أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن اغتيال الجيش الإسرائيلي محمد جابر "أبو شجاع" قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس "لن يجتث المقاومة" في الضفة الغربية المحتلة.
وصباحًا، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه تبادل إطلاق نار وقتل 5 فلسطينيين، بينهم "أبو شجاع"، داخل مسجد في مخيم نور شمس بمحافظة طولكرم شمال الضفة.
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي في بيان "استشهاد الأخ المجاهد محمد جابر (أبو شجاع)، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس (الجناح العسكري للحركة)، وأحد مؤسسيها الأوائل، مع عدد من إخوانه في الكتيبة، بعد مواجهة بطولية مع جنود الاحتلال".
وأضافت أن "أبو شجاع قرّر مواجهة الاحتلال ببسالة مع إخوانه، لرفع الظلم عن أهلهم، مدركًا أن مواجهة العدو، وأيًا يكن ثمنها، أهون بكثير من العيش في ظل احتلال مجرم".
بدورها، أشارت حماس عبر بيان، إلى أن اغتيال قائد كتيبة طولكرم و"استمرار عدوان الاحتلال على الضفة لن يكسر شعبنا ومقاومتنا".
وحيَّت "المقاومين من كتائب القسام وكافة الأذرع العسكرية الذين يستبسلون في التصدي لهذا العدوان ويواجهون اقتحاماته واعتداءاته الهمجية، من خلال الاشتباك المباشر مع قوات الاحتلال واستهداف آلياته بالعبوات الناسفة".
ودعت "حماس" الشعب الفلسطيني في الضفة إلى "مزيد من الوحدة والتلاحم مع المقاومة، وتكثيف الزخم الجماهيري والمواجهة الميدانية مع الاحتلال ومستوطنيه حتى دحر العدوان (..) ونيل حريتنا وحقوقنا المشروعة".
من هو أبو شجاع؟
ومحمد جابر الملقب بأبو شجاع، قائد كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس -الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي– وأحد مؤسسيها إلى جانب قائدها الأول سيف أبو لبدة، وهو من مواليد مخيم نور شمس وينتمي لعائلة مهجرة من حيفا.
بدأ الشهيد مقاومة الاحتلال في وقت مبكر من حياته، وتعرض للاعتقال أول مرة وهو في الـ17 من عمره، ونجا من عدة محاولات لاغتياله أو اعتقاله، ويصفه الإعلام العبري بأنه أحد المطلوبين الكبار لإسرائيل.
وفي 19 أبريل/ نيسان 2024 أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي "القضاء" على أبو شجاع بعد قصف منزل بمخيم نور شمس كان يتحصن فيه رفقة مجموعة من المقاومين، في عملية جرت بمشاركة قوة من جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) وحرس الحدود، إلا أنه خرج بعد يومين بين جموع الناس حيًا يرزق، موجهًا رسالة للاحتلال عن مواصلة مقاومته حتى الرمق الأخير.
وفي مقابلة قبل أسبوعين، صرّح أبو شجاع، أنه "إذا اغتالني العدو، أنا أو أي أحد، فإننا سنستمر، فالقضية لا تقف عند شخص واحد، بل يوجد أجيال ستدافع عن الحق، وأكبر دليل على ذلك أنّه في كل منزل من منازل طولكرم يوجد شهيد أو شهيدان، والمقاومة مستمرة".
وفي 26 يوليو الماضي، لقي أبو شجاع استقبالًا حارًا في مخيم نور شمس بعدما أخرجه الأهالي من مستشفى بالمدينة، حيث كانت تحاصره أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية في محاولة لاعتقاله.
وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي، تحت غطاء كثيف من سلاح الجو، عملية في محافظتي طولكرم وجنين، ومخيم الفارعة قرب طوباس تحت مسمى "مخيمات الصيف"، قبل أن ينسحب من المخيم الأخير.
وارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين إلى 18 وأصيب عشرات في العملية المستمرة والتي عُدت "الأوسع" منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا".