الخميس 19 Sep / September 2024

فرنسا في مهمة "نزع فتيل التصعيد".. موسكو: خطوات أميركا تزيد التوتر

فرنسا في مهمة "نزع فتيل التصعيد".. موسكو: خطوات أميركا تزيد التوتر

شارك القصة

تقرير لـ "العربي" حول الموقف الأميركي في حال اختيار روسيا المواجهة والتحرك ضد أوكرانيا (الصورة: غيتي)
اعتبر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن "الولايات المتحدة تواصل تصعيد الموقف في أوروبا، على الرغم من النداءات العديدة التي وجهتها روسيا لوقف ذلك".

اعتبر "الكرملين" اليوم الجمعة، أن القرار الأميركي بنشر قوات في شرق أوروبا يؤكد مخاوف روسيا الأمنية.

وقال المتحدث باسمه ديمتري بيسكوف خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة موسكو: إن "الولايات المتحدة تواصل تصعيد الموقف في أوروبا، على الرغم من النداءات العديدة التي وجهتها روسيا لوقف ذلك".

وتابع: "نحن نتحدث ليس فقط عن تصريحات استفزازية بأن الحرب ستأتي قريبًا وسيدفع الجميع ثمنًا باهظًا، بل أيضًا عن إرسال جنود أميركيين إلى دول في أوروبا قرب حدودنا".

وأضاف: "من الواضح أن هذه ليست خطوات تهدف إلى تهدئة التوترات، بل إنها تؤدي إلى زيادتها".

واعتبر أن قلق روسيا في مثل هذا الوضع "مفهوم ومبرر تمامًا"، وكذلك الإجراءات التي يمكن أن تتخذها قيادتها لحمايتها.

والأربعاء، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" أن الرئيس جو بايدن سيرسل 3 آلاف جندي إلى شرق أوروبا هذا الأسبوع.

وقالت: إنه سيتم نقل 1000 جندي متواجدين حاليًا في ألمانيا إلى رومانيا، و2000 جندي من ولاية كارولينا الشمالية الأميركية إلى بولندا وألمانيا في الأيام المقبلة.

والأسبوع الماضي، أشار بايدن إلى أنه سيرسل قوات أميركية إلى دول حلف شمال الأطلسي في أوروبا الشرقية، كاشفًا أن البنتاغون وضع 8 آلاف و500 جندي في "حالة تأهب قصوى" لتعزيز الحلفاء.

ووجهت الدول الغربية اتهامات إلى موسكو بشأن حشد قواتها أخيرًا قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على روسيا حال "شنها هجومًا" على أوكرانيا.

من جهتها، رفضت روسيا الاتهامات بشأن تحركات قواتها داخل أراضيها، ونفت وجود أي خطط "عدوانية" لديها تجاه أوكرانيا.

وعدّ نائب وزير الخارجية الروسي نشر واشنطن قوات إضافية في أوروبا خطوة غير بناءة، محذرًا من أنها ستزيد التوتر العسكري.

ماكرون يلتقي بوتين وزيلينسكي

إلى ذلك، يلتقي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون نظيره الروسي فلاديمير بوتين الإثنين المقبل في موسكو، ثم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الثلاثاء في كييف، بحسب ما أعلن قصر الإليزيه اليوم الجمعة، وذلك في مسعى دبلوماسي جديد يبذله سعيًا إلى خفض التوتر في الأزمة الأوكرانية.

وكثّف ماكرون في الأيام الأخيرة الاتصالات الهاتفية مع بوتين وزيلينسكي، كذلك مع الرئيس الأميركي، سعيًا للتوسط في الأزمة.

وأفاد الإليزيه بأن ماكرون سيعقد اللقاءين على انفراد "بالتنسيق مع الشركاء الأوروبيين".

وذكرت الرئاسة الفرنسية أن ماكرون ومستشاريه عقدوا مشاورات مع عدد من نظرائهم الأوروبيين خلال الأيام الماضية.

"دور قيادي في جهود متعددة الأطراف"

وأجرى ماكرون الخميس محادثات عبر الهاتف مع كلّ من بوتين وزيلينسكي. وأعلن الكرملين أنّ بوتين وماكرون بحثا خصوصًا "الضمانات الأمنية"، التي تطالب بها موسكو خلال مكالمتهما الهاتفية الثالثة هذا الأسبوع حول هذا الموضوع، مشيرًا إلى حوار "بناء".

وفي حين بدت أهمية الاتحاد الأوروبي محدودة خلال المحادثات الروسية ـ الأميركية الأولى حول أوكرانيا، يسعى الرئيس الفرنسي منذ أسابيع لإعادة طرح أوروبا في المعادلة، بعدما دعا لسنوات إلى "الاستقلالية الإستراتيجية" للاتحاد الأوروبي.

ويعود آخر لقاء بين ماكرون وبوتين إلى صيف 2019، حين دعاه الرئيس الفرنسي إلى فور دو بريغانسون بجنوب فرنسا.

وكان من المقرر أن يزور ماكرون موسكو في ربيع 2020، غير أنّ الزيارة أُرجئت بسبب تفشي وباء كوفيد-19.

وأوضح المتحدث باسم الحكومة الفرنسية غابرييل آتال الجمعة أن "هذا النزاع مفتوح منذ أشهر عدة، وعقدت اجتماعات كثيرة بمبادرة من فرنسا. لقد حقّقنا تقدّمًا صلبًا في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما عبر اجتماع بالغ الأهمية (في 26 يناير/ كانون الثاني) مع المستشارين الدبلوماسيين لرؤساء الدول والحكومات في بلدان آلية النورماندي، روسيا وأوكرانيا وألمانيا وفرنسا".

ولفت إلى أنّ هذا الاجتماع استمر "نحو تسع ساعات، توصل بعدها (المستشارون) إلى بيان مشترك هو الأول منذ ديسمبر/ كانون الأول 2019 للتذكير بالتزام نزع فتيل التصعيد".

وسُئل المتحدث عن انتقادات شخصيات في اليسار واليمين الفرنسي لهذه المبادرات، فأبدى أسفه لـ "لعبة سياسية" يمارسها المعارضون و"لا تعكس الواقع، ولا سيما حين نتحدّث عن رهانات بهذا الحجم وهذه الخطورة في الوضع الدولي" مع خطر اندلاع "نزاع مسلح".

"رسالة واضحة وقوية لروسيا"

في سياق مواز، اتفق رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتس في اتصال هاتفي اليوم الجمعة على ضرورة أن يوجّه الحلفاء الغربيون رسالة "واضحة وقوية" إلى روسيا حول عواقب أي غزو جديد لأوكرانيا.

وجاء في بيان بريطاني أن الزعيمين اتفقا أيضًا على أهمية الحوار مع روسيا، كما اتفقا على أن يسعيا إلى استعمال كافة القنوات الدبلوماسية المتاحة لإنهاء التوتر الراهن.

وأشار البيان إلى أن رئيس الوزراء والمستشار شولتس أبرزا "حاجة الحلفاء لتوجيه رسالة واضحة وثابتة إلى روسيا شاملة عواقب أي غزو روسي جديد لأوكرانيا".

وكشف أن الزعيمين اتفقا على مواصلة العمل معًا ومع الشركاء الدوليين الآخرين على مجموعة شاملة من العقوبات"، لافتًا إلى أن جونسون شدد على أن "تلك العقوبات يجب أن تكون جاهزة للتطبيق فورًا، في حالة حدوث توغل روسي جديد في أوكرانيا".

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
Close