سلَّم جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الإثنين، جمعية الهلال الأحمر جثمان فلسطيني عذبه وقتله بعد اعتقاله من محافظة جنين في الضفة الغربية المحتلة.
ولليوم السادس، يواصل الجيش الإسرائيلي اقتحام مدينة جنين ومخيمها ضمن أوسع عملية عسكرية منذ 22 عامًا شملت أيضًا طولكرم وطوباس؛ وأسفرت إجمالًا عن استشهاد 30 فلسطينيًا، وتدمير بنى تحتية وممتلكات خاصة.
تعذيب حتى القتل
وقالت جمعية الهلال الأحمر في بيان: "طواقمنا تتسلم شهيد أسير على حاجز سالم عمره 50 عامًا مجهول الهوية، ونُقل الجثمان إلى مستشفى"، فيما أكدت مصادر أمنية فلسطينية، لوكالة الأنباء الرسمية "وفا" بأن "الشهيد هو الحاج أيمن راجح عابد من بلدة كفر دان غرب جنين، واعتُقل فجرًا وعليه آثار تعذيب بعد تسليم جثمانه".
من جانبه، قال مدير مستشفى جنين الحكومي وسام بكر، للوكالة نفسها إن جثمان الشهيد وصل إلى المستشفى، مكبل اليدين، وتبين وجود آثار تعذيب على جسده بعد معاينته، موضحًا أنه بعد معاينة جثمان الشهيد ظهرت علامات ضرب على أماكن متفرقة من جسده.
من جهته، قال أيمن طه قريب الشهيد للوكالة، إن راجح جرى اعتقاله فجر اليوم بعد مداهمة منزله، حيث تم الاعتداء عليه داخله بالضرب المبرح، ومن ثم جرى نقله إلى حاجز سالم العسكري وهناك تعرض للتعذيب، ما أدى لاستشهاده. وأكد أن الشهيد لم يكن يعاني من أمراض خطيرة أو مشاكل صحية، وأنه اعتقل بصحة جيدة.
يذكر أنه، وفقًا لمنظمات حقوقية فلسطينية، فإن الشهيد عابد هو أب لاثنين من المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وهما إسلام وإحسان عابد. كما أن نجله الثالث جريح ومطارد من قبل الاحتلال. وقد جاءت عملية اعتقاله بعد سلسلة من الاقتحامات المتكررة لمنزله، بهدف الضغط على نجله لتسليم نفسه.
رصاص ونسف منازل
ومنذ منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، اقتحمت قوات إسرائيلية كبيرة مدينتي جنين وطولكرم ومخيماتهما ومخيم الفارعة قرب طوباس، قبل أن تنسحب فجر الخميس من مخيم الفارعة ومساء اليوم نفسه من طولكرم.
أما في جنين، فلا تزال العمليات مستمرة ودفع الجيش بقوات مدرعة معززة بسلاح الجو إلى المدينة، ودهم أجزاء من مخيم جنين ويفرض عليه حصارًا مشددًا، ويقتحم منازله وسط تبادل لإطلاق النار وأصوات انفجارات، ما دفع عشرات العائلات الفلسطينية للنزوح من المخيم نحو وسط المدينة.
كما أقدمت قوات الاحتلال اليوم على إطلاق الرصاص الحي بشكل كثيف وعشوائي وفجرت مداخل منازل في المخيم.
واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ منذ مساء أمس وحتّى صباح اليوم الإثنين، 20 فلسطينيًا على الأقل من الضّفة، بينهم فتاة، وسيدة اعتقلها الاحتلال رهينة، إضافة إلى طفل وأسرى سابقين.
وقال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، إن الاحتلال استدعى مجموعة من الفتيات من محافظة الخليل، منهن طالبات، وأسيرات سابقات.
إعدامات ميدانية
وأضاف البيان أن حصيلة عمليات الاعتقال في الضّفة منذ إعلان الاحتلال عن الحملة العسكرية الأخيرة، ارتفعت إلى نحو (130) حالة اعتقال، وهذه الحالات المؤكدة لدى المؤسسات، في ضوء استمرار العملية العسكرية في جنين منذ 6 أيام، وعدم المقدرة على معرفة حصيلة الاعتقالات النهائية في المحافظة والتي تقدر بالعشرات.
وحول استشهاد عابد، أشار البيان كذلك إلى عمليات إعدام ميداني نفّذت بحقّ مواطنين خلال عمليات اعتقال لأحد من أقربائهم، أو خلال حملات الاعتقال المستمرة والمتصاعدة في الضّفة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والتي طالت أكثر من عشرة آلاف و400 مواطن، إضافة إلى الآلاف من غزة.
وتشكّل عمليات الإعدام الميداني، إحدى أبرز السياسات الممنهجة التي استخدمها الاحتلال على مدار عقود وما يزال وتصاعدت بشكل –غير مسبوق- بعد السابع من أكتوبر في ضوء الحرب المستمرة في قطاع غزة منذ نحو 11 شهرًا.