الجمعة 25 أكتوبر / October 2024

تباطؤ في نمو أمد العمر المتوقع للإنسان.. هل انتهت المعركة مع الشيخوخة؟

تباطؤ في نمو أمد العمر المتوقع للإنسان.. هل انتهت المعركة مع الشيخوخة؟

شارك القصة

تسجل الزيادة في متوسط العمر المتوقع تباطؤًا ملحوظًا منذ ثلاثين عامًا في البلدان التي تبلغ فيها أعلى مستوياتها
حتى منتصف القرن التاسع عشر، كان متوسط العمر المتوقع عند الولادة يتراوح بين 20 و50 عامًا- غيتي
بالنسبة للسكان المولودين في عام 2019، فإن فرص البقاء على قيد الحياة حتى سن المئة تؤثر على 5,1% فقط من النساء و1,8% من الرجال.

بعد أرقام لافتة في القرن الماضي، تسجّل الزيادة في متوسط العمر المتوقع تباطؤًا ملحوظًا منذ ثلاثين عامًا في البلدان التي تبلغ فيها أعلى مستوياتها، ولا يمكن أن تستمر في القرن الحادي والعشرين في غياب أي تقدم حاسم لإبطاء آثار الشيخوخة، على ما أظهرت دراسة سكانية أمس الإثنين.

وكان متوسط العمر المتوقع عند الولادة حتى منتصف القرن التاسع عشر، يتراوح بين 20 و50 عامًا.

وفي القرن التالي، "أدى التقدم في الطب والصحة العامة إلى ثورة على صعيد أمد الحياة"، بحسب ما ورد في الدراسة التي أشرف عليها عالم الديموغرافيا الأميركي س. جاي أولشانسكي ونشرت نتائجها مجلة "نيتشر إيجينغ" Nature Aging.

وتسارعت الزيادة لتسجل ثلاث سنوات إضافية من متوسط العمر المتوقع لكل عقد خلال القرن العشرين، بعد أن كان البشر يحصلون في السابق على متوسط سنة واحدة إضافية من متوسط العمر المتوقع خلال قرن أو قرنين من الزمن.

لكن هل لهذا التقدم حدود؟

في فرنسا، حيث يقال إن عميدة الإنسانية السابقة جان كالمان توفيت عن 122 عامًا، بلغ متوسط العمر المتوقع عند الولادة في عام 2019، 79,7 عامًا للرجال و85,6 عامًا للنساء.

وفي 1990، توقع باحثون، أبرزهم البروفيسور أولشانسكي، وجود حدود للتقدم الطبي في مواجهة الشيخوخة. في المقابل، دافع آخرون عن الغياب النظري للسقف البيولوجي لأمد حياة الإنسان.

وقال أولشانسكي في حديث لوكالة "فرانس برس": "لم يعد بإمكاننا تحقيق مكاسب كبيرة على صعيد متوسط العمر المتوقع بالاعتماد على الحد من الأمراض".

ومن خلال إسناد عرضه إلى إحصائيات الدول الثمانية التي تتمتع بأطول متوسط عمر متوقع عند الولادة (أستراليا وكوريا الجنوبية وإسبانيا وفرنسا وإيطاليا واليابان والسويد وسويسرا) خلال الفترة 1990-2019، يُتوقع أن يعيش سكانها في المتوسط 6,5 سنوات أطول إذا ولدوا في عام 2019 بدلًا من عام 1990. وهو مكسب أقل بكثير من ذلك المسجل خلال الفترة السابقة.

ووفق الدراسة، فإن هذه النتائج "تشير إلى أن معركة البشرية من أجل الحياة الطويلة قد انتهت إلى حد كبير"، رغم أن غالبية دول العالم لا تزال تنتظر الاستفادة من التقدم في مجال الصحة العامة الذي استفادت منه الدول الغنية.

ويوضح عالم الديموغرافيا والأوبئة جان ماري روبين، الذي لم يشارك في الدراسة، لـ"فرانس برس" أن الكفاح من أجل زيادة متوسط العمر المتوقع يقع ضحية "قانون تناقص العائدات".

"تفضيل مدة الحياة الصحية"

وجاءت المكاسب المسجلة في القرن العشرين في المقام الأول نتيجة للخفض الكبير لمعدل وفيات الرضع.

ومن خلال خفض هذا المعدل "نحقّق على الفور مكاسب كبيرة في متوسط العمر المتوقع"، على ما يقول مدير الأبحاث الفخري في المعهد الوطني للصحة والبحوث الطبية في فرنسا (Inserm).

ويضيف: "بعد ذلك، نبدأ تدريجيًا في خفض معدل الوفيات في منتصف العمر" وتحقيق مكاسب على صعيد معدل الوفيات بين كبار السن المولودين بعد الحرب العالمية الثانية، لدرجة أن "قلة من الناس يموتون حاليًا قبل سن السبعين".

وفي نهاية المطاف، يستفيد السكان من ظاهرة "ضغط الوفيات" باتجاه فئة عمرية أعلى. وبعبارة أخرى، "الحد من عدم المساواة الاجتماعية في مواجهة الموت".

وبحسب الدراسة، فإن الهامش المتبقي للتقدم قُلّص بشكل أكبر. وفي البلدان التي شملتها الدراسة، لا بد من خفض الوفيات الناجمة عن جميع الأسباب وفي جميع الأعمار بنحو 20%، لكي يرتفع متوسط العمر المتوقع للمرأة عند الولادة من 88 إلى 89 سنة.

وبالنسبة للسكان المولودين في عام 2019، فإن فرص البقاء على قيد الحياة حتى سن المئة تؤثر على 5,1% فقط من النساء و1,8% من الرجال.

ويجعل ما تقدم س. جاي أولشانسكي يقول إن "الباب الذي يبقى مفتوحًا أمامنا هو ذلك المتعلق بعلم الشيخوخة". وفي غياب أي تقدم في هذا المجال، سيكون من الأفضل تفضيل "مدة الحياة الصحية على متوسط العمر المتوقع".

من جانبه، يشير جان ماري روبين إلى أنه لا يزال هناك "جهد يجب بذله" لخفض معدل الوفيات لدى الأشخاص بين 75 و95 عامًا.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close