على الرغم من وضع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شرطًا، من أجل لقاء نظيره الأميركي جو بايدن، والذي من المحتمل أن يسفر عن إعلان التوصل لحل حول تجنب غزو لأوكرانيا، اعتبر رئيس جهاز المخابرات الخارجية الروسي سيرغي ناريشكين، اليوم الإثنين أن الاتهامات الغربية بأن روسيا تخطط لمهاجمة أوكرانيا إنما هي "دعاية للحرب تروجها وزارة الخارجية الأميركية"، حسب تعبيره.
وأبلغ ناريشكين الرئيس فلاديمير بوتين، بأن هذه الاتهامات تهدف إلى استفزاز أوكرانيا للقيام بعمل عسكري.
كما أبلغ وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو الرئيس بوتين، اليوم، بأن أوكرانيا حشدت قوات كثيرة بالقرب من مناطق الانفصاليين في شرق البلاد، وربما تستعد لمحاولة استعادتها بالقوة، وهو أمر نفته كييف مرارًا.
واتهم شويغو أوكرانيا بتكثيف قصفها لمناطق الانفصاليين.
وفي وقت سابق، قالت روسيا إن قذيفة أُطلقت من الأراضي الأوكرانية دمرت نقطة لحرس الحدود في منطقة روستوف الروسية، في حين نفت أوكرانيا مسؤوليتها عن الواقعة.
لقاء لافروف وبلينكن
وفي سياق متصل، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم الإثنين، أنه سيلتقي نظيره الأميركي أنتوني بلينكن في جنيف الخميس القادم.
وخلال اجتماع طارئ لمجلس الأمن القومي الروسي، قال لافروف إنّه تحدّث مع بلينكن عن مطالب روسيا الأمنية وسيعقد وإياه اجتماعًا آخر "في 24 فبراير/ شباط في جنيف.
وأوضح الوزير الروسي أنّ نظيره الأميركي اتّصل به بعد "بضعة أيام" من ردّ روسيا على مقترحات الولايات المتّحدة الأمنية، قائلًا له إنّه "على استعداد لعقد لقاء ومناقشتها".
وسعت موسكو للحصول على تطمين ملزم من الغرب بأنه لن يسمح قط لأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، كما طالبت الحلف الذي تقوده واشنطن بسحب قواته من شرق أوروبا.
لكنّ لافروف قال للرئيس الروسي فلاديمير بوتين إنّ "الدول الغربية غير مستعدة لتقبّل مقترحاتنا الرئيسية، خصوصًا كلّ ما يتعلّق بتوسيع حلف شمال الأطلسي شرقًا".
لكنه شدّد مع ذلك على الحاجة إلى مواصلة الحوار مع الغرب، ومضى لافروف قائلًا: إنّ بدء حوار بشأن أيّ قضايا مبرّر بخطواتنا الأولية بشأن خفض التصعيد حيال أوكرانيا.
وتصاعدت أزمة أوكرانيا بشكل حادّ الإثنين، إذ أعلنت موسكو أنها قتلت خمسة "مخرّبين" أوكرانيين عبروا إلى أراضيها، فيما نفت كييف الاتهام.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الإثنين، إن نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون أبلغه بحدوث تغيير في موقف واشنطن إزاء المطالب الأمنية الروسية لكنه لا يعرف ما هو التغيير.
وأضاف بوتين أن ماكرون أبلغه أيضًا بأن القيادة الأوكرانية مستعدة لتنفيذ عملية مينسك للسلام وبأنها تعمل على أفكار جديدة لإجراء انتخابات في منطقتين انفصاليتين.
مناوشات عند الحدود
وفيما يبدو أن هناك مناوشات عند الحدود بين روسيا وأكرانيا، أعلن مدير هيئة الأمن الفدرالية الروسية، ألكسندر بورتنيكوف، اليوم الإثنين، أن القوات الروسية قضت على "مجموعتين تخريبيتين" من أوكرانيا حاولتا التسلل لأراضي روسيا وأسرت عسكريًا كان من ضمنهما.
وقال بورتنيكوف، خلال اجتماع لمجلس الأمن الفدرالي برئاسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: "هذه الليلة وصلت مجموعتان تخريبيتان للعسكريين الأوكرانيين إلى حدود الاتحاد الروسي من مقاطعة لوغانسك وأراضي ماريوبل"، بحسب موقع "روسيا اليوم" المحلي.
وأضاف: "أسفر القتال الذي خاضته قوات الحرس الحدودي بدعم من وزارة الدفاع الروسية عن القضاء على المجموعتين التخريبيتين، وجرى أسر عسكري من القوات الأوكرانية، ويتم اتخاذ الإجراءات المناسبة".
وشدّد المسؤول الروسي على أن الأوضاع على الطرف الروسي من الحدود مستقرة بشكل عام، وتعمل كل الجهات المعنية بشكل مشترك على ضمان الأمن هناك.
وتوترت العلاقات بين كييف وموسكو، على خلفية ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية في 16 مارس/ آذار 2014، ودعمها الانفصاليين الموالين لها في "دونباس".
ومؤخرًا، وجهت الدول الغربية اتهامات إلى روسيا بشأن حشد قواتها قرب الحدود الأوكرانية، فيما هددت واشنطن بفرض عقوبات على موسكو في حال شنت هجومَا على كييف.
ونفت روسيا استعدادها لغزو أوكرانيا، واتهمت الدول الغربية بتقويض أمنها من خلال توسع الناتو نحو حدودها.