اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة أن الهجوم المضاد الذي تشنه أوكرانيا لصد القوات الروسية في جنوب البلاد وشرقها لم يحقق "أي نتيجة" رغم الدعم المالي والعسكري الغربي.
وقال بوتين خلال اجتماع لمجلس الأمن بث التلفزيون وقائعه: إن "لا الموارد الهائلة التي تم ضخها في نظام كييف ولا الإمدادات الغربية بالأسلحة والدبابات والمدفعية والمدرعات والصواريخ تساعد" أوكرانيا.
وأضاف: "يرى العالم بأسره المعدات الغربية التي أثيرت الدعاية بشأنها... وقيل إنها محصّنة تحترق، وعلى المستوى التكتيكي والفني، هي حتى أقل شأنا من بعض الأسلحة السوفياتية الصنع".
وأشاد بوتين بالجيش الروسي الذي يقاتل بطريقة "احترافية" و"بطولية"، مؤكدا أن القوات الأوكرانية تكبّدت "خسائر هائلة" وأن "قدرتها على التعبئة" تستنفد.
بوتين يحذر من شن هجوم على بيلاروسيا
وشنّ بوتين هجومًا لاذعا على بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي في أعقاب إرسال وارسو تعزيزات عسكرية الى حدودها مع حليفة موسكو بيلاروسيا، بعدما استقبلت الأخيرة عناصر من مجموعة فاغنر العسكرية الروسية.
واعتبر بوتين أن أي عدوان على بيلاروسيا سيكون بمثابة عدوان على روسيا التي ستردّ عليه "بكل الوسائل" التي في حوزتها.
إلى ذلك، قال الكرملين اليوم الجمعة إن ما يصفه بتصرفات أوكرانيا "التي لا يمكن التنبؤ بها" تشكل خطرًا على الملاحة المدنية في البحر الأسود، واتهم كييف بتنفيذ "هجمات إرهابية" في المنطقة.
وحذرت روسيا هذا الأسبوع من أنه يمكن اعتبار السفن المتجهة إلى موانئ أوكرانيا على البحر الأسود أهدافًا عسكرية واعتبار الدول التي ترفع أعلامها أطرافًا في الصراع مع أوكرانيا بعد أن ألغت الضمانات الأمنية لتلك السفن إثر انسحابها من اتفاق الحبوب.
ويجري الأسطول الروسي البحري منذ ذلك الحين تدريبات على إطلاق الصواريخ على "أهداف عائمة" واحتجاز السفن، رغم أن سفير موسكو في واشنطن نفى أمس الخميس وجود أي خطط لمهاجمة سفن مدنية.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن "التصرفات التي لا يمكن التنبؤ بها، علاوة على تورط نظام كييف في أعمال إرهابية، من المحتمل أن تشكل بالتأكيد خطرًا في هذه المنطقة".
أردوغان متفائل بعودة العمل في مبادرة الحبوب
وفي رد على سؤال حول ما إذا كانت السفن التي تحمل نفطًا روسيًا وسلعًا أخرى من موانئ روسيا على البحر الأسود معرضة للخطر وما إذا كانت موسكو ستغير مسارات إبحار سفنها في البحر الأسود، قال بيسكوف للصحافيين إن الدوائر الحكومية ستصدر قرارها. كما أوضح أنه "يجري تحليل الوضع، وستقوم أجهزتنا المسؤولة بوضع التوصيات المناسبة لتقليل الخطر للحد الأدنى".
وقف تصدير الحبوب الأوكرانية يُهدد الأمن الغذائي العالمي وسط تصاعد المخاوف بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية#شبابيك #روسيا تقرير: فاتن الغانمي pic.twitter.com/bhGi438FKJ
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 18, 2023
وفي سياق متصل، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن محادثاته المزمعة مع نظيره الروسي قد تؤدي إلى عودة العمل بمبادرة الحبوب في البحر الأسود، ودعا الدول الغربية إلى النظر في مطالب روسيا، حسبما أفادت محطات تركية اليوم الجمعة.
وقال أردوغان للصحافيين خلال رحلة العودة من جولة ضمت دولًا خليجية وشمال قبرص إن "إنهاء اتفاق الحبوب في البحر الأسود سيكون له سلسلة من العواقب، تتراوح من زيادة أسعار الغذاء العالمية إلى شح (الحبوب) في مناطق معينة، وربما يؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة".
تخوف من أزمة عالمية
وأضاف أردوغان: "أعتقد أنه من خلال مناقشة الأمر بشكل شامل مع الرئيس بوتين، يمكننا ضمان استمرار هذا الجهد الإنساني".
وانسحبت روسيا هذا الأسبوع من اتفاق تم بوساطة الأمم المتحدة وتركيا سمح بتصدير الحبوب الأوكرانية بأمان عبر البحر الأسود خلال العام الماضي. كما ألغت ضمانات الملاحة الآمنة ومنذ ذلك الحين لم تبحر أي سفن من الموانئ الأوكرانية.
وتؤكد موسكو أنها لن تعود إلى الاتفاق إلا إذا تمت تلبية مطالبها لتسهيل وصول صادراتها من المواد الغذائية والأسمدة إلى الأسواق العالمية. وتقول دول غربية إن موسكو لم تواجه مشكلة في بيع السلع الغذائية المعفاة من العقوبات المالية.
وقال أردوغان: "ندرك أن لدى الرئيس بوتين أيضًا توقعات معينة من الدول الغربية، ومن الأهمية بمكان أن تتخذ هذه الدول إجراءات في هذا الشأن".
وقصفت روسيا منشآت لتصدير المواد الغذائية في أوكرانيا لليوم الرابع على التوالي اليوم الجمعة وأجرت تدريبات على السيطرة على سفن في البحر الأسود في تصعيد يقول زعماء غربيون إنه محاولة للتخلص من العقوبات بالتهديد بإشعال أزمة غذاء عالمية.
وأعاد أردوغان تصريحات سابقة قال فيها إنه يأمل أن يزور بوتين تركيا في أغسطس/ آب.