على الرغم من تلقيه ضربة قاصمة بمقتل زعيمه أخيرًا، ما تزال التحذيرات حاضرة من خطره على العالم، وهذه المرة على لسان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب فلاديمير فورونكوف، الذي جدّد التحذير من عودة تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق وأفغانستان.
وخلال جلسة منعقدة لمجلس الأمن الدولي، اليوم الأربعاء، لمناقشة التقرير نصف السنوي للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بشأن التهديد الذي يشكله "الدولة" في العراق وسوريا، قال فورونكوف: إن هجوم التنظيم الأخير على سجن في الحسكة بسوريا "مؤشر خطير على عودة التنظيم وقدرته على تنظيم صفوفه".
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، فرّت عناصر من التنظيم من سجن غويران بمدينة الحسكة، تديره قوات سوريا الديمقراطية "قسد" بدعم أميركي، عقب هجوم شنته خلايا التنظيم وفجروا خلاله سيارة مفخخة على أحد زوايا السجن.
وأضاف فورونكوف أن محاربة تنظيم الدولة عسكريًا فقط لن يكون كافيًا، بل من الضروري اتخاذ تدابير وقائية للحد من خطر التنظيم.
ومضى قائلًا: "لا يزال تنظيم الدولة يشكل خطرًا على السلم والأمن الدوليين، خاصة مع وجود ما بين 6 و10 آلاف مقاتل في البلدين (سوريا والعراق)".
وتابع: "صحيح أن التنظيم تكبد خسائر على مستوى قيادته، لكن التنظيمات المنتسبة إليه حافظت على مستوى مرتفع من النشاط والهجمات في إفريقيا، وتقوّت وبرزت في أفغانستان بعد استيلاء حركة طالبان على أفغانستان (أغسطس/ آب الماضي). ولابد من توافق في جهودنا الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب".
وفي الثالث من فبراير/ شباط الجاري، تمكنت القوات الأميركية من قتل زعيم تنظيم الدولة عبد الله قرداش، المعروف بأبي إبراهيم الهاشمي القرشي، في ريف إدلب، الذي تولى خلافة أبو بكر البغدادي الزعيم الأول للتنظيم، والذي قتل أيضًا بإنزال أميركي عام 2019 في المنطقة ذاتها.
تنظيم الدولة يزداد عددًا
وأعرب فورونكوف عن "القلق بشأن المسائل المتعلقة بالمقاتلين الإرهابيين الأجانب وغيرهم من مقاتلي تنظيم داعش وأفراد أسرهم".
وأقر بأن "الجهود الدولية لمواجهة تداعيات ما يسمى خلافة داعش في مخيمات المشردين داخليًا أو مرافق الاحتجاز في سوريا؛ لا تسير بوتيرة تتناسب مع الطابع الملحّ لهذه المسألة وخطورتها".
وأبلغ أعضاء مجلس الأمن بأن "قوام الجماعة المنتسبة لداعش -ولاية خراسان في أفغانستان ارتفع من العدد المقدر سابقًا، وهو ألفان و200 مقاتل، ليبلغ نحو 4 آلاف مقاتل، بعد أن أطلقت طالبان سراح عدة آلاف من الأفراد من السجون".
وشدّد على أن "إحراز تقدم في مكافحة الإرهاب يتطلب استمرار التعاون المتعدد الأطراف، كما يتوقف نجاحنا في مكافحة الإرهاب على تحقيق أهدافنا الجماعية من حيث الحفاظ على السلام، وتحقيق التنمية المنصفة والشاملة والمستدامة، وكفالة حقوق الإنسان للجميع".
يذكر أن الرئيس الجمهوري السابق للولايات المتحدة دونالد ترمب، أعلن عقب مقتل البغدادي، أن العالم سيصبح أكثر أمنًا. وعقب مقتل خليفته "قرداش"، أعاد الديمقراطي جو بايدن تلك المقولة، وسط تساؤل عن صحتها فعلًا.