الأحد 1 Sep / September 2024

زلزال المغرب.. حفل زفاف ينقذ سكان قرية من الموت

زلزال المغرب.. حفل زفاف ينقذ سكان قرية من الموت

شارك القصة

ظهر الناس في مقطع الفيديو وهم يصرخون "زلزال" خلال حفل الزفاف - غيتي
ظهر الناس في مقطع الفيديو وهم يصرخون "زلزال" خلال حفل الزفاف - غيتي
لا تنتهي القصص التي رافقت لحظة زلزال يوم الجمعة المدمر ومنها قصة فريدة شهدتها قرية كطو شرق البلاد حيث كان حفل زفاف سببًا في نجاة سكانها.

أنقذ حفل زفاف جميع سكان قرية مغربية من الزلزال المدمر الذي وقع يوم الجمعة الماضي، مدمرًا منازلهم المبنية من الحجر والطوب اللبن، في الوقت الذي كانوا يستمتعون فيه بالموسيقى الشعبية الأمازيغية في فناء خارجي.

وكان من المقرر إقامة حفل زفاف حبيبة أجدير (22 عامًا) ومزارع التفاح محمد بوضاض (30 عامًا) في قريته كطو يوم السبت، حيث أقامت عائلة العروس حفل العرس التقليدي قبلها بيوم، وفقًا للعادات والتقاليد.

وأظهر مقطع فيديو صوره أحد المدعوين لحظة وقوع الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجات، حين تحول مشهد الموسيقيين الذين يرتدون أزياء محلية ويعزفون على المزامير والطبول المصنوعة من جلد الماعز فجأة إلى فوضى وظلام وصراخ.

الزفاف والصدمة.. "زلزال"

ظهر الناس في مقطع الفيديو وهم يصرخون "زلزال"، أو ينادون على أفراد أسرهم وقد استبدلوا إضاءة الكهرباء بأنوار الهواتف المحمولة. وأصيب شخص واحد فقط في إيغيل نتلغومت، هو أحمد آيت علي أوبلا البالغ من العمر 8 سنوات، في الزلزال عندما سقطت صخرة على رأسه وأصابته بجرح قطعي، وشوهد في الفيديو ووالده يحمله لإبعاده عن الخطر.

وقال بوضاض يوم أمس الثلاثاء، وهو يقف بجوار زوجته وما زالا يرتديان ملابس زفافهما بعد مرور حوالي أربعة أيام على الزلزال الذي دفن متعلقاتهما تحت الأنقاض، إن الزلزال أصابه بالخوف على زوجته وهو ينتظرها في قريته. وأردف قائلًا: "أردنا أن نحتفل. ثم وقع الزلزال. لم أكن أعرف ما إذا كان علي أن أقلق على قريتها أم على قريتي"، وأضاف إن الزلزال أصاب عروسه بصدمة شديدة. 

وكان الزلزال هو الأكثر دموية في المغرب منذ عام 1960، بعدما أسفر عن مقتل أكثر من 2900 شخص، معظمهم في تجمعات سكانية نائية في سلسلة جبال الأطلس الكبير بجنوب مراكش.

"تيخت" المفجوعة

وكان الحفل مجرد حفل عرس يسبق ليلة الزفاف قبل مغادرة العروس إلى منزل العريس بوضاض الذي كان ينتظرها في كطو.

ورغم الكارثة، سافرت أجدير إلى كطو يوم السبت مع شقيق بوضاض وزوجته، اللذين كانا في الحفل، تاركة وراءها هدايا زواجهما، ووصلوا جميعًا بعد الظهر. وكانت الطرق سيئة للغاية لدرجة أنهم اضطروا إلى السير على الأقدام طوال الطريق، وعندما وصلوا إلى هناك وجدوا أضرارًا واسعة النطاق، لكن لم تقع وفيات.

وفي إيغيل نتلغومت، أنقذت مناسبة اجتماعية العديد من الأرواح حين كان قرويون يؤدون واجب العزاء في منزل ظل قائمًا.

وكان والد العروس محمد أجدير (54 عاما) قد نصب خيمة كبيرة في باحة منزله لضيوف الحفل غير أن هذه الخيمة تُستخدم الآن كمأوى للقرويين، رغم أنهم يقولون إنهم سيحتاجون قريبًا إلى ملاجئ أكثر قوة مع التوقعات، بأن يكون الطقس أكثر برودة في وقت لاحق من الأسبوع الجاري.

والمصير المروع الذي نجا منه سكان إيغيل نتلغومت كان واضحًا للعيان على بعد بضعة كيلومترات أسفل الطريق الجبلي المتعرج المؤدي إلى مراكش حيث دمرت قرية تيخت بالكامل تقريبًا. ولم يبق أي منزل قائمًا، ولقي حوالي 68 شخصًا حتفهم من بين سكان القرية البالغ عددهم 400 نسمة.

تابع القراءة
المصادر:
رويترز
تغطية خاصة
Close