السبت 5 أكتوبر / October 2024

برزوا اسمًا وفعلًا في المعارك.. كيف يؤثر القناصة على النزاع بالسودان؟

برزوا اسمًا وفعلًا في المعارك.. كيف يؤثر القناصة على النزاع بالسودان؟

شارك القصة

تقرير لـ"العربي" يسلط الضوء على أثر سلاح القناصة في سير المعارك بين الجيش السوداني والدعم السريع (الصورة: أرشيف غيتي)
برز سلاح القناصة في أساليب طرفَي القتال في السودان، في محاولة كل من الجيش وقوات الدعم السريع إيقاع ضرر أكبر بالخصم دون خسائر.

اعتمد الجيش وقوات الدعم السريع في السودان على سلاح القناصة بشكل كبير منذ الأيام الأولى لاندلاع نزاعهما المستمر منذ منتصف أبريل/ نيسان الماضي.

وقد برز سلاح القناصة في أساليب طرفَي القتال، في محاولة إيقاع ضرر أكبر بالخصم دون خسائر.

وعن طريق مواكبة سلاح القناصة في نزاع العسكر على مدار أشهر في السودان، إليكم كيف أثر ذلك على سير المعارك.

القناصة في النزاع السوداني

يمتلك الجيش السوداني وحدة قناصة تتبع للواء العمليات الخاصة بعدد يُقدر بالمئات، في حين تبدو قوات الدعم السريع متفوقة في عدد القناصة بواقع آلاف الجنود المخصصين للمهمة.

ويعود ذلك إلى طبيعة نشأة قوات حميدتي وظروف مهماتها، مرورًا بتكونها من مقاتلين تدربوا أساسًا في البوادي منذ طفولتهم على الصيد والقنص.

وفي العاصمة الخرطوم، حيث تستمر معركة حصار سلاح المدرعات، تمكنت قوات الدعم السريع من نشر قناصة على أسطح المباني العالية المحيطة بالموقع العسكري الأكثر أهمية في منطقة الشجرة جنوبي الخرطوم، وهي مبان تشرف على المنطقة العسكرية.

وبينما يظهر في أحد المقاطع المصورة قناص تابع للجيش يفاخر باصطياد أفراد من قوات الدعم السريع المهاجمة لمقر المدرعات في منطقة الشجرة، يدعي آخر من الدعم السريع السيطرة الكاملة على سلاح الإشارة التابع للجيش في العاصمة السودانية ملمحًا إلى فعالية سلاح القنص في المعركة.

إلى ذلك، حقق الجيش السوداني بفضل قناصي وحدة لواء العمل الخاص تقدمًا في عملياته بأحياء وَد نوباوي ولعُمدة والمظاهر والمَسالمة وأبوروف وبيت المال.

وتقع تلك المناطق وسط أم درمان، التي تعدّ مركز قتال شرس طيلة الأشهر الماضية، ما ساهم في منع قوات الدعم السريع من إحراز التقدم المطلوب في معركة القيادة العامة والمدرعات.

كما ساهم اعتماد الجيش السوداني على فرقة قوات العمل الخاص في تقليص حجم الخسائر في صفوفه. 

فهذه القوات الخاصة تعد بمثابة كتيبة متقدمة التدريب، توكلُ إليها المهام الحربية الدقيقة التي تتطلب رشاقة في حجم القوة وكفاءة قتالية عالية.

والهدف من ذلك تحقيق النتائج المرجوة بأقل عدة وعتاد، بما يساعد في تقليص حجم الخسائر في صفوف قوات الجيش السوداني لأقل مستوى ممكن في الموارد البشرية والمادية.

عتاد القناصة في السودان

في ما يخصّ العتاد، تستخدم قوات العمل الخاص التابعة للجيش عدة أنواع من بنادق القنص، وهي الأسلحة نفسها التي تستعملها قوات الدعم السريع وعلى رأسها بندقية (إم 16) أميركية الصنع، عبر تركيب منظار لرصد الهدف بدقة.

كما تستعمل بندقية G3 ألمانية الصنع، بجانب أنواع أخرى من بنادق القنص مثل دراغونوف روسية الصنع التي ظهرت في أحدث تدريب لقوات العمل الخاص.

وتفيد تقارير وشهادات متطابقة بأن وحدات قوات الدعم السريع تلقّت تدريبات متقدمة على القنص أكثر من تلك التي أُتيحت للجيش السوداني، بحكم تعاقدها لفترات عديدة مع أطراف عابرة للحدود لتدريب قواتها، لعل أبرزها مجموعة فاغنر على الرغم من النفي المتكرر لقوات حميدتي صلتها بالمجموعة الروسية.

وقد كانت عملية الحصار المستمرة لمقر القيادة العامة للجيش السوداني وسط الخرطوم دليلًا واضًحا على قدرات قناصة الدعم السريع، ودورهم الحاسم في رفع كلفة الخسائر البشرية في صفوف كبار الضباط والجنود من الطرف المقابل.

بموازاة ذلك، نشرت قوات الدعم السريع قناصة في أم درمان على مبنى السجل المدني والجوازات الواقع بمحاذاة سلاح المهندسين، ما يعني اتجاهها لتضييق الحصار أكثر على الوحدة العسكرية الأكبر جنوبي أم درمان.

القناصة في الأحياء السكنية

أما المدنيون، فهم الخاسر الأكبر من هذه التكتيكات العسكرية، حيث يتسبّب نشر القناصة في الأحياء والمناطق السكنية في إجبارهم على النزوح من منازلهم، وهو ما حدث في أحياء جَبرة والعُشرة واللّاماب جنوبي الخرطوم قرب مقر سلاح المدرعات.

والحال نفسه واجهه سكان أحياء بانَت وأبو كَدوك والعباسيّة وحي الضباط الواقعة بين سلاح المهندسين ومباني الجوازات والسجل المدني في المنطقة القديمة الجنوبية لأم درمان.

في المحصلة، بات سلاح القناصة ضمن عوامل تحول دون حسم المعركة لأي من الطرفين المتحاربين حتى اللحظة، ما يطيل أمد صراع العسكر إلى أجل غير مسمى.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close