الجمعة 20 Sep / September 2024

طهران تحذر من "زعزعة استقرار" العراق.. من المستفيد من هجوم بغداد؟

طهران تحذر من "زعزعة استقرار" العراق.. من المستفيد من هجوم بغداد؟

شارك القصة

مراسل "العربي" يتحدّث في رسالة ميدانية مباشرة عن تداعيات الهجوم على مطار بغداد (الصورة: وسائل التواصل)
أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية عن إدانة بلاده لـ"استهداف مطار بغداد بالصواريخ"، معتبرًا أن ذلك "يأتي في مسار زعزعة أمن واستقرار العراق".

أدانت وزارة الخارجية الإيرانية السبت الهجوم الصاروخي الذي استهدف مطار بغداد الدولي فجر الجمعة، محذّرة من أنه يأتي ضمن مسار لـ"زعزعة استقرار" العراق.

وتسبّب الهجوم بأضرار مادية في مدرج وطائرتين فارغتين متوقفتين على أرض المطار، في عملية جديدة من سلسلة هجمات في الأشهر الأخيرة تنسبها واشنطن إلى فصائل مسلحة موالية لإيران.

وأعرب المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده في بيان عن إدانة طهران لـ"استهداف مطار بغداد الدولي بالصواريخ"، معتبرًا أن ذلك "يأتي في مسار زعزعة أمن واستقرار العراق".

ورأى أن "مثل هذه الأعمال المشبوهة من شأنها أن تؤدي إلى زعزعة الأمن ونشر الفوضى في العراق، وتوفر السبيل للمناوئين ومثيري الفتنة وتؤثر على خدمات الحكومة للمواطنين".

وشدد خطيب زاده على أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية دعمت على الدوام إرساء وصون الأمن في العراق وتقدمه وتطوره ونشر الأمن الشامل فيه ووحدة أراضيه، وتدعم إجراءات الحكومة العراقية لإرساء الأمن والاستقرار".

"عصابات اللا دولة"

وكانت خلية الإعلام الأمني العراقية أعلنت أمس الجمعة، التوصل إلى خيوط مهمة عن الجهة المسؤولة عن قصف المطار، من دون الكشف عن الكثير من التفاصيل. ووصف بيان الخلية منفذ الهجوم بـ"عصابات اللا دولة".

من جهته، وصف رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، في بيان صادر عنه، الهجوم بأنه محاولة جديدة لتقويض سمعة العراق.

وبحسب مراسل "العربي" في بغداد تحسين طه، فإن الهجوم أشعر المواطنين بالقلق والخوف وأحرج الحكومة العراقية كون المواقع التي تُستهدَف بين الحين والآخر هي مواقع تصنَّف بأنّها حيوية وذات أهمية عالية المستوى، ولا سيما المنطقة الخضراء ومطار بغداد.

ويشير إلى أنّ رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمر السلطات الأمنية بملاحقة المتورطين في الهجوم على مطار بغداد، والرد بحزم على جميع الهجمات، في وقت توالت الإدانات المحلية والعربية والدولية.

وفي هذا الإطار، يقول الباحث في الشؤون السياسية محمد العكيلي لـ"العربي" : إن عدم الاتفاق السياسي يولّد الاحتقان الأمني، وهو ما يؤدي إلى دخول أطراف معينة وجهات خارجية على الخط لإرباك المشهد وخلط الأوراق.

بدوره، يشير الباحث في الشؤون السياسية إحسان الشمر إلى وجود حملة اعتقالات قامت بها الحكومة على مستوى الأشهر الماضية ضد الجماعات المسلحة، رغم أنها لم تعلن عنها لأنها تضع في حساباتها الأبعاد السياسية.

وفي السياق نفسه، يقول الباحث السياسي طالب الأحمد لـ"العربي" من بغداد: إن هذا التصعيد الخطير من شأنه أن يرفع منسوب القلق في المشهد العراقي.

كما يعبّر الباحث عن اعتقاده أن هذه الهجمات تأتي للضغط على الولايات المتحدة الأميركية، كما تندرج في سياق الصراع على هوية العراق المستقبلية.

استهداف مطار بغداد

ويضم مطار بغداد الدولي جزأين، مدني وآخر عسكري، يوجد فيه مستشارون عسكريون من الولايات المتحدة، إلى جانب قوات عراقية.

ومطلع يناير/ كانون الثاني الجاري، أحبط الأمن العراقي هجومًا بمسيرتين مفخختين استهدف موقعًا دبلوماسًيا للتحالف في المطار، كما أحبط هجومًا مماثلًا استهدف قاعدة "عين الأسد" الجوية بمحافظة الأنبار (غرب)، والتي تضم مستشارين للتحالف الدولي.

كما استهدفت هجمات بطائرات مسيرة أو صواريخ مصالح أميركية في العراق أو توجد فيها قوات من التحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة بقيادة واشنطن، من دون أن تتبناها أي جهة.

وبدأت هذه الهجمات بعد قيام الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية، باغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس في يناير/ كانون الثاني 2020، بضربة جوية قرب مطار بغداد.

وتصاعدت وتيرتها ضد أهداف أميركية خصوصًا بالتزامن مع المطالبة بانسحاب القوات الأميركية من العراق.

ويشهد العراق حاليًا اضطرابًا سياسيًا إلى جانب الاضطراب الأمني بعد الانتخابات النيابية التي سجلت نتائجها تراجعًا للكتلة السياسية المقرّبة من إيران. ولا تزال عملية تشكيل الحكومة متعثرة منذ أشهر.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - أ ف ب
Close