أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، أن الغرب لن ينجح فيما وصفه "بمحاولته للهيمنة على العالم وتقطيع أوصال روسيا".
وأضاف بوتين في اليوم 21 من اجتياحه العسكري لأوكرانيا: أنه إذا كان الغرب يعتقد أن روسيا ستتراجع، فإنه لا يفهم روسيا جيدًا.
وقال إن سياسة الغرب طويلة المدى تتمثل في إبقاء روسيا تحت السيطرة، وإن عقوباته الاقتصادية على روسيا يشوبها قصر النظر.
وذكر بوتين أن الدول الغربية تريد إلحاق الضرر بكل أسرة روسية من خلال العقوبات، واتهم الغرب بالضلوع في حملة إعلامية غير مسبوقة على بلاده.
الحاجة لطبع نقود
وأضاف الرئيس الروسي أن البنك المركزي لا يحتاج لطبع النقود، وأن البلاد لديها موارد مالية كافية للتصدي للتحديات الحالية.
وقال بوتين: "اقتصادنا وقطاع الأعمال لديهما كل الموارد الضرورية لتحقيق الأهداف المحددة". وأضاف أن الاقتصاد الروسي سيتكيف مع الواقع الجديد الذي أوجدته العقوبات الغربية على موسكو.
وأمر بوتين أيضًا بزيادة التمويل لمشاريع البنية التحتية، وقال إن الحكومة ستحتاج لإجراء تغييرات هيكلية في الاقتصاد، ووعد بمزيد من الدعم للأسر التي لديها أطفال وزيادة المدفوعات الاجتماعية بينما يرتفع التضخم.
"عملية ناجحة"
ويقول مراسل "العربي" في موسكو إن هذا الخطاب الأخير للرئيس الروسي أتى من أجل تهدئة نفوس مواطنيه وتبرير الاجتياح العسكري الذي نفذه في أوكرانيا.
وأكد مراسل "العربي" أن فحوى خطاب بوتين أنه مستمر في "العملية العسكرية" وهدفه تجريد أوكرانيا من السلاح.
وفي خطابه، أكد بوتين أن عمليته العسكرية في أوكرانيا "ناجحة"، موضحًا أن موسكو لن تدع هذا البلد يتحول إلى "منصة" يتم الانطلاق منها لتهديد روسيا.
وقارن الرئيس الروسي العقوبات الغربية التي فرضت على روسيا واقتصادها ورياضييها وعالم ثقافتها ب"الاضطهاد" الذي عانى منه اليهود، منددًا بالسلوك "الشائن" و"غير اللائق" للغربيين.
وقال بوتين خلال تصريحات متلفزة: "العملية تسير بنجاح، بما يتوافق بدقة مع الخطط الموضوعة مسبقًا". وأكد مرة جديدة أنه لا يسعى إلى "احتلال" أوكرانيا، مشيرًا إلى أنه شن الهجوم لأن "كل الخيارات الدبلوماسية" قد استنفدت.
"أسلحة بيولوجية"
وتابع الرئيس الروسي حديثه: "ببساطة لم تكن لدينا خيارات لحل المشكلة بطريقة سلمية". وأكد أنه "كانت لدينا كل الأسباب للاعتقاد"، أن "مكونات أسلحة بيولوجية" كانت قيد التطوير في أوكرانيا.
وبحسب بوتين، فإن أوكرانيا "كانت تستعد لسيناريو عنيف" وبدء هجوم أوكراني ضد دونباس وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو عام 2014.
واعتبر بوتين أن العملية العسكرية في أوكرانيا "ليست إلا ذريعة للغرب لفرض عقوبات جديدة" على روسيا، منددًا بـ"إستراتيجية طويلة الأمد" تهدف إلى "إضعاف" موسكو.