يشن الاحتلال الإسرائيلي حروبًا على صوت الغزيين داخليًا وخارجيًا، وعلى وجه الخصوص من يتحدثون باسم غزة وينقلون جزءًا من مأساتها ويحاولون تعريف العالم بأن ثمة إبادة جماعية ترتكبها إسرائيل في بقعة جغرافية في منطقة الشرق الأوسط.
الناشط الفلسطيني يونس الطراوي أحد هؤلاء، حيث يقوم بتتبع جنود الاحتلال الذين ينشرون بأنفسهم ويفخرون بما يرتكبونه من جرائم في حق الفلسطينيين، محاولًا أن يقدم للعالم دليلًا على تلك الانتهاكات التي لا يراها جون كيربي.
وآخر محاولاته الناجحة في هذا الطريق، كان كشفه هوية جندي إسرائيلي يحمل الجنسية الفرنسية كان قد تفاخر بتعذيبه مدنيًا فلسطينيًا. فأحدثت تلك المحاولة جدلًا سياسيًا داخل فرنسا.
ويبدو أن هذا التحرك قد أزعج الاحتلال، فبدأت وسائل إعلامه بالتركيز على الدور الذي يقوم به الطيراوي، مدعية أنه يعمل لصالح حماس وتسبّب لإسرائيل في أزمة سياسية مع فرنسا، وهجومًا واسعًا على الجنود الذين يكشفهم.
وقد بثت القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية تقريرًا عنه.
يونس الطراوي يحرج باريس
وأتى التقرير حول الأزمة السياسية بين إسرائيل وفرنسا بسبب إحراج باريس بالكشف عن هوية جندي يحمل جنسيتها ارتكب جريمة حرب في غزة، بعد أن كانت تنكر ذلك وتقول إنها غير مختصة بمحاكمة الجنود الذين يحملون جنسيتها ويخدمون في جيش إسرائيل.
لكن بعد أن تم الكشف عن هوية يوال أونانا تحركت جمعيات قانونية فرنسية لمقاضاته، واضطر نائب المتحدث باسم الخارجية الفرنسية إلى الاعتراف بأن محاكمة هؤلاء الجنود تقع ضمن اختصاصات القضاء الفرنسي.
تحريض على صالح الجعفراوي
بدوره، صالح الجعفراوي الناشط الموجود داخل قطاع غزة يواجه شكلًا جديدًا مع اتهام بالعمالة لإسرائيل ومن إسرائيل نفسها.
وجاء ذلك بعد أن زعمت حسابات إسرائيلية على موقع "إكس"، أن صالح يستمتع الآن بأمان داخل إسرائيل بعد أن أدى مهمته، وهي العمالة للاحتلال، مع إعطائه اسما يهوديًا لإحكام الرواية.
وقد رد الجعفرواي على تلك الرواية التي نشرتها حسابات إسرائيلية بفيديو من داخل قطاع غزة.
وتفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي مع الحملة ضد المؤثرين الفلسطينيين.
فكتب محمد: "الجهد الذي يقوم به يونس من كشف جرائم الجيش الإسرائيلي يضاهي ما تقوم به وكالات إخبارية. الآن بدأوا يستهدفونه في الإعلام العبري، والسبب حسب قولهم تسببه بأزمة دبلوماسيه لإسرائيل وتشويه سمعتها في العالم".
بدوره، علق أيسر بالقول إن "وحدة 8200 تريد تشويهَ صورة وسمعة صالح على أنه عميل لديهم.. قمة الغباء والأغبى من يصدقه ويحذر منه".
