أسهم الانتشار الكبير والسهل لتكنولوجيا كاميرات المراقبة وكاميرات الهواتف المحمولة في تقليل الجرائم والحوادث التي كانت تنتهي نتائج التحقيق فيها بتقييدها ضد مجهول.
وكثير من الحوادث والجرائم كادت تمر من دون أن يحاسب مرتكبها أو أن يسمع بها أحد، لولا أن كاميرا ما التقطتها أو لفتت أنظار أحد الموجودين في أثناء وقوعها فوثقها ثم نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مصر، أنشئت عاصمة إدارية جديدة على بعد حوالي ستين كيلومترًا شرق العاصمة الحالية القاهرة، ويخطط لهذه العاصمة أن تكون عاصمة إدارية بها كل مقرات الحكم ومؤسسات الدولة بسلطاتها الثلاث، وكذلك تحتوي على أحياء للشركات الدولية ورجال المال والأعمال ومقرات السفارات الأجنبية والمؤسسات الدولية.
أمّا الموظفون الذين سيعملون بها فقد خصصت لهم مساكن متاخمة للعاصمة لا تبعد عنها سوى كيلومترات فقط. أحد هذه التجمعات السكنية يقع ضمن النطاق الإداري لمدينة بدر المجاورة للعاصمة الإدارية، واسمه زهراء العاصمة.
وأمس، فوجئ سكان هذا المجمع السكني بأشخاص يشتبه في أنهم لصوص يحاولون الهرب من إحدى البنايات داخل مجمع لسكن موظفي العاصمة الإدارية، وحاول السكان إيقافهم والقبض عليهم في غياب لأجهزة الشرطة، لكنهم لم يفلحوا بعد أن أطلق أحد اللصوص الرصاص باتجاههم.
محاولة سرقة في منطقة آمنة
وبعد قليل، وصلت الشرطة إلى مكان الحادث، لكن المشتبه في تورطهم في السرقة كانوا قد فروا من المكان من دون التعرف على هوية أحد منهم.
وصُدم قطاع كبير من المصريين على مواقع التواصل من المشاهد، ولا سيما أنها وقعت في مجمع ملاصق للعاصمة الإدارية الجديدة التي يفترض أنها الأكثر تأمينًا.
ويقول عبد الرحيم أبو ذكري: "أنا لا أصدق عيني. هذا يحدث في العاصمة الإدارية الجديدة التي نقدمها للعالم. أين الشرطة؟ أين هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة مما يحدث؟".
القبض على مشتبه بهم
وقالت رانيا: "الحادث وقع في مساكن زهراء العاصمة في مدينة بدر، لكن بينه وبين العاصمة أقل من كيلومتر واحد، وهذا الحادث بهذا الشكل مرعب بالنسبة للناس الذين تحاول الحكومة إقناعهم بأن يتركوا بيوتهم وأماكنهم وأن يذهبوا إليها. فإذا لم تكن قادرًا على تأمين الناس لماذا تلقيهم لقمة سائغة للعصابات والمجرمين".
بينما يرى عبيد أن الحادث طبيعي ويحدث في كل دول العالم ومن غير المنطقي أن تتنبأ الشرطة بالحوادث، يكفيها الحضور بسرعة وتدارك الأمر، وننتظر ما ستسفر عنه التحقيقات، وفق قوله.
وأخيرًا يتساءل عادل بدهشة: "العاصمة الإدارية المحاطة بالأسوار.. ربنا يستر على التجمع الخامس والمهندسين"، وهو يقصد منطقتين راقيتين في القاهرة.
وفي وقت لاحق، أعلنت الشرطة المصرية القبض على المشتبه بهم بعد التوصل إلى السيارة التي ركبوها أثناء الهروب.
وقالت في بيان: "أسفرت التحريات عن ضبط تشكيل عصابي تخصص في سرقة الأسلاك الكهربائية ومستلزمات السباكة ومواتير المياه بعد محاولتهم سرقة عقار تحت الإنشاء".