شيع مئات الفلسطينيين اليوم السبت، جثمان الشهيد أحمد السعدي في مخيم جنين شمالي الضفة الغربية المحتلة، حسبما أفاد مراسل "العربي".
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أفادت باستشهاد شاب وصل مستشفى جنين الحكومي مصابًا برصاصة في الرأس وأخرى في الصدر، وإصابة 14 آخرين خلال اشتباكات مسلحة مع قوات الاحتلال.
واستشهد السعدي اليوم وأصيب الباقون في الاشتباكات بعد اقتحام القوات الإسرائيلية مخيم جنين ومحاصرة منزل الشهيد رعد حازم منفذ عملية "تل أبيب".
الفلسطينيون يشيعون الشهيد #أحمد_السعدي، الذي استشهد جراء اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم #جنين #فلسطين pic.twitter.com/YMN5i28hwM
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 9, 2022
وشنت قوات الاحتلال حملة مداهمات واسعة لعشرات المنازل في المخيم ما أدى لاشتباكات مع المقاومين.
وفيما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن اقتحام المخيم كان يهدف إلى اعتقال والد الشهيد حازم، أكد مراسل "العربي" أن القوة الإسرائيلية انسحبت من المكان من دون أن تتمكن من تنفيذ عملية الاعتقال.
#فيديو | مصادر محلية: "تشييع جثمان الشاب أحمد السعدي الذي ارتقى خلال اقتحام قوات الاحتلال لمخيم #جنين صباح اليوم". pic.twitter.com/PKpXC5ad3Z
— المقدسي للإعلام (@AlmakdesyMedia) April 9, 2022
"دماء الشهداء لن تذهب هدرًا"
بدورها، قالت حركة الجهاد الإسلامي إن الشهيد أحمد السعدي هو "أحد عناصر سرايا القدس"، الجناح المسلّح لها.
وقال طارق سلمي، المتحدث باسم الحركة، في بيان: "المجاهد أحمد السعدي، أحد مقاتلي سرايا القدس، وقادتها، ارتقى شهيدًا، أثناء قيامه بواجبه الجهادي والشرعي في قتال العدو".
واتهمت الحركة إسرائيل "بمحاولة تصدير أزماتها الداخلية، والخروج من حالة الصدمة التي شكّلتها عمليات المقاومة في عمق مستوطناتها، بالعدوان على الشعب".
وحذّرت الحركة، إسرائيل من "استمرار عدوانها"، قائلة إنها لن تسمح "للعدو" بأن يستفرد بأبناء شعبها.
من جهتها، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إلى "التصعيد في الضفة الغربية في مواجهة جرائم الاحتلال ومستوطنيه، ونصرة لسكان مخيم جنين".
وحذّرت الحركة إسرائيل، من أن "دماء الشهداء لن تذهب هدرًا".
#مباشر | اشتباكات عنيفة داخل مخيم #جنين بعد استشهاد شاب وإصابة آخرين برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي https://t.co/rnumnPHt2I
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 9, 2022
تعزيزات إسرائيلية إضافية إلى "خط التماس"
وعلى المقلب الآخر، قال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه نفذ صباح السبت عملية في مخيم جنين بالاشتراك مع قوات حرس الحدود التابعة للشرطة.
وأضاف: "خلال العملية أطلق الجنود النار على مسلحين يعرضون القوات للخطر".
وفي سياق متصل، أعلن الجيش الإسرائيلي صباح السبت، تعزيز قواته المنتشرة في منطقة خط التماس بالضفة الغربية المحتلة بثلاث كتائب إضافية، وذلك للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين.
وقال الجيش في بيان: "في نهاية تقييم الوضع بالجيش الإسرائيلي، تقرر الدفع بثلاث كتائب أخرى إلى خط التماس في يهودا والسامرة (التسمية التوراتية للضفة الغربية) ابتداء من اليوم".
ومنطقة "خط التماس"، خطة أمنية إسرائيلية قائمة على الوجود العسكري في المنطقة القريبة من الخط الأخضر والقدس وأحيائها والكتل الاستيطانية الكبرى بالضفة الغربية، بهدف منع تسلل فلسطينيين إلى إسرائيل، وتشمل مناطق الاحتكاك ومنافذ جدار الفصل والسياج الأمني.
وفي 29 مارس/ آذار الماضي أعلن الجيش الإسرائيلي، إرسال 4 كتائب إضافية لمنطقة التماس، عقب هجوم مسلح أسفر عن مقتل 5 إسرائيليين بمدينة "بني براك".
وقبل ذلك بيومين، كان الجيش قد أعلن إرسال تعزيزات إلى منطقة خط التماس بعد عملية إطلاق نار هي الثانية خلال أيام داخل الخط الأخضر، قتل على إثرها شرطيان إسرائيليان.
عملية "تل أبيب"
وتأتي هذه التعزيزات الإضافية الجديدة، بعد يومين من عملية تل أبيب التي نفذها الشهيد رعد حازم التي أسفرت عن مقتل 3 إسرائيليين وإصابة 10 آخرين.
وجاءت عملية تل أبيب التي وقعت الخميس، في ظلّ تأهّب عالٍ في صفوف القوات الإسرائيلية، وفي ظلّ إجراءات أمنية كثيفة وغير مسبوقة، بحسب ما نقل مراسل "العربي"، لا سيما وأنها الرابعة خلال الأسابيع الأخيرة.
وبعدما كان أُفيد عن عملية عسكرية موسعة يقوم بها جيش الاحتلال في مناطق فلسطينية متفرقة، تحت اسم "كاسر الأمواج"، وسط تخوف من أن تُشكل هذه العمليات مصدر إلهام لفلسطينيين آخرين، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أنه منح الأمن الإسرائيلي حرية العمل كاملة لوقف العمليات.
وقال بينيت في مؤتمر صحافي عقده الجمعة بمقر وزارة الدفاع، بمشاركة وزيرَي الدفاع بيني غانتس والأمن الداخلي عومر بارليف، إنه قرّر "الإبقاء على حالة التأهب".