الإثنين 16 Sep / September 2024

الهجوم الروسي على أوكرانيا مستمر.. قتلى في الشوارع ودمار هائل

الهجوم الروسي على أوكرانيا مستمر.. قتلى في الشوارع ودمار هائل

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" يعرض لشهادات نازحين من مدينة ماريوبول التي حاصرتها القوات الروسية (الصورة: غيتي)
يتواصل الهجوم الروسي لليوم الـ38، وفيما تختلف "تكتيكات" الحرب على الأرض، يكشف توقف المعارك في بعض المناطق ما طالها من خسائر مادية وبشرية هائلة.

لا يتوقف القصف في أوكرانيا، فالحرب مستمرة، والتغيّرات التي تطال المشهد بانسحاب القوات الروسية من مواقع أو إبعادها من أخرى، لا تلغي واقع أن الهجوم لم ينتهِ بعد.

في هذا الصدد، خلص مستشار الرئيس الأوكراني، الذي قال إن القوات الروسية "تنسحب بسرعة" من مناطق في محيط العاصمة كييف ومدينة تشيرنيهيف شمالي البلاد، إلى أن "موسكو تعطي الأولوية لتكتيك مختلف: الانسحاب إلى الشرق والجنوب".

في غضون ذلك، تحدث البابا فرنسيس عن "رياح الحرب الباردة" التي تجتاح أوروبا مجددًا، وأحصت الأمم المتحدة ـ التي يصل مبعوثها الأحد إلى موسكو ـ ارتفاعًا آخر في عدد اللاجئين الأوكرانيين، بعدما بلغ 4,137,842 لاجئًا.

وعلى الأرض، حيثما انتهت المعارك تظهر الخسائر. ففي إربين التي سيطر الجيش الأوكراني عليها أخيرًا، أفاد مراسل "العربي" بأنّ نحو 50% من الأبنية تعرّضت للدمار الكامل، فيما معظم الآليات العسكرية محترقة.

وفي بوتشا، أشارت وكالة "فرانس برس" إلى أن جثث ما لا يقل عن عشرين رجلًا بالزي المدني عُثر عليها في أحد الشوارع، ونقلت عن رئيس البلدية أن نحو 300 شخص دُفنوا "في مقابر جماعية".

أما في ماريوبول المحاصرة، والتي فرّ منها أكثر من ثلاثة آلاف شخص في حافلات وسيارات خاصة على ما أعلنت السلطات الأوكرانية، فإن التقديرات الأخيرة تشير إلى أن نحو 160 ألف شخص لا يزالون عالقين في المدينة.

بموازاة ذلك، دعت المدّعية الدولية السابقة كارلا ديل بونتي المحكمة الجنائية الدولية إلى الإسراع بإصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ـ الذي وصفته بـ "مجرم حرب" ـ على خلفية الهجوم على أوكرانيا.

من جهة أخرى، اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة ودول أخرى على روسيا لهجومها على أوكرانيا تحقق نجاحًا ولا بد من زيادتها.

وأضاف زيلينسكي في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" أنه يود أن تقف الصين، التي لم تفرض عقوبات على روسيا، إلى جانب أوكرانيا.

وكانت بكين قد أكدت، غداة تحذير الاتحاد الأوروبي لها من أن أي دعم لموسكو سيضر بعلاقاتها الاقتصادية مع أوروبا، أنها لا تلتف "عمدًا" على العقوبات الغربية المفروضة على روسيا.

ومن جانبه، كشف باولو جنتيلوني مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي أن التكتل يدرس فرض المزيد من العقوبات على روسيا، لكن أي إجراء إضافي لن يؤثر على قطاع الطاقة.

وعلى المقلب الآخر، أكد مدير وكالة الفضاء الروسية ديمتري روجوزين، أن استعادة العلاقات الطبيعية بين الشركاء في محطة الفضاء الدولية وغيرها من المشاريع الفضائية المشتركة لن تكون ممكنة إلا بعد رفع العقوبات الغربية عن موسكو.

ماذا في تطورات الميدان؟

بالعودة إلى تطورات الميدان في اليوم الـ 38 من عمر الهجوم الروسي على أوكرانيا، فقد أعلنت أوكرانيا أنّ قواتها استعادت السيطرة على منطقة كييف بالكامل.

وفي سياق متصل، أفادت المخابرات العسكرية البريطانية بأن القوات الأوكرانية تواصل تقدمها ضد القوات الروسية المنسحبة في محيط العاصمة.

بدورها، أعلنت الرئاسة الأوكرانية العثور على المصوّر والموثق الأوكراني المخضرم ماكس ليفين المفقود منذ ثلاثة أسابيع ميتًا، بعد انسحاب القوات الروسية من أراضٍ قرب كييف.

كما أعلن عمدة كييف أن "حصيلة القتلى في القصف الروسي على المبنى الحكومي في ميكولايف قبل أيام ارتفعت إلى 35 قتيلًا". 

إلى ذلك، أشار رئيس منطقة بولتافا الأوكرانية إلى أن الصواريخ الروسية قصفت مدينتين في وسط البلاد في وقت مبكر اليوم السبت، ودمرت بنية تحتية ومبان سكنية.

وفي وقت لاحق، ذكر حاكم المنطقة دميتري لونين أن ما لا يقل عن أربعة صواريخ أصابت منشأتين للبنية التحتية في بولتافا، في حين كشفت معلومات مبدئية أن ثلاث طائرات للعدو هاجمت المنشآت الصناعية في كريمنشوك. ولفت إلى أنه لم تتوفر معلومات عن سقوط ضحايا. 

أما في منطقة دنيبرو في جنوب غرب البلاد، فقد قال فالنتين رسنيتشنكو حاكم المنطقة في منشور على الإنترنت إن الصواريخ قصفت منشأة للبنية التحتية مما أدى إلى إصابة شخصين وأحدث دمارًا كبيرًا.

وأضاف أن محطة وقود في مدينة كريفيي ريه تعرّضت للقصف، مما تسبب في حريق.

إلى ذلك، كشفت وكالة الأنباء الأوكرانية أن القوات الأوكرانية تصدت لـ9 هجمات معادية في دونيتسك ولوغانسك.

من جانبها، أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن استهداف مطارات عسكرية أوكرانية بمدينتي بولتافا ودنيبرويتروفسك بصواريخ عالية الدقة. 

وقالت إنه تم تدمير مرافق تخزين البنزين والوقود في مصفاة كريمنشوك الأوكرانية باستخدام أسلحة دقيقة وبعيدة المدى.

من ناحية أخرى، قالت الوزارة إن قوافل الإغاثة لم تتمكن من الوصول إلى مدينة ماريوبول المحاصرة سواء أمس الجمعة أو اليوم، وأشارت وكالة الإعلام الروسية إلى أن الوزارة ألقت باللائمة على اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

ماذا عن المفاوضات؟

تُعد المحادثات بين الجانبين الروسي والأوكراني مزيجًا من جلسات مباشرة واجتماعات افتراضية، وصفها كل منهما في الأيام الماضية بأنها صعبة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله اليوم السبت إن محادثات روسيا مع أوكرانيا ليست سهلة، لكن الشيء المهم أنها مستمرة.

على المقلب الآخر، نقلت وكالة "إنترفاكس" الأوكرانية عن مفاوض أوكراني قوله إن موسكو تعتبر أن وثائق مسودة اتفاقية سلام قد وصلت إلى مرحلة متقدمة بما يسمح بإجراء محادثات مباشرة بين الرئيسَين الروسي والأوكراني.

والمفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا أشار إلى أن تركيا هي المكان الأكثر ترجيحًا لاجتماع بوتين وزيلينسكي.

وأوضحت "إنترفاكس" أن أراخاميا صرّح للتلفزيون الأوكراني بأن مكان وزمان عقد اجتماع بين الرئيسين لم يتحدد بشكل نهائي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close