تفوح رائحة الموت في قرية إيمن تالا في أعالي جبال الأطلس بالمغرب، حيث دمّر الزلزال الكارثي الذي وقع الأسبوع الماضي مباني القرية المبنية من الطوب، وقتل العشرات من سكانها.
وتقوم الجرّافات بالحفر بين الرُكام على مدار الساعة على أمل العثور على ما بين 8 إلى 10 جثث لا تزال تحت الأرض.
وبينما كانت الطواقم تعمل على انتشال الجثث بما في ذلك جثة شقيقته، قال أحد السكان المحليين آيت أوغادير الحسين: "لقد انقسم الجبل إلى نصفين وبدأ بالسقوط. دُمّرت المنازل بالكامل. وفقد بعض الناس كل ماشيتهم. ليس لدينا سوى الملابس التي نرتديها. كل شيء اختفى".
دمار قرية إيمن تالا في #مراكش جراء #زلزال_المغرب المدمر تقرير: يوسف البقالي#صباح_جديد pic.twitter.com/BhZkECC9cR
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
ويعكس المشهد في منطقة إيمن تالا التي يسكنها الرعاة والمزارعون بشكل رئيسي والتي فقدت 96 شخصًا في زلزال يوم الجمعة، الوضع في عشرات المجتمعات المحلية على طول الطرق الجبلية جنوب مراكش.
رائحة الموت
وقام رجال يرتدون الجلباب بترتيب سجادات الصلاة الخاصة بهم بدقة فوق الغبار والصخور عندما لم يتمكّنوا من العثور على مساحة مفتوحة وأرضية صلبة. وغطى السكان أنوفهم لمنع تنشّق رائحة تحلّل الجثث.
وارتفعت أعداد القتلى والجرحى مع وصول مزيد من المستجيبين إلى هذه القرى النائية، حيث استخرجوا الجثث ونقلوا الناس إلى المستشفيات.
وأعلنت السلطات المغربية وفاة 2946 شخصًا، وإصابة الآلاف حتى يوم الأربعاء. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أنّ الزلزال الذي بلغت قوته 6.8 درجات أثّر على نحو 300 ألف شخص.
كاميرا التلفزيون العربي ترصد عمليات تجميع إعانات المواطنين ونقلها للمتضررين من الزلزال#زلزال_المغرب pic.twitter.com/xSrxxGm4iT
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 14, 2023
وأخيرًا، وصلت المساعدات إلى مجتمعات إيمن تالا القريبة مثل أنوغال وإيمن نيسلي وإيغوردان. واصطفت الخيام البيضاء والصفراء على الطرق المُعبّدة جزئيًا، حيث تكدّست زجاجات المياه وعلب الحليب، فيما قام المغاربة من المدن الكبرى في البلاد بتوزيع أواني الطاجين الفخارية وأكياس المساعدات الغذائية.
وعمل مصوّرون من قطر وفرنسا وإسبانيا كمستجيبي طوارئ، حيث حفروا عبر الصخور لانتشال جثة امرأة من تحت منزل متهدم، بدا وكأنه قد يسقط في أي لحظة.
ورجّح باتريك فيلادري من طاقم الإنقاذ الفرنسي "ULIS" وفاة المرأة لأنّ الطوب الطيني المستخدم لبناء المنازل في إيمن تالا لم يترك مساحة كبيرة للهواء الذي يحتاجه الأشخاص المحاصرون للبقاء على قيد الحياة.
وقال: "نحفر بحثًا عن أحياء. فاستعادة الموتى مهم للعائلات المغربية".
وحدّ المغرب من كميات المساعدات المسموح بدخولها إلى البلاد، وسمح بدخول أطقم الاستجابة من أربع دول فقط هي: قطر وإسبانيا وبريطانيا والإمارات، بالإضافة إلى المنظمات غير الحكومية.