الجمعة 13 Sep / September 2024

تصاعد المواجهات في السودان.. هل تنجح مصر في إنهاء الصراع؟

تصاعد المواجهات في السودان.. هل تنجح مصر في إنهاء الصراع؟

شارك القصة

حلقة من "للخبر بقية" تلقي الضوء على تصاعد الأزمة في السودان والمحاولات المصرية للحل (الصورة: رويترز)
أمام المشهد الميداني الصعب، أطلقت الأمم المتحدة مجددًا نداءات لوقف الحرب، مشيرة إلى أن البلاد أصبحت على حافة حرب أهلية شاملة.

تتواصل الاشتباكات العنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، في مسعى للطرفين لبسط مزيد من النفوذ على مناطق جديدة.

إلا أن الفاتورة الإنسانية كالعادة تأتي من دماء السودانيين، خصوصًا بعد القصف الذي استهدف مدينة أم درمان.

حرب أهلية شاملة

وكما في الميدان، حصلت اشتباكات في التصريحات بين الطرفين، حيث جددت قوات الدعم السريع اتهام الجيش باستهداف المدنيين.

لكن الجيش ردّ بنفي تنفيذ أي غارة جوية في أم درمان أمس، قائلًا إنه لم يتعامل إطلاقًا مع أي أهداف معادية في المدينة، واتهم "الميليشيات المتمردة" بقصف مناطق سكنية، بالتزامن مع تحليق الطائرات الحربية التابعة له.

وأمام المشهد الميداني، أطلقت الأمم المتحدة مجددًا نداءات لوقف الحرب، مشيرة إلى أن البلاد أصبحت على حافة حرب أهلية شاملة.

التحذيرات الأممية جاءت على لسان الأمين العام أنطونيو غوتيريش الذي أكد أن الاقتتال بين الجيش وقوات الدعم السريع قد يتجاوز حدود السودان، ويؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة بأكملها.

وعلى صعيد الحراك السياسي لوقف النزيف، أعلنت القاهرة استضافة مؤتمر قمة لدول جوار السودان في 13 من الشهر المقبل، سيشارك فيه قادة من الدول المجاورة.

والعنوان الأبرز للنقاش في القمة حسبما ما هو معلن، يتمحور حول بحث سبل إنهاء الصراع الحالي والتداعيات السلبية له على دول الجوار، ووضع آليات فعالة لتسوية الأزمة بصورة سلمية بالتنسيق مع المسارات الإقليمية والدولية الأخرى.

تشابك المصالح

في هذا السياق، يرى رئيس منصة الدراسات الأمنية وأبحاث السلام إبراهيم ناصر أن "الأزمة السودانية تتشابك مع مصالح العديد من الدول المجاورة كجنوب السودان وتشاد مثلًا".

ويشير ناصر في حديث إلى "العربي" من أنقرة إلى أن "الارتباطات الأمنية والاقتصادية والقبائلية والسياسية كثيرة مع دول المنطقة".

ويقول: "الدور الأميركي غائب اليوم في السودان، لأن واشنطن تعتمد على وكلائها ولا تتدخل مباشرة".

ويضيف: "تنتظر واشنطن اللحظة المناسبة للتدخل، لتتمكن في ما بعد من تقليل النفوذ الروسي في إفريقيا".

قلق مصري

من جهته، يرى مساعد وزير الخارجية المصري الأسبق محمد بدر الدين زايد أن "مصر تدرك بوضوح أن هناك خطورة شديدة في الوضع السوداني".

ويلفت بدر الدين زايد في حديث إلى "العربي" من القاهرة إلى أن "هناك روابط وثيقة بين مصر والسودان بدءًا من الحدود وصولًا إلى العلاقات التاريخية".

ويقول: "عندما بدأت الأحداث في السودان أعربت مصر عن قلقها أكثر من مرة من تداعيات الأزمة بسبب المعابر المشتركة بين البلدين".

ويضيف: "هذه الحرب معقدة للغاية وعندما تكون هناك قوتين مسلحتين فمن الطبيعي أن يكون الصراع موجودًا في بلد مثل السودان".

غياب أميركي

بدوره، يعتبر الدبلوماسي الأميركي السابق كاميرون هدسون أن "واشنطن تستجيب لما يحصل في السودان إلا أن تُيرها محدود نظرًا لغياب إستراتيجية العمل".

ويلفت هدسون في حديث إلى "العربي" من واشنطن إلى أن "دولًا مثل مصر والاتحاد الإفريقي دخلت على الخط لملء الفراغ الأميركي".

ويشدد هدسون على أن "هناك قلقًا بالغًا بسبب غياب الدور الأميركي التقليدي في العالم".

ويقول: "الضغط الأميركي الذي يجبر أطراف الصراع على وقف الحرب غائب، والوضع مختلف عما حصل منذ سنوات خلال الأزمة في دارفور".

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close