Skip to main content

بعد إعلان إقامته في موعده.. هل يشهد مهرجان جرش مقاطعة الأردنيين؟

الأحد 2 يونيو 2024
أطلق الأردنيون وسوم منها "تأجيل مهرجان جرش" و"إلغاء مهرجان جرش" و"قاطع مهرجان جرش"- غيتي/ أرشيف

يقام مهرجان جرش الفني الثقافي سنويًا في مدينة جرش الأثرية شمال الأردن. ولهذا المهرجان شعبية كبيرة عند الأردنيين، نظرًا لفعالياته التي تضم فنانين ومغنين عربًا وفرقًا شعبية وفولكلورية عربية وأجنبية على السواء.

وفي كل عام يتخذ مهرجان جرش في الأردن من شهر يوليو/ تموز موعدًا له. لكن هذا العام، طالت موجة انتقادات الحفل قبيل موعده، نظرًا لتزامنه مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وهي حرب تدخل يومها الأربعين بعد المئتين. وقد نتج عنها حراك شعبي وجماهيري أردني رافض للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين في قطاع غزة. 

شرارة موجة الغضب كانت تصريحًا لوزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار بشأن موعد إقامة مهرجان جرش للثقافة والفنون، حيث نقل موقع إلكتروني لقناة محلية عنها قولها إن المهرجان سيقام في موعده المقرر خلال الصيف الحالي.

الجدل الذي أحدثه تصريح الوزيرة التي تشغل أيضًا منصب رئيسة اللجنة العليا للمهرجان، دفعها إلى تصريح جديد، أن المهرجان "لا يعد أولوية" نظرًا للأوضاع المأساوية التي يمر بها الشعب الفلسطيني.

"تضامن مع النفس"

لكن تراجع الوزيرة عن تصريحها الأول لم ينه سيل الانتقادات الموجهة لرعاة المهرجان، الذين لم يعلنوا أي تصريح رسمي بعد، بإلغاء دورته هذا العام. لذلك، سرعان ما أطلق الأردنيون وسوما منها "تأجيل مهرجان جرش" و"إلغاء مهرجان جرش" و"قاطع مهرجان جرش"، التي سرعان ما أصبحت الأوسع انتشارًا والأكثر تداولًا في الأردن في الأيام الماضية.

وشارك الروائي عبد السلام صالح بيانًا موقعًا من أعضاء هيئة عامة في رابطة الكتاب الأردنيين ورابطة الفنانين التشكيليين، وغيرهم  دعوا فيه بشدة وإلحاح إلى إلغاء الدورة الحالية لمهرجان جرش، وقال: "ذلك تضامنًا مع أنفسنا وأخلاقنا ومبادئنا وقيمنا أولًا، ثم تضامنًا مع أهلنا الذين تتواصل إبادتهم، في غزة والضفة، بأبشع آلة دمار دولي متحالفة مع دولة العدوان والشر والإبادة، ومن دون أن يستطيع أحد في هذا العالم وقف تلك المذبحة المتواصلة منذ نحو ثمانية أشهر".

"نصرة الأشقاء والنخوة"

أمّا محمد الشياب، فاعتبر إعلان عقد مهرجان جرش هذا العام قرارًا خاطئًا ومهينًا للجميع، نظرًا لظروف أهالي قطاع غزة.

وتابع: "لن يخسر الشعب شيئًا بغياب المغنين، لكن ما يبقى هو الموقف الوطني والقومي الصلب والأخلاق والقيم ونصرة الأشقاء والنخوة التي عرفت بها بلادنا وشعبنا".

وأضاف: "الرقص على دمنا ليس خيارًا وطنيًا أبدًا، وليس مكسبًا أبدًا، وإذا كان لا بد من عقد المهرجان، ليعقد في الجانب الثقافي والتعليمي والسياحي".

وكتب ياسر الشمالي رأيه متسائلًا: "عندما يكون عندك عرس أو فرح ويموت جار أو قريب أو شخص من أهل البلد. يتأجل العرس أو يمضي لكن بدون غناء وبدون زغاريد. النشامى لا يفتحون حتى التلفزيون احترامًا لأهل الميت".  

وأضاف: "ماذا دهانا وماذا حصل في تكويننا وأين النخوة والمروءة؟".

من جهتها، قالت رانية الجعبري: "في حال كانت صبغة المهرجان هذا العام شبيهة بنسخة العام الماضي، أي قبل 7 أكتوبر، ولم يراع الدم الذي سكبه، على طول الشهور الطويلة الماضية، أهالي غزة، فإننا لا نملك إلا أن نقول "يا عيب الشوم".

وفي مقابل حملة انتقاد إقامة مهرجان جرش هذا العام وسط الحرب التي تشهدها غزة، كان هناك من أيّد إقامة المهرجان بحجة أنه ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية على حد سواء. منهم نصر المجالي، الذي يرى أن المهرجان هو تعبير ثقافي أردني بامتياز، وهو ظاهرة ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياحية فريدة بأبعادها الوطنية والعربية، وليس فرحًا وسمرًا وسهرًا وفرفشة ومتعة كما يتخيله كثيرون، حسب وصفه.

المصادر:
العربي
شارك القصة