يبدأ عام دراسي جديد ولا جديد يلوح في أفق قطاع غزة المدمّر. فلعامين متتاليين، يحرم أطفال غزة من الالتحاق بمدارسهم بعد أن أتت الحرب الإسرائيلية من بين ما أتت، على المدارس والمراكز التعليمية ودمرتها كليًا أو جزئيًا.
ومع ذلك، لا سبيل أمام سكان غزة إلا البقاء والمقاومة. فعلى أنقاض البيوت المدمرة في خانيونس جنوبي القطاع يرفع علم وتنصب خيمة تعليمية.
صفوف تعليمية في خيام النزوح وعلى الأنقاض
وفي مبادرة فردية، أقامت معلمة فلسطينية خيمة تعليمية للأطفال.
تقول المعلمة إسراء: "أقمت الخيمة التعليمية على أنقاض منزلي الذي دمره الاحتلال خلال الحرب، لأقدم دروسًا تعليمية وترفيهية للأطفال".
وفي مبادرة أخرى، قامت معلمتان شقيقتان بتحويل خيمة لجوء صغيرة إلى صف دراسي للأطفال في خانيونس. وفي تلك الخيمة، يتلقى أكثر من 200 طالب دروسًا في اللغتين العربية والإنكليزية.
وفي حديث إلى مراسل التلفزيون العربي أحمد البطة تقول هالة العطل، وهي إحدى المعلمتين، إنها اضطرت لتقسيم الطلاب إلى مجموعات نظرًا لعددهم الكبير وصغر حجم الخيمة.
الاحتلال يستهدف قطاع التعليم
ولا يأبه جيش الاحتلال بمصير أطفال غزة ولا بمستقبل أبنائها. فعلى العكس من ذلك، أرادها إبادة معرفية، واضعًا المدارس والجامعات والمراكز التعليمية هدفًا لضرباته.
وقد تضرّرت أكثر من 90% من مدارس القطاع بفعل القصف المستمر، بحسب وكالة الأونروا. وتحوّل ما تبقى منها إلى مراكز إيواء للاجئين تُستهدف بين الحين والآخر. كما استشهد آلاف الطلاب والمعلمين والأساتذة الجامعيين.
وأمام هذا الوضع، تفعل المنظمات الإنسانية ما بوسعها لتخفيف معاناة المنكوبين. وتقول وكالة اليونيسف: "إنها تدير 175 مركزًا تعليميًا مؤقتًا منذ أواخر مايو/ أيار الماضي".