة التالية من حرب غزة والتصعيد مع لبنان.
وأشار براون إلى أن قدرة الولايات المتحدة على الدفاع عن إسرائيل من هجمات حزب الله قد تكون محدودة أكثر من قدرتها على المساعدة في اعتراض الهجوم الصاروخي والطائرات المسيرة الذي شنته إيران على إسرائيل في أبريل/ نيسان الفائت، والذي جرى إحباطه إلى حد كبير.
وقال براون: "من وجهة نظرنا، واستنادًا إلى مكان وجود قواتنا، وقصر المدى بين لبنان وإسرائيل، فمن الصعب علينا أن نكون قادرين على دعمهم بنفس الطريقة التي فعلناها في أبريل".