الخميس 4 يوليو / يوليو 2024

أنظمة الري الذكية تنتشر في مصر..  هل هي الحل لتأمين الأمن المائي؟

أنظمة الري الذكية تنتشر في مصر..  هل هي الحل لتأمين الأمن المائي؟

Changed

"العربي" يناقش أهمية اعتماد أنظمة زراعية ذكية لتوفير مياه الريّ في مصر (الصورة: غيتي)
تنتشر أنظمة زراعية ذكية لتوفير المياه المستخدمة في الريّ في مصر، في زمن أصبح فيه الماء نادرًا ومن الأولويات.

بدأت تقنيات الزراعة الحديثة في الانتشار بمصر لتوفير مياه الري، مع أن معظم الأراضي الزراعية ما زالت تروى بالغمر حتى الآن.

وتجلب نظم الزراعة المائية والعامودية والري بالتنقيط المزيد من المزارعين، إلا أن هناك تحديات عديدة تقف أمام مواجهة مخاطر الجفاف والفقر المائي.

مميزات الأنظمة الزراعية الذكية

وتتميز أنظمة الهيدروبونيك أو الزراعة المائية والعامودية، بأنها لا تعتمد على التربة وتوفّر أكثر من 80% من مياه الري، فيما يرى متخصصون بانتشار هذه التقنيات أحد الحلول التي يمكن أن تواجه تحديات الجفاف.

وفي هذا الصدد، يشرح أستاذ الزراعة بجامعة الأزهر أحمد جابر صيام أنه في ظل أنظمة الزراعة المائية لا يحصل تبخر من التربة كما هو الحال في الزراعة التقليدية، كما لا يحصل تسرب للمياه بعيدًا عن منطقة الجذور النشطة.

تحديات أمام التقنيات الجديدة

في المقابل، تواجه الاتجاهات الحديثة للري ما ظل سائدًا عبر قرون على ضفاف النيل، فحتى الآن لا تزال الأراضي الزراعية القديمة تروى عن طريق الغمر، في حين أن 80% من واردات مصر من نهر النيل تستهلك حاليًا في الأنشطة الزراعية، فيما تعاني البلاد عجزًا في الموارد المائية يقدر بـ 21 مليار متر مكعب من المياه سنويًا وفق أرقام رسمية.

هذا العجز، بات يشكل خطرًا متزايدًا في ظل الارتفاع المضطرد للسكان وتهديدات التغيرات المناخية، فضلًا عن أزمة سد النهضة.

فمعظم الموارد المائية المصرية تأتي من خارج البلاد، و2% فقط تعد من الموارد المتجددة، وتعوَّض الفجوة بين المواد المتاحة والاستهلاك عن طريق التوسع في إعادة تدوير مياه الصرف الزراعي، وتحسين كفاءة الري.

وبحسب محمد فهيم مدير إدارة التغييرات المناخية بوزارة الزراعة، فإن الأراضي الجديدة التي تقارب 4 ملايين فدان تروى عن طريق نظم الري الحديثة، فيما يتبقى حوالي 6 ملايين فدان في الأراضي القديمة تعمل الدولة ضمن مشروع قومي كبير على تطوير وتحديث منظومة الري فيها.

ويردف في حديث مع "العربي" أن هذه الخطة "ليست فقط لتوفير المياه، ولكن أيضًا لزيادة الإنتاجية وتقليل مستلزمات الإنتاج".

وتقول الحكومة المصرية إنها ستنفق نحو 50 مليار دولار حتى عام 2050 لتحقيق الأمن المائي، إذ يتوقع أن يصل عدد السكان حينها إلى 175 مليون مواطن.

"أمر حتمي"

متابعةً لهذا الملف، يشرح سيد علي ماهر المهندس الزراعي واستشاري تطوير وإدارة المشاريع الزراعية أن الزراعة العامودية تعد من الحلول البارزة ليس فقط لتطوير الزراعات، بل لتحقيق الأمن المائي وتوفير المساحة الزراعية في ظل التغيرات المناخية.

فبفضل هذه التقنية، يمكن الزراعة في الأماكن المغلقة وهذا من شأنه التغلب على التغيرات الجوية التي يعاني منها العالم والتي تؤثر على أنواع كثيرة من المحاصيل، ما يؤدي أحيانًا إلى ارتفاع أسعار السلع، بحسب ماهر.

ويردف المهندس الزراعي في مداخلة له من القاهرة، أنه من خلال الزراعة العامودية يستهلك 15% فقط من كمية المياه التي تستهلك عادةً في الزراعة التقليدية، هذا فضلًا عن توفير الأسمدة التي يذهب معظمها في مياه الصرف.

ويتابع في حديثه مع "العربي": "الزراعة العامودية هي أمر حتمي من الضروري أن يعتمد، لذلك يجب معرفة ما هي الاحتياجات اللازمة لاعتمادها، وذلك عن طريق إجراء دراسات والاستعانة بالخبرات في هذا المجال".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close