Skip to main content

حصار وتجويع.. ما أهداف إسرائيل المعلنة والخفية من اجتياح شمال غزة؟

منذ 5 ساعات
أمعن الاحتلال في عزل المناطق التي يجتاحها في شمال القطاع حيث فصلها عن مدينة غزة - رويترز

تتواصل عملية الاحتلال العسكرية في جباليا شمالي قطاع غزة، ما أسفر عن عدد كبير من الشهداء والجرحى، وحالات نزوح نحو مدينة غزة.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: إن "الفرقة العسكرية 162 تتولى مهمة التوغل في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون شمالي القطاع، حيث استكملت عملية تطويق جباليا من جميع الجهات، وسط قصف جوي وبري مكثف، ونسف هائل للمنازل والبنى التحتية".

وعلى الأرض، أمعن الاحتلال في عزل المناطق التي يجتاحها، حيث فصلها عن مدينة غزة، ما يثير تساؤلات بشأن خطة الاحتلال لتأمين إقامة محور جديد ووضع حدود جديدة لغزة.

الاجتياح الإسرائيلي في جباليا

ويعد الاجتياح الإسرائيلي في جباليا الثالث منذ بدء الحرب على غزة، حيث عادت إسرائيل لتمعن في تدمير المخابز، ومنع وصول مواد غذائية وأدوية إلى المناطق المحاصرة.

ودفع هذا المشهد الإنساني المعقد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إدانة مقتل عدد كبير من المدنيين جراء الهجمات الإسرائيلية المكثفة شمالي غزة، داعيًا إلى حماية المدنيين.

ودعت المرشحة الديمقراطية للرئاسة الأميركية كامالا هاريس، إسرائيل إلى بذل مزيد من الجهود وبسرعة لتسهيل تدفق المساعدات والمياه والأدوية إلى المحتاجين.

ويقول سكان المنطقة: إن "العملية الإسرائيلية هدفها ترويعهم وتجويعهم، لإجبارهم على النزوح بعد رفضهم النزوح منذ اللحظة الأولى للعدوان".

وتشير وكالة "أسوشييتد برس" إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "يدرس خطة لقطع المساعدات الإنسانية عن شمال غزة"، ما يعني محاصرة مئات الآلاف من الفلسطينيين، وتجويعهم، كوسيلة ضغط لتهجيرهم.

وسبق أن دعت دول عدة في وقت سابق، بينها فرنسا، إلى وقف إمداد إسرائيل بالأسلحة، بهدف وقف الحرب.

في المقابل، لا تعترف إسرائيل رسميًا بارتباط عملية جباليا بخطة الجنرالات، أو خطط أخرى للسيطرة على شمال القطاع، وتكتفي بتبريرها بذرائع أمنية وعسكرية.

لكن وسائل إعلام إسرائيلية اعتبرت أن العملية الآن تثير مزيدًا من علامات الاستفهام بخصوص أهدافها الحقيقية، في حين، تبدو العملية الإسرائيلية الجديدة شمالي القطاع بمثابة اختبار أو تمهيد لخطة احتلال شمال القطاع، وفحص إمكانية تطبيقها في مناطق أخرى أيضًا.

الأهداف المعلنة والخفية للعملية الإسرائيلية في شمال غزة

وفي هذا الإطار، أعرب الخبير بالشأن الإسرائيلي أنطوان شلحت أن أهداف العملية الإسرائيلية المعلنة تتمثل بـ"خطة الجنرالات"، موضحًا أن هذه الخطة تنص على ضرورة إعادة احتلال شمال غزة، وتفريغه من السكان وإجبارهم على النزوح إلى جنوب القطاع.

وأضاف في حديث للتلفزيون العربي من عكا، أن الفرقة العسكرية الإسرائيلية تقوم الآن بعزل منطقة شمال غزة عن سائر المناطق، وإبقاء السبيل إلى جنوب القطاع هو السبيل المفتوح فقط من أجل تهجير السكان.

نزوح عدد من الفلسطينيين من شمال غزة - غيتي

وأشار إلى أن قضية التجويع يجري الحديث عن فرضها من خلال نقل كل قضية المساعدات الإنسانية إلى هذه المنطقة بالتحديد إلى سلطة الجيش الإسرائيلي.

ولفت إلى أن الهدف من عملية الاحتلال الأبعد، كما ينقل الكثير من المحللين والكتاب الإسرائيليين عن مصادر أمنية رفيعة المستوى، هو إعادة الاحتلال العسكري الإسرائيلي إلى أجزاء واسعة من منطقة غزة.

وتابع شلحت أنه يجري الحديث عن احتمال إقامة احتلال عسكري إسرائيلي في ما يعرف باسم اليوم التالي للحرب في مناطق شمال قطاع غزة، مردفًا بأن "الهدف الأبعد الذي يجري الحديث عنه أيضًا في جل التحليلات الإسرائيلية هو القضاء على ما يسمى بمقدرات حركة حماس السلطوية".

وأشار إلى أن ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة هو التدمير الشامل، وتحويله إلى مكان لا يصلح للعيش.

"عودة إلى المربع الأصعب"

من جهته، قال الباحث السياسي إياد القرا، إن هناك عودة إلى المربع الأصعب وهو التجويع، وسط واقع إنساني كارثي في المناطق الشمالية من قطاع غزة.

وفي حديث للتلفزيون العربي من خانيونس، أوضح القرا أن الاحتلال يجرب الآن خطط "الجنرالات"، وهي أهداف آنية، مضيفًا أن نتنياهو يعتبر أن منطقة جباليا من المناطق التي كانت أكثر صعوبة، والتي لاقى فيها الجيش الإسرائيلي في المرتين السابقتين مقاومة شرسة.

وبشأن أهداف الاحتلال من عمليته في شمال غزة، أشار القرا إلى محاولة الجيش الإسرائيلي توسيع دائرة السيطرة كما يحدث في محور صلاح الدين والسيطرة على الشريط الجنوبي من مدينة رفح، وتوسيع ما يعرف بمحور نتساريم كما يحدث في المنطقة الوسطى وجنوب مدينة غزة.

وتابع أن الجيش الإسرائيلي لجأ إلى سياسة التهجير في محاولة منه للقضاء على أي وجود فلسطيني في مناطق شمال قطاع غزة.

واستبعد القرا أن تبدي المقاومة الفلسطينية مرونة بعد العملية الإسرائيلية، مشيرًا إلى أن المقاومة تصر على موقفها في عملية التفاوض، كما أنها تعتمد على مواجهة الجيش الإسرائيلي وتلحق به خسائر فادحة.

ما فرص نجاح المجتمع الدولي في ممارسة ضغط على إسرائيل؟

مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية مايكل لينك، قال: إن "ما يحدث في شمال غزة هو مجاعة المدنيين، وأمر مقصود"، مشيرًا إلى نزوح نحو 300 إلى 400 ألف فلسطيني إلى مناطق مختلفة من غزة.

وفي حديث للتلفزيون العربي من أونتاريو، أضاف لينك أن المجاعة والنزوح يعتبران انتهاكًا للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، بالإضافة إلى اعتبارهما جريمة حرب، وقد تؤدي أيضًا إلى إثباتات إضافية فيما يتعلق بقضية الإبادة.

ورأى أن المجتمع الدولي بإمكانه منع النزوح أو التهجير القسري عبر نشاطات الأمم المتحدة، لافتًا إلى أن هذا الأمر يتطلب الإرادة الدولية.

ولفت إلى أنه يجب إقناع الولايات المتحدة الأميركية بعدم الاستمرار بتسليح إسرائيل وعدم الاستمرار بحمايتها في مجلس الأمن.

المصادر:
التلفزيون العربي
شارك القصة