تعاني مخيمات النازحين في خانيونس جنوبي قطاع غزة من أوضاع صحية وبيئية متفاقمة، مع ارتفاع في درجات الحرارة عجزت الأسر النازحة عن مقاومتها، وقد اشتدت عدوى الأمراض في صفوف الأطفال.
وقد اضطر نحو 1.3 مليون فلسطيني إلى النزوح مجددًا مع بدء العملية العسكرية في رفح، التي تجاهلت تحذيرات دولية بشأن تداعياتها، متسببة في كارثة إنسانية وأوضاع معيشية قاسية.
وفي ميناء خانيونس البحري، يواجه النازحون تحديات كبيرة في العثور على مأوى، ويضطرون للسكن في خيام مؤقتة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة.
انتشار الأمراض المعدية بين النازحين
تستخدم العائلات النازحة مياه البحر للاستحمام والطبخ، مما أدى إلى انتشار الأمراض الجلدية والتهاب السحايا والكوليرا.
وأفادت وكالة الأونروا بأن انتشار الأمراض المعدية ومنها الكوليرا سببه استعمال النازحين مياهًا غير صالحة للشرب، بعدما دمّر الاحتلال معظم الآبار الجوفية ومحطات تحلية المياه وشبكات الصرف الصحي.
وأشارت الوكالة إلى أن الظروف التي يعيشها النازحون في المدارس ومخيمات اللجوء مروّعة، وأن حالة التكدس داخل فصول وأفنية المدارس تزيد من سوء الوضع الإنساني المتردي، الذي فاقمه الحصار الخانق على إمدادات الغذاء والمياه والأدوية ما ينبئ بكارثة وبائية وشيكة.
ولأكثر من مرة، حذرت مؤسسات صحية محلية ودولية من انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف النازحين نتيجة التكدس في مراكز الإيواء، وانعدام سبل النظافة الشخصية والعلاجات اللازمة.
وفي 3 يوليو/ تموز، قالت كبيرة منسقي الشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ، إن هناك 1.9 مليون نازح بأنحاء القطاع الذي يشهد حربًا إسرائيلية مدمرة منذ نحو 9 أشهر.
وقالت كاغ في إحاطة قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي: إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضًا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة ودُمِرت المدارس، ما يهدد بتعطل نظام التعليم أجيالًا قادمة".
وأوضحت المسؤولة الأممية أنه "في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من مايو/ أيار الماضي، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى في غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى".
وفي السياق نفسه، أعربت عن قلقها "العميق" إزاء إصدار أوامر إخلاء إسرائيلية بمنطقة خانيونس، وتأثير ذلك على السكان المدنيين، وأردفت: "لا يوجد مكان آمن في غزة".