كشف جيه دي فانس المرشّح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس الأميركي، عن خطة المرشّح الجمهوري الحالي للانتخابات الأميركية دونالد ترمب، لحلّ محتمل لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا التي مضى على اندلاعها أكثر من عامين ونصف.
وذكر ترمب أنّه يملك "خطة دقيقة" لإنهاء الحرب على أوكرانيا، لكنّه لا يستطيع الكشف عنها، مضيفا: "إذا أفصحت عنها الآن، فلن أتمكن من إنجازها وستكون فاشلة. جزء من نجاحها يكمن في أنها ستكون أمرًا مفاجئًا".
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، عن فانس قوله في مقابلة عبر البثّ الصوتي، إنّ دونالد ترمب سيقترح "إنشاء منطقة منزوعة السلاح في الأراضي الأوكرانية التي تحتلها روسيا".
وأوضح دي فانس أنّ المنطقة منزوعة السلاح المُقترحة ستكون "محصّنة بشدّة حتى لا يغزوها الروس مرة أخرى"، مشيرًا إلى أنّ أوكرانيا ستُحافظ على استقلالها "مقابل حيادها"، ما يعني عدم انضمامها إلى حلف شمالي الأطلسي "الناتو"، أو أي تحالفات غربية أخرى.
وتُعتبر خطة ترمب الأكثر وضوحًا وحداثة من ناحية الجمهوريين حتى الآن، لإنهاء الحرب على أوكرانيا.
من سيُسيطر على المنطقة المنزوعة السلاح؟
ولم يُحدّد فانس الجهة التي ستُسيطر على "المنطقة منزوعة السلاح"، لكنّه قال إنّ "خط الترسيم الحالي" سيبقى، وهو ما رأت الصحيفة الأميركية أنّه يعني أنّ أوكرانيا لن تستعيد أراضيها التي تحتّلها روسيا الآن.
كما أضافت أنّه ليس من الواضح ما إذا كانت المنطقة منزوعة السلاح المقترحة ستكون ضمن الأراضي التي تحتلها روسيا أو أوكرانيا حاليًا.
وقال فانس إنّ روسيا "لم يكن ينبغي لها أن تغزو" أوكرانيا، مضيفًا في الوقت نفسه أنّ "الأوكرانيين لديهم الكثير من مشاكل الفساد أيضًا".
ومنذ شنّ حربها في فبراير/ شباط 2022، تسيطر روسيا الآن على حوالي 20% من أراضي أوكرانيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم التي ضمّتها عام 2014 إلى جانب أجزاء من منطقة دونباس الشرقية، ومنطقة إضافية كبيرة تمتد من الشمال إلى الجنوب في الشرق.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، قال أشخاص ناقشوا اقتراح ترمب لحلّ الصراع في أوكرانيا، والذين تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هويتهم، لصحيفة "واشنطن بوست"، إنّ الخطة تنصّ على أن "تتنازل أوكرانيا لروسيا عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس".
وردًا على تصريحات فانس، استعادت حملة المرشّحة الديمقراطية للانتخابات الأميركية كامالا هاريس خطاب نائبة الرئيس في "قمة السلام" التي انعقدت في يونيو/ حزيران الماضي، حيث أشارت وقتها إلى اقتراح وقف إطلاق النار الذي قدّمه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ذلك الشهر، والذي ينصّ على انسحاب أوكرانيا من 4 مناطق تحتلها روسيا، ورفع العقوبات الغربية المفروضة على موسكو، وتخلي كييف عن محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي.
وفي خطابها، قالت هاريس إنّ بوتين "لا يدعو إلى المفاوضات، بل إلى الاستسلام".
وفي سبتمبر/ أيلول 2022، قدّم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خطة سلام من 10 نقاط إلى الأمم المتحدة، تضمّنت انسحابًا روسيًا كاملًا واستعادة حدود ما قبل عام 2014، وإنشاء محكمة دولية لمقاضاة جرائم الحرب الروسية.
من جهته، سبق أن أبدى بوتين استعداده للتفاوض "لكنّ وفق شروطه"، بينما قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، إنّ أي خطة سلام يجب أن تعترف "بالواقع على الأرض"، واحتفاظ روسيا بالأراضي التي تحتلها الآن.
