السبت 7 Sep / September 2024

استهداف النازحين يتواصل في غزة.. ما هدف تصاعد المجازر الإسرائيلية؟

استهداف النازحين يتواصل في غزة.. ما هدف تصاعد المجازر الإسرائيلية؟

شارك القصة

 استهدف إسرائيل عشرات المدارس التابعة للأونروا - الأناضول
استهدفت إسرائيل عشرات المدارس التابعة للأونروا - الأناضول
استهداف مدارس الأونروا ليس جديدًا، فقد استهدف عشرات المدارس التابعة للوكالة منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر.

يكثف جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدافه مدارس تؤوي نازحين في قطاع غزة، ومناطق يدعي أنها آمنة.

أحدث مجازر الاحتلال، وقوع عشرات الشهداء والجرحى في قصف مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا" تؤوي نازحين في مخيم النصيرات وسط القطاع.

وسبق ذلك بساعات قليلة، استشهاد نحو 17 فلسطينيًا وجرح آخرين في استهداف الاحتلال تجمعًا للنازحين في مواصي خانيونس.

"تأزيم المفاوضات"

واستهداف مدارس الأونروا ليس جديدًا، فقد استهدفت عشرات المدارس التابعة للوكالة منذ بدء العدوان على غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الفائت، كما قصف عدة مرات وتحت ذرائع عدة، مواصي خانيونس ورفح التي ادعى الاحتلال أنها "آمنة" للنازحين.

واستهداف أهالي غزة يعكس إمعان الاحتلال في ملاحقة سكان القطاع، كي يجعل من نزوحهم واقعًا دائمًا، وذلك بتهديده كل بقعة في القطاع وجعلها غير آمنة أو قابلة للحياة.

وجاء قصف الاحتلال للنازحين في أنحاء قطاع غزة، تزامنًا مع مفاوضات وقف إطلاق النار، وسط جهود كبيرة من الوسطاء لإبرام الصفقة المنشودة.

بدورها، أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنها لن تطلب وقف المفاوضات على ضوء المجازر الإسرائيلية، باعتبارها معركة سياسية موازية للميدان، لكنها شدّدت على أن الأفعال الإسرائيلية تؤدي إلى تأزيم المفاوضات.

الوسطاء من جانبهم، حذروا أيضًا من تداعيات الهجمات الإسرائيلية على سير المفاوضات وفرص إنجاز صفقة لتبادل الأسرى.

في المقابل، برر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو هجمات جيشه في القطاع بأنها تأتي في سياق الضغط العسكري على حماس، لدفعها إلى التنازل أكثر في المفاوضات، على حد تعبيره.

كما شدّد على أن أي صفقة يجب أن تضمن استمرار الحرب، وهو أمر ترفضه حماس.

وفي موازاة ذلك، تقول وسائل إعلام إسرائيلية إن قيادة الجيش تخشى من أن تتحول حرب غزة إلى حرب استنزاف لا نهاية لها، وعلى نحو يؤدي إلى تلاشي إنجازاته العسكرية في القطاع، وفق قولها.

ويأتي ذلك في ظل مخاوف تترافق مع مواجهة الجيش تحديات لوجستية وميدانية، أبرزها إقراره بوجود نقص في سلاح الدبابات جراء إعطاب عدد كبير منها بقذائف المقاومة وعبواتها.

"أهداف سياسية"

وفي هذا السياق، يقول مايكل فخري، المقرر الأممي الخاص المعني بالحق في الغذاء، إنّ ما نراه هو استمرار إسرائيل في استهداف المناطق المدنية والمنازل والمستشفيات والمدارس والمؤسسات منذ السابع من أكتوبر الماضي.

ويضيف في حديث إلى "التلفزيون العربي"، من أوريغون، "أننا نرى الآن هجمات إضافية على مبان أممية، حيث لم نر هذا القدر من القتلى من الموظفين على يد إسرائيل في حرب سابقة".

ويؤكد أن إسرائيل تلعب في حياة المواطنين في غزة من أجل المفاوضات وأهداف سياسية. ويعتبر في هذا السياق أن مجموعة من الدول يمكنها أن تتخذ إجراءات ضد إسرائيل مثل الولايات المتحدة وألمانيا "بسبب ارتكاب الإبادة وتجويع الشعب في غزة، ما يعني أن واشنطن وبرلين متورطتين في هذه الإبادة".

ومضى يقول: "يجب على الدول العربية التي وقعت اتفاقية السلام مع إسرائيل أن تقوم بأي شيء وأن تتخذ الإجراءات لأن هذه إبادة ضد الشعب الفلسطيني ويؤدي إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة".

ويبين فخري، أن "هذه الحرب انتهكت القوانين الإنسانية، واليوم بعد كل هذا النزوح والقتل نرى أن هذا مرتبط بالأرض ومن الواضح أن إسرائيل تريد ضم غزة".

ويوضح أن "إسرائيل تعمل على بيع العقود لشركات النفط وتعطيهم الحقوق لاكتشاف الغاز في شواطئ غزة، وهذا ينتهك السيادة الفلسطينية والحق في الأراضي والمياه التابعة لهم".

كما لفت إلى أنّ "إسرائيل تستخدم المجاعة لدفع الشعب الفلسطيني خارجًا بهدف ضم غزة والسيطرة عليها بالكامل".

"المقاومة لا تتأثر بالضغوط"

بدوره، يؤكد مصطفى البرغوثي، الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن "إسرائيل تريد إطالة أمد الحرب ومواصلة العدوان حتى انتخاب دونالد ترمب كرئيس، حيث يعتقد بنيامين نتنياهو أن ذلك سيعطيه قوة.

ويضيف البرغوثي في حديث للتلفزيون العربي من من رام الله: "نهاية الحرب يعني نهاية نتنياهو، وخاصة أن هذا الأخير قال لعائلات الأسرى إن التحقيق بشأن السابع من أكتوبر لن يجري حتى انتهاء الحرب وبالتالي فهو يتهرب كونه يعرف أنه سيحاسب على فشله وعلى قضايا فساد تلاحقه وقد تذهب به إلى السجن".

واستدرك قائلًا: "إن قول نتنياهو إن حماس تتأثر بالضغوط هذا نوع من الكذب لأن المقاومة الفلسطينية لم تتخل عن ثلاثة أهداف وهي وقف العدوان، وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة بما في ذلك معبر رفح ومحور فيلادليفيا ومحور نتساريم، وثالثًا أنه لن يخرج الأسرى الإسرائيليون إلا بحدوث عملية تبادل للمعتقلين الفلسطينيين".

ويوضح أن "نتنياهو فشل في اقتلاع المقاومة ولم يستعد الأسرى الإسرائيليين في ظل مواصلة عملية التطهير العرقي في غزة".

ويلمح البرغوثي، إلى أن "الإدارة الأميركية الحالية لا تستطيع تغيير أي شيء في سلوك نتنياهو، وهي منحازة لإسرائيل حيث إنه لولا السلاح الأميركي والجسر الجوي لإسرائيل لما تمكنت الأخيرة من مواصلة الحرب".

"اتفاق على أهداف الحرب"

من جانبه، يرى معين الطاهر، الباحث في المركز العربي، أن "إسرائيل تحاول جعل قطاع غزة منطقة غير قابلة للحياة البشرية، وهذا هو الهدف الإسرائيلي الأساسي".

ويضيف الطاهر في حديث للتلفزيون العربي، من بيروت، أن "تهجير أهالي غزة أكبر شاهد على ذلك عبر جعل الحياة في القطاع مستحيلة عبر تدمير المرافق الصحية والتعليمية وهي أحد أهداف العملية الإسرائيلية هناك".

ويشير إلى ذلك يتم "مع وجود الغطاء الأميركي حيث تقوم إسرائيل بالممارسات التي نشاهدها في غزة وفي ظل عدم وجود ضغط عربي أو إسلامي أو أميركي".

ويقول: "هناك اتفاق على أهداف الحرب بين الولايات المتحدة وإسرائيل واختلاف على تكتيكاتها وأساليبها في محاولة لتجنيب واشنطن الاتهام بالمشاركة في الإبادة في غزة".

ويخلص الطاهر إلى أن "إسرائيل تحاول أن تقوم بالضغط على المقاومة عبر دماء الفلسطينيين، ولذلك نحن الآن دخلنا في الشهر العاشر من العدوان على غزة والمقاومة ما تزال صامدة".

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
تغطية خاصة
Close