الأحد 8 Sep / September 2024

بينها القطع الجائر للغابات.. عوامل تهدد الحزام الأخضر للعاصمة الليبية

بينها القطع الجائر للغابات.. عوامل تهدد الحزام الأخضر للعاصمة الليبية

شارك القصة

تقرير لـ "العربي" حول جفاف سد وادي كعام في شرق العاصمة الليبية طرابلس (الصورة: تويتر)
تنتشر أكوام من الأشجار المقطوعة في منطقة القره بولي الواقعة على بعد 50 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس.

على الرغم من أن ليبيا تمتاز بتنوع الغطاء النباتي والزراعي فيها، إلا أن القطع الجائر للغابات والزحف العمراني والجفاف يهدد العاصمة طرابلس، في وقت يجتهد فيه مهندسون زراعيون لتقديم شيء في وقف هذه الظاهرة في البلاد.

ويوم السبت من كل أسبوع، يجتمع خليفة رمضان رفقة زملائه الخبراء والمهندسين المتخصصين في الزراعة والبستنة في مزرعته الخاصة، حيث يتم إنتاج شتول لأشجار مقاوِمة للجفاف، وهي خطوة يأملون منها حماية العاصمة وطوقها من آثار القطع الجائر للغابات والزحف العمراني والجفاف الذي قضى على الحزام الأخضر المحاذي للساحل.

جمعية "أصدقاء الشجرة"

وقبل سنوات، أطلق هذا الخبير الزراعي المتمرس الذي أمضى 40 عامًا في الزراعة جمعية "أصدقاء الشجرة" غير الحكومية "التطوعية" التي تهدف إلى حماية الغطاء النباتي وغرس ثقافة غرس الأشجار، لمواجهة أخطار تتوسع عامًا تلو الأخر، إذ تواجه ليبيا وطرابلس تحديدًا مظاهر تصحر وجفاف واعتداء على الغطاء النباتي بشكل غير مسبوق.

وقد شهدت ليبيا خلال خمسينيات القرن العشرين طفرة كبيرة ازدهرت في الستينيات، على مستوى توسع الغابات والأحزمة الخضراء وخصوصًا طوق طرابلس.

ويعد الحزام الأخضر البالغ طوله 200 كيلومتر والمحاذي للساحل الغربي الممتد من العاصمة إلى مدينة مصراتة شرقًا، من أبرز المساحات التي ساهمت في وقف زحف رمال الصحراء نحو طرابلس.

ولكن منذ سقوط نظام العقيد الراحل معمر القذافي عام 2011 وما رافقه من فوضى وانفلات أمني، تآكل هذا الحزام الحيوي وجرف معظمه بسبب قطع الأشجار والزحف العمراني الذي حل مكانه.

وفي هذا السياق، يؤكد الناطق باسم جهاز الشرطة الزراعية العميد فوزي أبو غالية، أن حجم الدمار الذي طال أهم غطاء نباتي غرب ليبيا، مذكّرًا بأن "الشريط الأخضر الضخم تعرّض للاعتداءات في السنوات الأخيرة، وبلغ عدد القضايا المتعلقة بجرائم اعتداء على هذه المنطقة 1700 قضية جنائية".

وتنتشر أكوام من الأشجار المقطوعة في منطقة القره بولي الواقعة على بعد 50 كيلومترًا إلى الشرق من طرابلس، إلى جانب بقايا منازل صيفية مشيدة داخل الغابات المطلة على البحر، هدمت في الآونة الأخيرة بموجب قرارات النبابة العامة.

تحذيرات من تدمير الغابات والأراضي الزراعية

وتحذّر الجمعية الليبية لحماية الحياة البرية (غير حكومية) من خطورة ما تصفه بـ"تدمير ممنهج للغابات والأراضي الزراعية، مؤكدة أن "القانون الرقم 47 الصادر عام 1971 والمتعلق بحماية الغابات، يعاقب على هذه الانتهاكات ويجرّم أي استغلال تجاري غير قانوني" لها.

وتمتاز ليبيا بتنوع الغطاء النباتي والزراعي فيها، حيث تعد أشجار الزيتون من الأكبر انتشارًا بنحو ثمانية ملايين شجرة في مناطق الغرب والساحل، فيما يتخطى عدد أشجار النخيل ستة ملايين يتركز معظمها في وسط البلاد وجنوبها، بحسب إحصاءات رسمية.

لكنها شهدت تراجعًا ملحوظًا في السنوات القليلة الماضية، بتسبب قطع الغابات وارتفاع درجات الحرارة.

وبحسب تقارير رسمية، تراجع معدل هطول الأمطار من أكثر من 500 ملم سنويًا إلى أقل من 300 ملم.

وتسبب تراجع مساحة الغطاء النباتي عبر قطع الغابات بارتفاع درجات الحرارة،وارتفاع معدلات الغبار وزحف الرمال في طرابلس، مايحتم ضرورة زرع أكثر من مليون شجرة لتحسين الحياة البيئية في العاصمة، بحسب الهيئة العامة للبيئة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close