الإثنين 18 نوفمبر / November 2024

تصريحات مثيرة للجدل.. ماذا قال الرئيس التونسي عن الإعصار "دانيال"؟

تصريحات مثيرة للجدل.. ماذا قال الرئيس التونسي عن الإعصار "دانيال"؟

شارك القصة

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول سبب تسمية الإعصار "دانيال" الذي ضرب ليبيا (الصورة: الرئاسة التونسية)
استغرب الرئيس التونسي قيس سعيّد سبب تسمية الإعصار الذي ضرب الشرق الليبي باسم "دانيال"، معتبرًا أنه يعكس "نفوذًا صهيونيًا"، وفق وصفه.

رأى الرئيس التونسي قيس سعيّد أن اختيار اسم "دانيال" للعاصفة التي ضربت ليبيا المجاورة يعكس نفوذ "الحركة الصهيونية العالمية"، على ما جاء في مقطع مصور نشرته الرئاسة التونسية الثلاثاء.

وقال سعيّد في الشريط المصوّر خلال اجتماع الإثنين مع رئيس الحكومة أحمد الحشاني ووزراء في الحكومة: "بالنسبة للإعصار دانيال، ألم يتساءلوا أو يكلفوا أنفسهم عناء التساؤل عن تسمية دانيال؟".

وتابع: "اختاروا دانيال. من هو دانيال؟ هو نبي عبري.. لأن الحركة الصهيونية تغلغلت، وتم تقريبًا ضرب العقل والتفكير ليصبحوا في حالة غيبوبة فكرية تمامًا".

وأضاف: "نسوا صبرا وشاتيلا، أخرجوها من الذاكرة"، في إشارة إلى مجازر مخيمي صبرا وشاتيلا للاجئين الفلسطينيين في لبنان التي ارتكبت عام 1982.

وأثارت تصريحات الرئيس التونسي حول الإعصار دانيال الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث رأى البعض أن "المأساة التي تعرض لها الليبيون لا تحتمل مثل هذه التصريحات".

وضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا في 10 من سبتمبر/ أيلول، متسببة بفيضانات كاسحة حصدت أكثر من 3300 قتيل في مدينة درنة خصوصًا، بحسب أرقام السلطات.

وقبل ليبيا، ضربت العاصفة تركيا وبلغاريا واليونان. وقد أطلقت عليها اسم "دانيال" مصلحة الأرصاد الجوية اليونانية.

وفي أوروبا، تعطى العواصف التي لها تداعيات متوسطة إلى خطرة اسمًا موحدًا يتم اختياره بالتنسيق بين مصالح الأرصاد الجوية الوطنية المعنية، وفقًا للترتيب الأبجدي.

الإعصار دانيال خلف آلاف القتلى والمفقودين في الشرق الليبي - غيتي
الإعصار دانيال خلف آلاف القتلى والمفقودين في الشرق الليبي - غيتي

"من أبراهام إلى دانيال"

وخلال الاجتماع نفسه، استبعد الرئيس التونسي أي تطبيع بين تونس وإسرائيل التي أقامت في السنوات الأخيرة علاقات دبلوماسية مع بعض الدول العربية من بينها المغرب والإمارات العربية المتحدة، وقد حصلت برعاية أميركية وأطلق عليها اسم "اتفاقات أبراهام".

وقال سعيّد: "من أبراهام إلى دانيال... (العلاقة) واضحة جدًا".

وأضاف: "التطبيع الذي يتحدثون عنه لا وجود له عندي كمصطلح. هي خيانة عظمى في حق الشعب الفلسطيني في كل فلسطين"، مضيفًا أن "القضية ليست مع اليهود بل مع الحركة الصهيونية العالمية".

وكان الرئيس سعيّد نفى في مايو/ أيار معاداة الدولة التونسية للسامية بعد اعتداء أطلق خلاله شرطي النار قرب كنيس الغريبة على جزيرة جربة التونسية. وندّدت السلطات التونسية بالهجوم "الإجرامي".

لماذا تسمى الأعاصير؟

واعتقد علماء الأرصاد منذ زمن أن تسمية العواصف المدارية والأعاصير بأسماء قصيرة ومميزة سيساعد الناس على تلقي المعلومات الخاصة بتلك العواصف، وتبادلها في وسائل الإعلام.

ومنذ مئات السنين، سميت معظم الأعاصير بواسطة نظام من أرقام خطوط الطول والعرض، إلا أن ذلك النظام كان مربكًا بعض الشيء للأشخاص العاديين غير المتخصصين في الأرصاد الجوية.

لذلك طورت ممارسة رسمية لتسمية العواصف أول مرة في أوائل الخمسينيات منذ القرن العشرين، بحيث يحدد الخبراء أسماء للأعاصير وفقًا لقائمة رسمية من الأسماء تكون الموافقة عليها قبل بداية كل موسم للأعاصير من لجنة الأعاصير التابعة لوكالة الأرصاد الجوية الأميركية.

ضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا في 10 من سبتمبر متسببة بفيضانات كاسحة
ضربت العاصفة دانيال شرق ليبيا في 10 من سبتمبر متسببة بفيضانات كاسحة - غيتي

واختير اسم دانيال من تلك القائمة، واقترحته لجنة الأسماء الوطنية للأعاصير في الولايات المتحدة، وسميت باسم يبدأ بحرف "ألف" أو "إي" لأنها العاصفة الأولى في موسم أعاصير المحيط الأطلسي لعام 2023.

وتتكون قائمة أسماء الأعاصير من أسماء رجال ونساء، لكن هذا لم يكن الحال دائمًا، إذ يذكر أنه من عام 1953 إلى عام 1979 تقريبًا، قررت خدمة الطقس الأميركية استخدام أسماء نسائية جذابة للأعاصير، وسرعان ما انتشر ذلك في جميع أنحاء العالم تقريبًا.

لكن تحت ضغط من سياسيين وبعض المنظمات النسائية، بدأت المنظمات في تخصيص أسماء ذكورية للأعاصير، وكان إعصار "بوب" أول عاصفة استوائية تحمل اسم مذكرة.

وكان لرواد مواقع التواصل الاجتماعي آراؤهم بخصوص تسمية الأعاصير، إذ ينتقد المدون كايرس تسمية الأعاصير الكبرى بأسماء متداولة، ويتساءل: "لماذا نسمي الأعاصير الكبرى بأسماء أشخاص؟ تلك الأعاصير تغير حياة الملايين من الناس إلى الأسوأ ونحن نطلق عليها أسماء الأشخاص الأبرياء. لا أفهم لماذا".

ويتساءل تشوكا كاندشتي عن الأمر نفسه: "لماذا نسمي أبناءنا بأسماء أعاصير؟ تخيل أن تختار اسمًا جميلاً لطفلك، ثم يبدأ اسمه في إثارة ذكريات مؤلمة لدى أشخاص عانوا بسبب الأعاصير".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
تغطية خاصة
Close