استشهدت اليوم الإثنين، الفلسطينية وفاء جرّار (50 عامًا)، متأثرة بجروح أُصيبت بها في مايو/ أيار الفائت، خلال اعتقالها من قِبل قوة إسرائيلية في مدينة جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، وهي زوجة الأسير عبد الجبار الجرار، الذي يقبع في سجون الاحتلال منذ أشهر.
وشيعت مدينة جنين، اليوم، جثمان الشهيدة جرار، حيث انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى المدينة، وألقى ذووها نظرة الوداع الأخيرة على جثمانها، قبل الصلاة عليها في المسجد الكبير. وجاب موكب التشييع شوارع المدينة، وردد المشاركون هتافات منددة بجرائم الاحتلال.
حماس تنعى وفاء جرار
من جهتها، نعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" الشهيدة، وقالت في بيان إن هذه الأخيرة "حملت سجلاً وطنيًا ودعويًا واجتماعيًا حافلاً على مدار سنوات حياتها التي قضتها جهدًا وجهادًا وتضحيةً وعطاء؛ رفقة زوجها القيادي الأسير، وها هي اليوم تختم سيرتها العطرة بالشهادة بعد عملية قتل بطيء نُفّذت بحقّها منذ لحظة اعتقالها".
وأضافت حماس: "نجدد عهدنا مع شعبنا وأسرانا الميامين في سجون الاحتلال، بالحرية القريبة، والخلاص من سجون النازية الجديدة، التي يتعرضون داخلها لشتى أنواع الممارسات اللاإنسانية وعمليات القتل الممنهج، وذلك بقرار سياسي وبتحريض علني من وزراء الحكومة الصهيونية"، داعية الشعب الفلسطيني في الضفة لتكثيف الفعاليات والجهود لدعم الأسرى، وتصعيد كافة أشكال المقاومة والتصدي والاشتباك مع الاحتلال، وفق البيان.
وكان نجل الشهيدة، حذيفة، قد أصدر بيانًا قال فيه: "نزف إلى العلياء أيقونة الوفاء والعطاء والدتنا الحبيبة الصابرة المحتسبة الأسيرة والجريحة والشهيدة وفاء نايف زهدي جرّار أم حذيفة (50 عامًا)، لتلتحق بركب الشهداء والقادة في معركة طوفان الأقصى".
إصابة خلال الاعتقال
وفي 31 مايو الماضي، أفرجت السلطات الإسرائيلية عن جرّار بعد أيام من خضوعها لعملية جراحية في مستشفى إسرائيلي لبتر قدميها؛ نتيجة إصابتها خلال اعتقالها.
وآنذاك أفادت هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني بأنها خضعت للعملية "جرّاء الإصابة التي تعرضت لها بعد اعتقالها من قوات الاحتلال في 21 مايو".
وبيَّنت المؤسستان، في بيان مشترك، أن اعتقالها تم بعد اقتحام منزلها في جنين خلال عملية عسكرية "شنها الاحتلال على المدينة ومخيمها".
وجرّار هي زوجة الأسير عبد الجبار جرّار (58 عاما) من جنين، والمعتقل إداريًا منذ فبراير/ شباط الماضي، وما حدث في مايو كان أول اعتقال تتعرض له، وهي أم لـ4 أبناء.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، صعَّد الجيش الإسرائيلي اعتداءاته على الضفة، بما فيها القدس المحتلة، ما أسفر عن استشهاد 604 فلسطينيين، بينهم 142 طفلًا، وإصابة نحو 5 آلاف و400 واعتقل حوالي 9 آلاف و930، حسب جهات فلسطينية رسمية.
مصاب ومعتقلون
وأصيب اليوم شاب فلسطيني، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي، في قرية حبلة جنوب قلقيلية، حيث قالت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، إن الشاب في العشرينيات من العمر، وأصيب برصاصة في اليد خلال وجوده قرب جدار الفصل في قرية حبلة، حيث تم نقله إلى مستشفى درويش نزال الحكومي بمدينة قلقيلية، ووُصفت إصابته بالمستقرة.
كذلك اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، مقدسيًا من شارع صلاح الدين وسط القدس المحتلة، فيما اقتحمت قوة من جيش الاحتلال قرية برقا شرق رام الله، وسيرت آلياتها العسكرية في شوارعها، دون أن يبلغ عن اعتقالات أو مواجهات.
وبلغ عدد المعتقلين الفلسطينيين منذ مساء أمس وحتى صباح اليوم، 25 فلسطينيًا على الأقل من الضّفة، بينهم طفلان، وأسرى سابقون، حيث قال نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى والمحررين في بيان مشترك، إن عمليات الاعتقال تركزت في محافظتي الخليل، ورام الله، فيما توزعت بقية الاعتقالات على محافظات نابلس، بيت لحم، وجنين.
وأضاف البيان أن قوات الاحتلال تواصل تنفيذ عمليات اقتحام وتنكيل واسعة خلال عمليات الاعتقال، يرافقها اعتداءات وتهديدات بحقّ المعتقلين وعائلاتهم، إضافة إلى عمليات التخريب والتدمير في منازل المواطنين.
