Skip to main content

عودة الإصلاحيين.. مسعود بزشكيان رئيسًا جديدًا لإيران

السبت 6 يوليو 2024
قال بيزكشيان بعد فوزه إنه سيمد يد الصداقة للجميع من أجل تقدّم إيران - غيتي

فاز المرشّح الإصلاحي مسعود بزشكيان، اليوم السبت، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسيّة الإيرانيّة أمام المرشّح المحافظ سعيد جليلي، حسبما أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية.

وأعلنت وزارة الداخلية أن بزشكيان، الذي تعهد بانفتاح إيران على العالم وتوفير الحريات التي يتوق لها الشعب، فاز في الجولة الثانية التي أجريت أمس الجمعة.

وأضافت: "بحصوله على غالبية أصوات (الناخبين) يوم الجمعة، يصبح بزشكيان الرئيس الإيراني المقبل".

وكانت نسبة المشاركة حوالي 50% في سباق متقارب النسب بين بزشكيان، المرشح الإصلاحي الوحيد الذي خاض الانتخابات، وسعيد جليلي المفاوض النووي السابق المنتمي إلى المحافظين، ويدافع بشدة عن تعزيز العلاقات مع روسيا والصين.

وأحصى مسؤولو الانتخابات حتّى الآن أكثر من 30 مليون صوت، حصل بزشكيان منها على ما يزيد عن 16 مليون صوت، وجليلي على أكثر من 13 مليون صوت، وفق نتائج نشرتها وزارة الداخليّة.

ودُعي نحو 61 مليون ناخب في إيران أمس للإدلاء بأصواتهم في 58638 مركزًا في أنحاء البلاد الشاسعة، من بحر قزوين شمالًا إلى الخليج جنوبًا.

"يد الصداقة ممدودة"

وكانت الجولة الأولى قد أجريت في 28 يونيو/ حزيران، وشهدت إقبالًا منخفضًا غير مسبوق، إذ أحجم أكثر من 60% من الناخبين عن التصويت في الانتخابات المبكرة لاختيار رئيس خلفًا لإبراهيم رئيسي بعد وفاته في تحطم طائرة هليكوبتر.

وحظي بزشكيان البالغ 69 عامًا بتأييد الرئيسَين الأسبقَين الإصلاحيّ محمد خاتمي وحسن روحاني. أمّا خصمه البالغ 58 عامًا فحظي خصوصًا بتأييد محمّد باقر قاليباف، الذي حصد في الدورة الأولى 13,8% من الأصوات.

وبعد فوزه أكد الرئيس الإيراني المنتخب، اليوم، أنه "سيمد يد الصداقة للجميع" في أول تصريحات له منذ إعلان فوزه، وقال في تصريح للتلفزيون الرسمي: "سنمد يد الصداقة للجميع، نحن جميعنا شعب هذا البلد. علينا الاستعانة بالجميع من أجل تقدّم البلد".

وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي أنصار بزشكيان، وهم يرقصون في الشوارع في عدد من المدن وناس يطلقون نفير سياراتهم ابتهاجًا بفوزه. وقام السكان في مدينة أروميه في شمال غرب البلاد، مسقط رأس بزشكيان، بتوزيع الحلوى في الشوارع.

وحول المشاركة الضئيلة في الجولة الأولى، والتي عزاها البعض إلى تردي الحالة الاقتصادية مع استمرار العقوبات الأميركية على البلاد، قال المرشد الإيراني، علي خامنئي للتلفزيون الرسمي أمس بعد أن أدلى بصوته: "بلغني أن حماس الناس واهتمامهم أعلى من الجولة الأولى. أدعو الله أن يكون الأمر كذلك لأنها ستكون أنباء مُرضية".

وأقر خامنئي يوم الأربعاء بأن "نسبة الإقبال جاءت أقل من المتوقع"، لكنه قال: "من الخطأ تمامًا الاعتقاد بأن أولئك الذين لم يصوتوا في الجولة الأولى هم ضد نظام الحكم الإسلامي".

تحديات أمام بزشكيان

وقد يساعد انتصار بزشكيان في تعزيز سياسة خارجية عملية، وتخفيف التوتر بشأن المفاوضات المتوقفة الآن مع القوى الكبرى لإحياء اتفاق عام 2015 النووي، وتحسين آفاق التحرر الاجتماعي والتعددية السياسية.

ومع ذلك يشكك كثير من الناخبين في قدرة بزشكيان على الوفاء بوعوده الانتخابية، كون وزير الصحة السابق صرح بأنه لا يعتزم مواجهة النخبة الحاكمة في إيران من رجال الدين والمحافظين.

وخلال مناظرة متلفزة جرت بينهما مساء الإثنين، ناقش الخصمان خصوصًا الصعوبات الاقتصاديّة التي تواجهها البلاد والعلاقات الدولية وانخفاض نسبة المشاركة في الانتخابات والقيود التي تفرضها الحكومة على الإنترنت.

وقال بزشكيان: إنّ "الناس غير راضين عنا"، خصوصًا بسبب عدم تمثيل المرأة، وكذلك الأقلّيّات الدينية والعرقية، في السياسة.

وأضاف: "حين لا يشارك 60% من السكّان (في الانتخابات)، فهذا يعني أنّ هناك مشكلة" مع الحكومة. ودعا المرشح الإصلاحي إلى "علاقات بنّاءة" مع الولايات المتّحدة والدول الأوروبية من أجل "إخراج إيران من عزلتها".

والمفاوضات النووية حاليًا في طريق مسدود، بعد الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة في عام 2018 بقرار اتّخذه دونالد ترمب الذي كان رئيسًا للبلاد حينها، وإعادة فرض عقوبات اقتصادية مشددة على طهران.

ويدعو بزشكيان إلى إيجاد حل دائم لقضية إلزامية الحجاب، أحد أسباب حركة الاحتجاج الواسعة التي هزت البلاد في نهاية عام 2022 إثر وفاة الشابة مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول 2022، بعد توقيفها لعدم التزامها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وتتزامن الانتخابات مع تصاعد التوتر الإقليمي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والتصعيد العسكري في جنوب لبنان، حيث حزب الله المقرب من الجمهورية الإسلامية، وانخراط جماعة الحوثي حليفة طهران في هجمات على سفن تمس مصالح إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر.

المصادر:
وكالات
شارك القصة