الأحد 30 يونيو / يونيو 2024

الاحتلال يصعّد عدوانه على غزة.. ماذا يحضّر للمرحلة التالية من الحرب؟

الاحتلال يصعّد عدوانه على غزة.. ماذا يحضّر للمرحلة التالية من الحرب؟

Changed

استشهد عشرات الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ووسطه في حي التفاح ومخيم الشاطئ - الأناضول
استشهد عشرات الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ووسطه في حي التفاح ومخيم الشاطئ - الأناضول
توسّع قوات الاحتلال دائرة الاستهداف في قطاع غزة وخارجه وتصعّد من سياسة عمليات الاغتيال وارتكاب المجازر.

يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر في قطاع غزة، حيث سقط عشرات الشهداء في شمال القطاع ووسطه في حي التفاح ومخيم الشاطئ بعد استهداف تجمعات سكنية بالقصف المدفعي ونسف منازل المواطنين.

وفي الجنوب، تصل نيران القصف إلى خيام النازحين في المواصي، التي صنّفها الاحتلال مناطق آمنة، وسط استمرار العملية العسكرية وحالة النزوح بين اللاجئين وغياب أدنى مقومات الحياة.

الاحتلال يصعّد عمليات الاغتيال

وبموازاة ارتكاب الاحتلال المجازر بحق المدنيين العزل، توسّع قوات الاحتلال دائرة الاستهداف وتصعّد من سياسة عمليات الاغتيال في غزة وجنوب لبنان.

ويتزامن هذا التطور مع المعطيات الإسرائيلية التي تتحدث عن قرب انتهاء المرحلة الثانية والبدء بالمرحلة الثالثة، بعد قرب الإعلان عن انتهاء عملية رفح وادعاء هزيمة المقاومة في غزة، والتحول إلى "عمليات جراحية" انطلاقًا من محورَي نتساريم وصلاح الدين. 

الاحتلال سيدفع ثمن انتهاكاته

من جهتها، قالت حركة حماس إن الاحتلال يواصل استهدافه الوحشي للمدنيين العزل في غزة ما يستدعي تحركًا أكثر فاعلية من المجتمع الدولي لإجباره على وقف جرائمه وانتهاكاته. 

وأكّدت الحركة أن الاحتلال يتجاهل كلّ القوانين التي تجرّم استهداف المدنيين، مشددة على أنه سيدفع ثمن انتهاكاته ضد الشعب الفلسطيني وأن هذه الجرائم لن تفلح في كسر إرادة المقاومة والشعب، حتى طرد الاحتلال بإقامة الدولة الفلسطينية. 

جيش الاحتلال غير قادر على الحسم العسكري

وتعليقًا على التطورات الميدانية في القطاع، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية حسن البراري أن جيش الاحتلال توصّل إلى نتيجة مفادها أنه لا يمكن أن يفعل أكثر ممّا فعله في غزة، لافتًا إلى أن المجازر التي يرتكبها الاحتلال هي سحابة دخان تخفي خلفها عدم قدرة الجيش الإسرائيلي على الحسم عسكريًا والقضاء على حماس، أو حتى إجبارها على إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين.  

وفي حديث إلى "التلفزيون العربي" من عمان، يشير البراري إلى أن تصريحات رسمية إسرائيلية تعترف بهذا الواقع، في ظل خلافات بين المستويين السياسي والعسكري داخل إسرائيل بشأن العملية العسكرية برمتها.

وبحسب البراري، يخشى جيش الاحتلال أن "يتورط في غزة وأن يبقى عالقًا في حالة من الجمود".

كما يوضح البراري أن جيش الاحتلال يفكّر في "التحول إلى نهج العمليات الجراحية في غزة، إذا عجز رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقديم خطة لما بعد الحرب".

كذلك يحاول نتنياهو أن يحبر "الجيش على الالتزام بتعليماته، في وقت يبقى الجيش أكثر قدرة على تحديد إمكانياته"، بحسب البراري.   

القضاء على حماس "غير ممكن"

من جانبه، يوضح الباحث في مركز مدى الكرمل امطانس شحادة أن الجيش الإسرائيلي أعلن منذ بداية العدوان أنه سيقضي على قدرات حماس العسكرية من خلال ثلاث مراحل، إلا أنه استنتج أن استئصال حماس هو كذر الرماد في العيون، حيث لا يمكن القضاء على الحركة كفكرة ومشروع سياسي. 

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من حيفا، يلفت شحادة إلى أن الاحتلال يزعم أنه قضى على جزء كبير من إمكانيات حماس العسكرية، وأن الحركة لن تكون كما كانت قبل السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

إلى ذلك، يرى شحادة أن هناك مستجدات على أرض الواقع يتوجب على جيش الاحتلال مواجهتها، فيلفت إلى أن القلق العسكري في إسرائيل يتمثل في توسيع جبهة الشمال، مؤكدًا أن "التهديد العسكري الجدي للاحتلال يتمثل في حزب الله وليس في حماس".  

ويعتبر أن "الفجوة بين المستويين السياسي والعسكري في إسرائيل ستستمر في الاتساع، حيث يريد الجيش إنهاء الحرب فيما ترفض القيادة السياسية ذلك لأسباب سياسية". 

تصنيف مراحل الحرب "غير متماسك"

وبشأن طبيعة المرحلة الثالثة من الحرب التي يعتزم الاحتلال الشروع بها، يعتبر الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس فرحات أن التصنيف الذي يقدّمه الجيش الإسرائيلي لمراحل الحرب "غير متماسك". 

ويشرح أن المرحلة الأولى كانت عبارة عن قصف جوي انتقامي بدأ منذ السابع من أكتوبر حتى 22 منه، ثم بدأت المرحلة الثانية والتي مثلّت مناورة برية دون الإعلان عن تفاصيلها وعن الهدف منها، حيث لم يعلن الاحتلال سوى عن هدف إطلاق سراح الأسرى والقضاء على حماس، وهو ما يعتبره فرحات "هدفًا كبيرًا وواسعًا".

وفي حديثه إلى "التلفزيون العربي" من بيروت، يؤكد فرحات أن الاحتلال لم يقدم أي تفسير واضح على الصعيد التكتيكي للمرحلة الثانية. 

ويرى أن الجيش الإسرائيلي كان "متسرعًا جدًا" لأنه يريد أن يحقق نصرًا سريعًا بضرب مراكز قيادة حركة حماس ومراكز احتجاز الأسرى بناء على معلومات استخبارية، لافتًا إلى أن جمع المعلومات الاستخبارية استغرق ثمانية أشهر. 

ويتساءل فرحات عن جدوى التعابير التي يستخدمها الاحتلال في إعلانه للمرحلة الثالثة من الحرب، ومنها تعبير "العمليات الجراحية"، واصفًا الرواية الإسرائلية بأنها "مضطربة" تجسد "ضياع القيادة العسكرية". 

ويؤكد أن غياب ملامح مراحل الحرب تمثل مؤشر ضعف وهزيمة، لافتًا إلى أنه "بعيد ضربة 7 أكتوبر ضعف التخطيط وغابت البراغماتية العسكرية في إسرائيل، وبات الأمر يتلخص في تلقي معلومات استخبارية وتسرع في ضرب وتدمير المنشآت السكنية وقتل المدنيين". 

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close