لم تثمر الجهود العراقية عن بناء شبكة كهرباء قادرة على تلبية احتياجات المواطنين دون انقطاع، فعادت بغداد إلى واشنطن بعد مرور عقدين من الزمن على الاحتلال الأميركي، عساها تعيد إيصاله كما تسببت في قطعه بفعل تدخلها العسكري آنذاك.
أدى التدخل العسكري الأميركي في عام 2003 إلى تداعي البنية التحتية وتصدع المرافق في البلد العضو في منظمة "أوبك"، فمنذ أيام قليلة طار وفد رسمي عراقي إلى واشنطن طلبًا لمساعدة أخيرة على تطوير النظام المالي لدى البلد الغني بالنفط.
اتفاقات بين بغداد وواشنطن
حملت الزيارة العراقية ذاتها اتفاقات موازية لا تقل أهمية لعّل أبرزها مدّ واشنطن يد العون لبغداد لتطوير مرافقها وشبكتها الكهربائية والتي كادت تتداعى، إما بسبب انقطاع الغاز القادم من إيران أو بفعل نمو الطلب الناجم عن ارتفاع درجات الحرارة في الصيف اللاهب الذي تُعرف به عاصمة الرشيد.
وبما أن الولايات المتحدة هي صاحبة الحلول دومًا، فقد انبرت شركتها العملاقة "جنرال إليكرتيك" للتصدي لهذه المهمة، فأبرمت مع بغداد سلسلة اتفاقات ترمي إلى النهوض بهذا القطاع الحيوي لتتولى زيادة الإنتاج الكهربائي في العراق عبر إنشاء محطات توليد جديدة، وتوسيع قدرات نظيراتها القائمة مع صيانة البنى التحتية لتوليد ونقل الطاقة، وإعادة تأهيلها لضمان استقرار الإمدادات.
مصادر طاقة أنظف
فالشركة الأميركية المرتبطة جذورها بالمخترع الشهير توماس إديسون، ستعمل على تعزيز الربط بين شبكة العراق والأردن، إلى جانب مساعدة بغداد في الحصول على التمويل اللازم لتنفيذ مشاريعها الإستراتيجية بعد نجاحها في مساعدتها البلد النفطي في توفير قرابة 2.4 مليار دولار منذ عام 2015.
كما ستنفذ "جنرال موتورز" خطة لدعم انتقال العراق إلى استخدام مصادر طاقة أنظف، إلى جانب استخدام الغاز المصاحب لإنتاج الطاقة في توليد الكهرباء، وذلك بالتزامن مع تحويل محطات الطاقة الحالية إلى نظام الدورة المركبة بما يسهم في تعزيز كفاءتها وتحقيق وفرات كبيرة من الوقود.
وأخيرًا فهذه الاتفاقات طموحة التي وقعها العراق مع الشركة الأميركية، فالمواطنون العراقيون يأملون أن يلمسوا أثرها كلما ازدادت حاجتهم إلى التيار الكهربائي صيفًا أو شتاء.