أطلق وزير وبرلماني إسرائيليين، اليوم الأحد، دعوات جديدة إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، على الرغم من انتقادات فلسطينية وإقليمية ودولية واسعة لهذه الدعوات.
وتحدث وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير اليوم، عن "اليوم التالي" للحرب ومستقبل سكان غزة، الذي يتعرض لعدوان إسرائيلي مدمر منذ أكثر من ثلاثة أشهر.
وقال الوزير المتطرف، ورئيس حزب "قوة يهودية" لقناة "كان" الرسمية: "أنا مع تشجيع الهجرة الطوعية"، وأضاف متحدثًا عن الفلسطينيين في غزة: "خذوهم وأرسلوهم إلى الدول التي ترغب في استقبالهم"، حسب ادعائه.
وتابع الوزير المتطرف تصريحاته قائلًا: "أعتقد أن مئات الآلاف منهم سينهضون ويغادرون غزة اليوم".
تهجير سكان قطاع غزة
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي عدوانا مدمرًا على غزة، خلّفت حتى يوم أمس السبت 22 ألفا و722 شهيدًا، و58 ألفًا و166 جريحًا، ودمارًا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقًا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.
من جهته، قال عضو الكنيست "داني دانون": "إذا كان هناك شخص يريد مغادرة غزة، وهناك دولة يمكن أن تستقبله، فهذا صحيح من وجهة نظر إنسانية"، على حد زعمه.
دانون أضاف في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية نشرته اليوم الأحد: "كنت أول مَن طرح الموضوع تهجير الغزاويين على جدول الأعمال".
وتابع دانون، الذي سبق أن شغل منصب المندوب الإسرائيلي الدائم لدى الأمم المتحدة: "دعونا لا نضلل الجمهور، لن يغادر جميع سكان غزة، ولكن إذا استقبلت كل دولة عشرة آلاف من سكان غزة، فقد يصل العدد إلى مئات الآلاف".
ويعيش في غزة نحو 2.4 مليون فلسطيني يعانون حتى من قبل الحرب الراهنة من أوضاع كارثية، جراء حصار إسرائيلي متواصل للقطاع منذ عام 2006.
إدانات عربية ودولية
وكانت تصريحات لبن غفير ووزير المالية المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، بشأن ضرورة تهجير الفلسطينيين من غزة، قد أثارت ردود أفعال فلسطينية وإقليمية ودولية غاضبة.
والأسبوع الماضي، نقلت قناة "كان" عن سموتريتش قوله إن "أكثر من 70% من الجمهور الإسرائيلي يؤيد حلًا إنسانيًا لتشجيع الهجرة الطوعية لعرب غزة واستيعابهم في بلدان أخرى".
فيما قال بن غفير عبر منصة "إكس": "يجب علينا تعزيز الحل لتشجيع هجرة سكان غزة، فهذا هو الحل الصحيح والعادل والأخلاقي والإنساني".
وأدانت دول غربية، بينها الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإسبانيا وهولندا وسلوفينيا علاوة على الاتحاد الأوروبي، هذه التصريحات، وأعلنت رسميًا رفضها تهجير سكان غزة لانتهاكه للقانون الدولي.
كما أدانت دول عربية وإسلامية، بينها قطروتركيا، ومصر والأردن والسعودية والكويت، الدعوات الإسرائيلية لتهجير الغزيين من أرضهم، مؤكدة أنها تمثل ازدراء للقوانين والاتفاقيات الدولية وتهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.
وكانت صحيفة واشنطن بوست، قد أشارت قبل أمس، "إن مصير أهالي قطاع غزة لا يزال غامضًا، والعودة إلى شماله محفوفة بالمخاطر، بينما تتعالى أصوات اليمين المتطرف في إسرائيل بتهجيرهم"،
وأشارت الصحيفة إلى أن المقترحات المثيرة للجدل التي قدمها بعض المسؤولين الإسرائيليين بإجلاء سكان غزة إلى مخيمات في مصر أو دول أخرى، أثارت انقسامات مع واشنطن وأوروبا والأمم المتحدة.
وأضافت أن هذه المقترحات يمكن أن ترقى إلى مستوى التطهير العرقي للقطاع الفلسطيني، وهو الأساس الذي بنت عليه جنوب إفريقيا شكواها لمقاضاة إسرائيل في محكمة العدل الدولية.