أكّد أطباء غربيون زاروا قطاع غزة في الشهور الأخيرة خلال فعالية في الأمم المتحدة، أن نظام الرعاية الصحية في القطاع انهار بشكل أساسي.
وأشار الأطباء الأربعة، وهم من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إلى أن العدوان الإسرائيلي أسفر عن "فظائع مروعة".
وقد عمل هؤلاء الأطباء مع فرق في غزة لدعم نظام الرعاية الصحية، الذي يعاني منذ أن بدأت إسرائيل حربها على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
قصص موت وألم
وروى نيك ماينارد، وهو جراح زار غزة آخر مرة في يناير/ كانون الثاني مع مؤسسة "العون الطبي للفلسطينيين" الخيرية البريطانية، أنه رأى طفلة مصابة بحروق شديدة لدرجة أنه رأى عظام وجهها.
وقال ماينارد جراح السرطان خلال الحدث الذي أقيم في مقر الأمم المتحدة في نيويورك: "كنا نعلم أنه لا توجد فرصة لبقائها على قيد الحياة، ولكن لم يكن هناك مورفين لإعطائه لها.. لذلك لم تكن ستموت وحسب بل ستموت وهي تتألم".
بدوره أفاد زاهر سحلول، أخصائي الرعاية الحرجة في جماعة "ميد غلوبال"، بأن طفلة أخرى تبلغ من العمر سبع سنوات هي هيام أبو خضير وصلت إلى المستشفى الأوروبي في غزة مصابة بحروق من الدرجة الثالثة في 40% من جسدها، بعد أن أدت غارة جوية إسرائيلية على منزلها إلى مقتل والدها وشقيقها وإصابة والدتها".
وبحسب سحلول، تم نقل الطفلة بعد أسابيع من التأخير إلى مصر لتلقي العلاج لكنها استشهدت بعد يومين.
تحذير من الهجوم على رفح
وحذّر الأطباء أيضًا من وقوع عدد كبير من الشهداء إذا مضت إسرائيل في خطتها لاجتياح مدينة رفح جنوب قطاع غزة. وقال ماينارد: "إذا حدث غزو كبير لرفح، سنرى عددًا مروعًا من القتلى".
وجاءت شهادات الأطباء الأربعة فيما ينفذ جيش الاحتلال عملية عسكرية في مجمع الشفاء الطبي، أكبر المرافق الصحية في قطاع غزة.
فمنذ فجر الإثنين، نفذ الاحتلال الإسرائيلي هجومًا على مجمع الشفاء بالدبابات والجنود والطائرات المسيرة، حيث قتل وجرح واعتقل العشرات من المرضى والنازحين والكوادر الطبية والصحفيين.
كما أجبر عددًا كبيرًا من الفلسطينيين على النزوح. ولا يزال مصير أعداد كبيرة من العالقين داخل المجمع المحاصر مجهولًا.
