يتوجه رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى واشنطن الإثنين، حيث يرتقب أن يعقد قمّة مع الرئيس الأميركي جو بايدن، تحت وطأة ضغوط داخلية ووضع أمني هش، على أمل الحصول على إعلان رسمي لجدول زمني لانسحاب الأميركيين من البلاد، ما يعطيه دفعًا سياسيًا قبل ثلاثة أشهر من انتخابات نيابية مبكرة.
وتأتي الزيارة بعد التفجير الانتحاري في بغداد مطلع الأسبوع الذي أوقع 30 قتيلًا وتبناه "تنظيم الدولة"، وفي وقت تؤكد واشنطن باستمرار أن مهمة الأميركيين "الأساسية في العراق تبقى ضمان استمرارية هزيمة تنظيم الدولة"، بحسب ما قال الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس لوكالة فرانس برس.
ومنذ الزيارة الأخيرة للكاظمي إلى واشنطن في أغسطس/آب 2020، حصلت تطورات على رأسها تواصل الهجمات التي تتهم بها فصائل موالية لإيران، على المصالح الأميركية في البلاد، وليس بالصواريخ فحسب، بل أدخلت تقنية الطائرات المسيرة، الأكثر دقةً وإثارة للقلق بالنسبة للتحالف الدولي. وقد بلغ عددها نحو 50 هجومًا منذ مطلع العام.
الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي مستمرّ
وكانت انطلقت، أمس الجمعة، جلسات الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي الرابعة التي يُعَدّ بحث ملف الوجود العسكري الأميركي في العراق أحد ملفّاتها الأساسية.
وإلى جانب الانسحاب الأميركي من العراق، يبحث المسؤولون من البلدين قضايا ثنائية وإقليمية، على رأسها مواجهة ما يسمّى "الدولة الإسلامية"، التي لها أولويات واضحة.
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال لقائه نظيره العراقي فؤاد حسين أهمية العلاقة بين البلدين، قائلًا إنّ واشنطن تمضي قدمًا في شراكتها مع العراق على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وبحسب مراسلة "العربي"، فإنّ اللقاءات في إطار الحوار الاستراتيجي الأميركي العراقي تأتي تحضيرًا لقمّة الإثنين المقبل بين الرئيس الأميركي ورئيس الوزراء العراقي.
وتشير إلى أنّ قضايا المنطقة تفرض نفسها في هذه القمّة على أجندة الطرفين رغم قضايا شائكة على المستوى الثنائي.
شروط تسبق الانسحاب الأميركي من العراق
وتهيمن قضية الانسحاب الأميركي من العراق على أجندة اللقاء، علمًا أنّ الطرفين كانا قد تحدّثا عن اتفاق حول الانسحاب بانتظار وضع إطار زمني وخطة تقنية للتنفيذ.
ويوضح الخبير في مركز الشرق الأدنى للدراسات الاستراتيجية ديفيد دي روش أنّه "عندما يتعلق الأمر بالتخطيط العسكري فالأمر الأساس هو الاعتماد على الشروط وليس على الأطر الزمنية".
ويضيف دي روش في حديث إلى "العربي": "أعتقد أنّ ما سيبحثه الطرفان الآن هو الشروط التي يجب تحقيقها حتى تنسحب الولايات المتحدة، والتأكيد أنّه سيتم تحقيقها".
لكن، في المقابل، ثمّة من يرى أنّ هذه الشروط قد يصعب تحقيقها، في ظلّ ازدياد التحديات التي يواجهها العراق داخليًا وإقليميًا.
هل من تغيير في المخططات الأميركية؟
من جهته، يرى الباحث في شؤون الشرق الأوسط مصعب الألوسي أنّه لا يوجد تغيير كبير بمخططات الولايات المتحدة مع العراق، لا سيمّا أنّه سيكون هنالك تغيير لدور هذه القوات من قوات قتالية إلى لعب دور استشاري كبير في العراق.
ويلفت الألوسي، في حديث إلى "العربي"، من الدوحة، إلى أنّ عدد القوات الأميركية الموجودة في العراق لا يتجاوز عدّة آلاف مقارنة مع العدد الذي كان موجودًا في السابق والذي وصل في إحدى المراحل إلى 150 ألف جندي أميركي.
النفوذ الإيراني في العراق إلى "تصاعد"
وفيما يتحدّث عن إشارة لمراضاة رئيس الوزراء العراقي، يلاحظ أنّ طلب خروج القوات الأميركية من العراق بالأساس مطلب إيراني أكثر من كونه مطلبًا عراقيًا، وذلك بسبب التخوف من وجود القوات الأميركية على الحدود الإيرانية.
وإذ يقرّ بأنّ الاحتلال الأميركي للعراق أدّى لزيادة النفوذ الإيراني، يشدّد على أنّه "يجب أن نتذكر أيضًا أنّ النفوذ الإيراني ليس مرتبطًا بوجود إيراني داخل العراق، لكنّه داعم لسياسيين وقادة ميليشيات داخل العراق"، معربًا عن اعتقاده بأنّ هذا النفوذ سيقوى ولن يضعف بعد الانسحاب الأميركي.