لليوم السادس على التوالي، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، مرتكبًا أفظع المجازر بحقّ المدنيين والإعلاميين، بينما توعّدت المقاومة الفلسطينية بـ"ردّ مزلزل" على تل أبيب.
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ الاثنين إلى 140 شهيدًا بينهم 40 طفلًا و22 امرأة، و1038 جريحًا، بينما استشهد 11 فلسطينيًا وأُصيب العشرات بجراح متفاوتة الضفة الغربية، بينما تتواصل المظاهرات والمواجهات في عدة بلدات في الداخل الفلسطيني المحتل.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أن عدد الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية من قطاع غزة باتجاه إسرائيل بلغ أكثر من ألفي صاروخ منذ بدء "التصعيد في القطاع"، زاعمًا أن منظومة القبة الحديدية اعترضت نحو ألف صاروخ.
مجزرة الشاطىء وتدمير مبنى الجلاء
وكثّف جيش الاحتلال قصفه القطاع برًا وبحرًا وجوًا، حيث استُشهد 10 فلسطينيين، هم 8 أطفال وامرأتان، بالإضافة إلى أكثر من 15 جريحًا، في مجزرة للاحتلال في مخيم الشاطئ للاجئين، فيما تتواصل عمليات البحث بين الأنقاض. أما الناجي الوحيد من المجزرة الشاطئ هو طفل رضيع لم يتجاوز شهرين.
واعتبر رئيس المكتب السياسي لـ"حماس" اسماعيل هنية أن مجزرة الشاطئ تؤكد "عجز العدو وفشله، بل وحجم المأزق الذي يعيشه أمام عظمة المقاومة ومفاجآت رجالها الأوفياء".
وفي محاولة لإخفاء جرائم الاحتلال عن العالم، دمّرت المقاتلات الحربية الإسرائيلية، السبت، مبنى "الجلاء" الذي يضمّ عددًا من المكاتب الإعلامية الدولية منها مكتب قناة الجزيرة القطرية، ووكالة "أسوشييتد برس" الأميركية، إضافة إلى وحدات سكنية (نحو 60 شقة)، وبعض الإذاعات المحلية، ومكاتب لأطباء ومحامين.
وقال الرئيس التنفيذي لوكالة "أسوشييتد برس" إنّه "مصدوم ومذعور" من قيام الجيش الإسرائيلي باستهداف وتدمير المبنى، بينما طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل ضمان "سلامة وأمن" الصحافيين ووسائل الإعلام المستقلّة.
كما دمّرت المقاتلات الإسرائيلية منزل القيادي في حركة "حماس" خليل الحيّة في حي التفّاح بشكل كامل، دون أن يتم الإعلان عن وقوع إصابات.
وشنّت مقاتلات إسرائيلية حربية وآليات مدفعية سلسلة من الغارات على خانيونس ورفح وحي تل الهوا، ومخيم البريج.
كما أفاد مراسل "العربي" بأنّ الجيش الإسرائيلي قصف شققًا في برج مشتهى المجاور لمبنى وزارة المالية في غزة. وهذا البرج هو الخامس الذي يتمّ قصفه في القطاع المحاصَر منذ بدء العدوان يوم الإثنين الماضي.
صواريخ على تل أبيب
وردًا على المجازر والاعتداءات الاسرائيلية، توعّد المتحدّث باسم كتائب "القسّام" أبو عبيدة تل أبيب بـ"الوقوف على رجل واحدة وانتظار ردّنا المزلزل".
وبالفعل، أطلقت "القسّام" صواريخها على سديروت وعسقلان وتل أبيب، حيث قدّر مراسل "العربي" عدد الصواريخ على تل أبيب بـ30 صاروخًا.
وأكد مراسل "العربي" في الجليل أحمد الدراوشة سقوط قتيل إسرائيلي بعد سقوط الصاروخ على رمات غان في تل أبيب.
كما أفاد مراسل "العربي" بأن "سرايا القدس" بدأت "حملة صاروخية قوية ومكثفة باتجاه مدينة الخضيرة وتل أبيب وأسدود وجان يفتا وعسقلان وسديروت ونتيفوت".
وأعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية (نجمة داود الحمراء) ارتفاع عدد المصابين الاسرائيليين بصواريخ المقاومة إلى 636.
من جهته، أكد مدير مستشفى هداسا في القدس المحتلة أن الحكومة الإسرائيلية تكذب على شعبها بشأن عدد القتلى والجرحى الاسرائيليين نتيجة صواريخ المقاومة الفلسطينية، كاشفًا عن قتلى ومئات الجرحى.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يعقد اجتماعًا امنيًا حول تطورات العدوان على غزة، قبل اجتماع مقرّر للكابينت غدًا.
اقتحام الشيخ جرّاح ومواجهات في الضفة
واقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، السبت، منزل في حي الشيح جرّاح، واعتدت على السكان والمتظاهرين بالضرب وإطلاق قنابل الصوت.
كما أفاد مراسل "العربي" بتسجيل 33 إصابة معظمها بالرصاص الحي في مواجهات متفرّقة مع جنود الاحتلال بالضفة الغربية.
تحرّك دبلوماسي
في غضون ذلك، تلقّى الرئيس الفلسطيني محمود عباس اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميركي جو بايدن، بحثا خلاله آخر التطورات والأحداث في المنطقة.
كما اتصل بايدن بنتنياهو الذي زعم أن إسرائيل "تفعل كل ما في وسعها لتجنب الإضرار" بالأشخاص الذي لا يشاركون في قتالها مع "حماس" وجماعات أخرى في غزة.
من جهتها، دعت ماليزيا وإندونيسيا مجلس الأمن الدولي، اليوم السبت، إلى التدخل ووقف القصف الإسرائيلي على قطاع غزة وإنقاذ حياة الفلسطينيين.
بدوره، حذّر البرلمان العربي من خطورة استمرار تدهور الأوضاع في الأراضي الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية وتجنيب شعوب المنطقة المزيد من التصعيد.
كما طالبت جامعة الدول العربية المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته والتدخل الفوري والحاسم لإنهاء هذه المأساة ووقف الحرب العدوانية التي تستهدف الوجود والحق الفلسطيني.
كما أكدت المملكة المغربية أنها لا تزال مخلصة لالتزامها بتحقيق الحل القائم على الدولتين من خلال إنشاء دولة فلسطينية داخل حدود 4 يونيو/ حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وفي تونس، خرج المئات من ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والأحزاب والاتحادات التونسية في مسيرة حاشدة اليوم السبت للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني وضد العدوان الاسرائيلي.
من جانبه، دعا الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل، في تغريدة له عبر "تويتر"، إلى وقف "الاعتداءات على قطاع غزة"، مضيفًا أنها "يجب أن تتوقف فورًا.