كشفت دراسة علمية حديثة أنّ كميات البلاستيك التي ترمى في المحيطات أقل بكثير من التقديرات الصادرة عن العلماء حتى الآن، لكنّ البقايا العائمة تبقى لفترات أطول.
وقد أجرى العلماء المقيمون في هولندا وألمانيا، نمذجة عبر الكمبيوتر بالاعتماد على بيانات كثيرة مأخوذة من عمليات رصد على السواحل وعلى السطح وفي أعماق المحيطات، للحصول على تقدير للمشكلة.
وخلص الباحثون في نتائج عملهم الذي نشروه في مجلة "نيتشر جيوساينس"، إلى أن كميات البلاستيك التي تصب في البحار أقل بكثير مما كان مقدرًا سابقًا، لكن هناك المزيد من البقايا العائمة.
"معاهدة لمكافحة التلوث البلاستيكي"
ووفق معدي الدراسة، فما يتراوح بين 470 ألف طن من البلاستيك و540 ألف طن ينتهي بها المطاف في المحيطات كل عام، وهو رقم قد يبدو كبيرًا لكنّه مع ذلك أقل بكثير من مستوى 4 إلى 12 مليون طن المقدّر سابقًا.
وعلى الرغم من ذلك فإن الكمية الإجمالية للبقايا البلاستيكية العائمة، أي حوالي 3,2 ملايين طن، أعلى بكثير مما كان متوقعًا في السابق.
وأوضح معدو الدراسة أن "غالبية كتلة البلاستيك تتكون من أجسام كبيرة" (أكبر من 2,5 سنتيمترًا) تطفو بسهولة أكبر.
اكتشاف بكتيريا تتغذى على البلاستيك، فهل تُنقذ الكوكب من النفايات؟#شبابيك تقرير: محمد طلبة رضوان pic.twitter.com/P9B1DrBoDU
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 18, 2023
النبأ السار هو أنه من الأسهل الإمساك بالأجسام الكبيرة الموجودة على السطح مقارنةً باللدائن الدقيقة. أما الأخبار السيئة فتتمثل في أن المواد البلاستيكية تبقى في المحيط لفترة أطول بكثير مما كان يُعتقد سابقًا.
وأوضح ميكائيل كاندورب من جامعة أوتريخت الهولندية، وهو المعد الرئيسي للدراسة أنّ ذلك يعني "أن الأمر سيستغرق وقتًا أطول قبل أن تظهر آثار تدابير مكافحة النفايات البلاستيكية".
وحذر كاندورب من أنه "سيكون من الأصعب العودة إلى الوضع السابق. وإذا لم نتحرك الآن، فسنشعر بتبعات هذه المخلفات لفترات أطول بكثير".
وجرى الاتفاق، من أجل مواجهة هذا التلوث البلاستيكي، على مبدأ إقرار معاهدة ملزمة قانونًا لمكافحة هذه الآفة في فبراير/ شباط 2022 في العاصمة الكينية نيروبي، في مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة. غير أن جولات عدة من المفاوضات لا تزال مطلوبة لتحقيق هذا الوعد.
وقررت 175 دولة، خلال جلسة ثانية من المفاوضات في باريس، وضع "نسخة أولى" من معاهدة مستقبلية بحلول اجتماعها التفاوضي المقبل في نوفمبر/ تشرين الثاني في كينيا.