أفاد مراسل التلفزيون العربي في القدس المحتلة صباح اليوم الخميس، بأن إذاعة الجيش الإسرائيلي نقلت عن مصدر مطلع على المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة، قوله إن واشنطن أجّلت مقترحها بسبب الخلافات بشأن قضايا مهمة، وأبرزها وجود جيش الاحتلال في محور صلاح الدين في رفح جنوبي القطاع.
وأشار مراسلنا أحمد جرادات، إلى أن الاعتقاد السائد في تل أبيب هو أن ما يفعله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من حيث البقاء في تلك المنطقة الحدودية من شأنه أن يعرقل المفاوضات.
لكن التقديرات الإسرائيلية تفيد بأن المقترح الأميركي قد يأخذ في الحسبان شروط نتنياهو، وقد يذهب نحو تقليص عدد القوات الإسرائيلية الموجودة على المحور، وفق مراسلنا.
تشاؤم في تل أبيب
وفيما ذكر مراسل التلفزيون العربي، أن المقترح الأميركي تأخر فيما كان يُفترض الإعلان عنه الأسبوع الماضي، قال إن الإدارة الأميركية ارتأت التأجيل حرصًا منها على عدم إعلان انهيار المفاوضات بشأن صفقة تبادل الأسرى.
أما في إسرائيل، فيقول جرادات إن ثمة حالة من التشاؤم تسود لدى عائلات المحتجزين الإسرائليين في غزة، من إمكانية التوصل لأي صفقة.
ويعزون ذلك إلى عدم جدية نتنياهو، حتى لو أخذ المقترح الأميركي بكل الشروط الإسرائيلية، في ظل انخفاض التحركات التي تطالب الحكومة في تل أبيب بالعمل لإطلاق سراح الأسرى بشكل فوري، وعقد اتفاقية وقف إطلاق نار.
"الرهان على ترمب"
وفي ظل تراجع الضغوط الأميركية واستيعاب نتنياهو لحركة الاحتجاجات، ثمة تقديرات أميركية إسرائيلية متقاطعة تشير إلى أن رئيس حكومة الاحتلال يؤجل الإعلان عن وقف إطلاق النار إلى ما بعد الانتخابات الأميركية المقررة في الخامس من نوفمبر/ تشرين الثاني، كي لا يمنح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس فرصة نصر جزئي في حملتها الانتخابية، في ظل تعويله على عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.
ويذكر مراسلنا أن علاقة نتنياهو مع ترمب حملت العديد من "الهدايا" خلال تولّي الملياردير الجمهوري سدة الرئاسة في الولايات المتحدة؛ وأبرزها الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، ونقل السفارة الأميركية إليها، والاعتراف بـ"السيادة الإسرائيلية" على هضبة الجولان السوري المحتل، واتفاقية أبراهام الشهيرة، التي قضت بالتطبيع مع الإمارات والبحرين والمغرب.
ووصلت المفاوضات غير المباشرة بين تل أبيب وحماس إلى مرحلة حرجة، جراء إصرار نتنياهو على مواصلة الحرب على قطاع غزة، وتمسكه بمحوري صلاح الدين ونتساريم جنوبي ووسط القطاع، بينما تطالب حماس بانسحاب إسرائيلي كامل من غزة وعودة النازحين دون تقييد.