مع استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، الذي يقارب شهره السادس، يُطرَح السؤال عن اليوم التالي من أطراف عدة سواء في إسرائيل أو حتى في واشنطن أو في أروقة عواصم عربية وغربية.
فما هي السيناريوهات المطروحة؟
نشرت صحيفة "بوليتيكو" الأميركية تقريرًا ذكرت فيه أنّ وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" تجري محادثات مبكرة وأولية لتمويل مهمة حفظ سلام في قطاع غزة، أو حسب ما وصفه التقرير بـ"خيارات تحقيق الاستقرار في غزة بعد الحرب".
ونقلت بوليتيكو عن مسؤولين من وزارة الدفاع الأميركية ومسؤولين سياسيين أميركيين، قولهم إنّ الخيارات التي يجري بحثها لن تشمل قوات أميركية على الأرض، بل قوة متعدّدة الجنسيات أو فريق حفظ سلام فلسطيني.
وأكد مسؤول كبير في الإدارة الأميركية أنّ البنتاغون والخارجية الأميركية يعملان مع من سمّاهم "الشركاء" على سيناريوهات مختلفة للحكم المؤقت، والهياكل الأمنية في غزة بمجرد انحسار الأزمة، رافضًا الكشف عن المزيد من التفاصيل.
وأضاف المسؤول الأميركي أنّهم أجروا عددًا من المحادثات مع كل من الإسرائيليين والشركاء بشأن العناصر الرئيسية لليوم التالي في غزة عندما يحين الوقت.
وأخبرت دول عديدة في الشرق الأوسط إدارة بايدن في وقت سابق، أنّها لن تفكر في المشاركة في هذه القوات في غزة "إلا عندما تكون هناك خطة جادة لحل الدولتين".
"إسرائيل متردّدة"
في غضون ذلك، قالت "بوليتيكو" إنّ محللين عسكريين يرون أنّ إسرائيل تبدو مترددة في إجراء هذه المحادثات حتى تهزم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" عسكريًا وتضمن إطلاق سراح الرهائن المحتجزين.
ودعا بعض المسؤولين داخل حكومة بنيامين نتنياهو إلى احتلال غزة بعد الحرب، وهو اقتراح تعارضه الولايات المتحدة.
إلى ذلك، ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الاحتلال الإسرائيلي يدرس تسليح بعض الأفراد أو العشائر في غزة لتوفير الحماية الأمنية لقوافل المساعدات إلى القطاع، في إطار مخطط أوسع لتنظيم الحكم في القطاع فيما بعد، ضمن ما تراه تل أبيب بدائل سياسية في قطاع غزة، في رفض واضح منها لوجود "حماس" ما بعد انتهاء الحرب.
ونقل موقع "أكسيوس" الإخباري في وقت سابق عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، قولهم إنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن طلبت من تل أبيب التوقّف عن استهداف أفراد الشرطة المدنية التابعين لحركة "حماس" في قطاع غزة، الذين يرافقون شاحنات المساعدات في القطاع، والذين عادوا للظهور في مناطق مختلفة من القطاع خلال الفترة الماضية.
لكنّ إسرائيل لم تلتزم بذلك، وواصلت استهدافها الشرطة المدنية في شمال قطاع غزة خاصة.
"طروحات قديمة جديدة"
وأوضح معين الطاهر، الباحث في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أنّ الفكرة الأميركية ليست جديدة، بل طرحت منذ الأيام الأولى للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وطرحها مركز أبحاث تابع للجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية "أيباك".
وقال الطاهر في حديث إلى "العربي" من عمّان، إنّ طرح "أيباك" اقترح تشكيل قوة من الدول العربية التي تقيم علاقات دبلوماسية مع إسرائيل.
وأضاف أنّ الدول العربية المعنية رفضت طرح "أيباك"، لكنّ إسرائيل تبنّت بعضًا ممّا جاء فيه.
أما عن طرح قوات "اليونيفيل"، فأوضح الطاهر أنّ الأمر يحتاج إلى قرار من الأمم المتحدة يُحدّد صلاحياتها ومهامها، مضيفًا أنّ ذلك ليس أمرًا سهلًا على الإطلاق.