كشف تحقيق نشرته صحيفة "هآرتس" العبرية، الثلاثاء، أن الجيش الإسرائيلي يستخدم بشكل ممنهج مدنيين بقطاع غزة كدروع بشرية عند تمشيط الأنفاق والمباني.
ولفتت الصحيفة في تحقيقها إلى أن استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعًا بشرية بغزة يجري بمعرفة مكتب رئيس الأركان هرتسي هاليفي وضباط كبار بالجيش الإسرائيلي.
فعبر سلسلة شهادات من جنود وقادة بالجيش الإسرائيلي، كشفت الصحيفة أن الجيش يقوم بنقل شبان من غزة غير مشتبه بكونهم "مسلحين" إلى وحدات مختلفة تابعة له؛ حيث يقوم باحتجازهم كمعتقلين، ثم يرسلهم لمرافقة قواته عند تفتيش الأنفاق والمنازل بالقطاع.
مدنيون فلسطينيون دروع بشرية للجيش الإسرائيلي
وأضافت أن "هؤلاء الشبان الفلسطينيين عادة ما يكونوا في العشرينيات من عمرهم، وغالبًا ما يرتدون زي الجيش الإسرائيلي، لكن بنظرة أكثر تركيزًا ستكتشف أنهم ينتعلون أحذية رياضية، وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم، ووجوههم تظهر عليها علامات الخوف".
وتابعت الصحيفة: "هؤلاء هم الفلسطينيون الذين تستخدمهم وحدات الجيش الإسرائيلي في غزة بهدف واحد: أن يكونوا دروعًا بشرية للجنود في عملياتهم؛ حيث يمشطون الأنفاق والمباني قبل دخول القوات إليها".
ونقلت عن جنود إسرائيليين قولهم: "قالوا (في الجيش) إن حياتنا أهم من حياتهم (الفلسطينيين)، وإنه في النهاية من الأفضل أن يكون جنودنا على قيد الحياة، وأن ينفجروا هم جراء عبوة ناسفة".
وكان تقرير حديث للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان في 23 مارس/ آذار 2024، قد نقل عدة إفادات متطابقة عن تعمد الجيش الإسرائيلي استخدام الفلسطينيين دروعًا بشرية في عملياته العسكرية داخل مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة.
ووثق المرصد حالات وصلت إلى حد تفخيخ بعض المدنيين الفلسطينيين بكميات كبيرة من المتفجرات وربطها بحبل على خاصرتهم، مع وضع كاميرا على رأسهم، ثم إنزالهم داخل فتحات أنفاق، أو إجبارهم على الدخول إلى مواقع يعتقد الجيش الإسرائيلي أنها تستخدم لأغراض عسكرية.