الإثنين 16 Sep / September 2024

"كارثة جيلية".. اليونيسف: 24 مليون طفل سوداني أولى ضحايا الحرب

"كارثة جيلية".. اليونيسف: 24 مليون طفل سوداني أولى ضحايا الحرب

شارك القصة

الحرب في السودان
لفتت اليونيسف إلى أن مستقبل السودان في خطر - رويترز
قالت ممثلة منظمة "اليونيسف" في السودان: إنّ ملايين الأطفال في هذا البلد العربي "معرضون للموت والإصابة والتجنيد والعنف والاغتصاب".

كشفت رئيسة منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" في السودان أنه إذا استمرت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع فإنّ "كارثة جيلية" ستحدث في البلاد أولى ضحاياها 24 مليون طفل سوداني.

وقالت مانديب أوبراين في مقابلة مع وكالة "فرانس برس": إنّ "النزاع في السودان يعرض للخطر صحة 24 مليون طفل وبالتالي مستقبل البلاد، ما قد يترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة بأسرها".

وأشارت إلى أن "مستقبل البلاد في خطر فقرابة 20 مليون طفل لن يذهبوا إلى المدرسة هذا العام إذا لم يكن هناك تحرك سريع".

وأسفرت الحرب الطاحنة بين قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو "حميدتي" عن سقوط أكثر من 12 ألف قتيل، وفق 6حصاء يعتقد أنه متحفظ للغاية لمنظمة أكلد غير الحكومية المتخصصة في متابعة ضحايا النزاعات المسلحة. كما أدت الحرب إلى نزوح ولجوء أكثر من سبعة ملايين شخص، وهي "أكبر أزمة نازحين في العالم"، وفق الأمم المتحدة.

"تجنيد أطفال وعنف واغتصاب"

وتوضح أوبراين أن بين هؤلاء النازحين واللاجئين "3,5 مليون طفل"، مشيرة إلى أن "14 مليون طفل بحاجة إلى مساعدة إنسانية عاجلة" في السودان الذي يبلغ عدد سكانه 48 مليون نسمة وطالت فيه الحرب معظم المناطق.

وقبل الحرب، كان سوداني من كل ثلاثة يعاني من الجوع كما لم يكن سبعة مليون طفل يذهبون إلى المدرسة خصوصًا في المناطق الريفية حيث يعيش أكثر من ثلثي السكان.

وجاءت الحرب لتضيف إلى المشكلات التي يعاني منها السودان، ثالث منتج للذهب في إفريقيا، بفعل سنوات من النزاعات المتكررة، حيث أنهت ثورة شعبية في العام 2019 ثلاثين عامًا من حكم الرئيس السابق عمر البشير.

واليوم، تقول أوبراين: إن "ملايين الأطفال معرضون للموت والإصابة والتجنيد (في العمل المسلح) والعنف والاغتصاب".

ولا تكف الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية عن التحذير من استخدام الأطفال كجنود في السودان حيث لجأت الميليشيات القبلية إلى الأطفال للمشاركة في القتال منذ زمن طويل.

وتوضح أوبراين أنه مع التدمير شبه الكامل للبنية الأساسية في السودان والهجمات على المنظمات الإنسانية ونهب مستودعاتها حُرم "7,4 مليون طفل من الحصول على مياه الشرب النظيفة، كما أن أكثر من 3,5 مليون طفل معرضون للإصابة بأمراض مرتبطة بظروف النظافة الصحية مثل الكوليرا" التي أدت بالفعل إلى وفاة العشرات في السودان خلال الأشهر الأخيرة.

أما الأطفال الذين لم يولدوا بعد فهم أيضًا في خطر. وقالت المسؤولة الأممية "في 2024، سيولد 1,3 مليون طفل ولا بد من توفير دعم مهني للأمهات" في حين أن غالبية المستشفيات خارج الخدمة.

"نتائج الإفلات من العقاب"

وتؤكد أوبراين أن "التأثير على الأطفال لا يمكن تخيله"، فيما قالت اليونيسف في أكتوبر/ تشرين الأول إن "700 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد و100 ألف طفل بحاجة إلى علاج من سوء التغذية الحاد المصحوب بمضاعفات طبية".

وفي تقريرها السنوي الذي نشرته الخميس، أدانت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، "الانتهاكات الكثيفة" لحقوق المدنيين في السودان من قبل طرفي النزاع، مشيرة خصوصًا إلى "الإفلات من العقاب" الذي أدى إلى "دوامات متكررة من العنف" منذ عشرين عامًا.

وأدانت المنظمة الحقوقية سياسة الكيل بمكيالين، قائلة: إن "الحكومات الغربية رفضت في البداية دعم آلية تتيح نظامًا للمحاسبة في السودان لأنها لم تكن تريد أن تمنح لا الجهد ولا الموارد نفسها التي خصصتها لآلية مماثلة في أوكرانيا". كل هذا في غياب أي أفق للسلام، وفي غياب مفاوضات بين الطرفين المتحاربين.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close