غاب الصحافي المغربي سليمان الريسوني، المعتقل منذ أكثر من عام، اليوم الثلاثاء عن جلسة محاكمته في قضيّة "اعتداء جنسي" كونه "عاجزًا" عن الكلام، وذلك بعد 69 يومًا من الإضراب عن الطعام.
بموازاة ذلك، تواصلت محاكمة زميله عمر الراضي في قاعة أخرى بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء بتهمتي "اعتداء جنسي" و"تجسس". واضطُر فريق الدفاع عن الصحافيين، الذي يضم المحامين أنفسهم، إلى التوزع على مجموعتين لمتابعة الجلستين.
وأدلى ممثل النيابة العامة عند افتتاح جلسة محاكمة الريسوني للقاضي بإشعار يُعلن فيه الصحافي عجزه عن الحضور؛ كونه "لم يعد قادرًا على التركيز ولا على الكلام"، جرّاء إضراب متواصل عن الطعام منذ 69 يومًا.
وينفذ الريسوني (49 عامًا) هذا الإضراب احتجاجًا على اعتقاله دون محاكمة، مطالبًا بمحاكمته في حالة سراح، وسط مطالبات واسعة بالإفراج عنه ومناشدات له بوقف الإضراب.
الشعب المغربي بكل ألوانه يطالب بإطﻻق سراح أسد الكلمة الصحفي المعتقل سليمان الريسوني من الريف اﻷشم نعلن عن تضامننا المطلق مع العزيز الريسوني ومع عائلته الكريمة ونطالب بإطﻻق سراحه فورا فحاجة المغرب لقلم الريسوني الحاد كحاجته للمدافع والصواريخ والطائرات#سليمان_يقتل pic.twitter.com/AyjBPEEI4L
— سعيد علاشي (@AllachiSaid01) June 15, 2021
رفض الإفراج عنه
لكن ممثل النيابة العامة عرض بدوره تقارير طبية للمحكمة، قال إنها تثبت عكس ادعاء الريسوني.
واستغربت محاميته سعاد براهمة "كيف يمكن القول إن شخصًا مضربًا عن الطعام منذ 69 يومًا لا يزال قادرًا على الكلام". بينما قررت المحكمة رفع الجلسة لدرس التقارير التي قُدمت إليها.
وخلال جلسة محاكمته الأسبوع المنصرم دخل الصحافيّ -المعتقل على خلفيّة اتّهامات نشرها شابّ على موقع فيسبوك يتهمه فيها بالاعتداء عليه جنسيًا- القاعة لا يقوى على السير، وأثار نحوله ذهول الحاضرين.
ورفضت المحكمة عدة مرات الإفراج المؤقت عنه، وكذلك عن زميله الصحافي والناشط الحقوقي عمر الراضي.
وأكد ممثل النيابة أثناء جلسة محاكمة الراضي اليوم الثلاثاء "قانونية" اعتقاله احتياطيًا؛ "بالنظر للاتهامات الخطيرة الموجهة إليه"، ردًا على دفوعات سابقة لدفاعه.
"محاكمة سياسية"
ويُصرّ الصحافيّان على براءتهما من التّهم الموجّهة إليهما، كما يؤكّد المتضامنون معهما أنّ محاكمتهما "سياسيّة".
من جهتها، تشدّد السلطات المغربيّة على استقلال القضاء وقانونيّة الإجراءات المتّخذة بحقّهما.
وتطالب منظّمات حقوقيّة مغربيّة ودوليّة عدّة وصحافيّون ومثقّفون وسياسيّون من توجهات مختلفة؛ بالإفراج عنهما.