أكّد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أن حركة حماس قدمت كل ما يمكن من مرونة للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقال هنية في بيان، إنّ حركة حماس "وافقت بدون تردد على كل المشاريع التي طرحت شريطة أن يكون نتيجة ذلك وقف الجرائم وانتهاء العدوان والانسحاب الكامل من القطاع".
"لن يتغير موقفنا"
وأضاف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس: "ما زلنا نتمسك بأن أي اتفاق لا يضمن وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان هو اتفاق مرفوض، ولن يتغير موقفنا هذا في أي مرحلة من المراحل".
وإذ أوضح أن الاحتلال الإسرائيلي "اختار التصعيد واجتاح رفح وأغلق المعابر وتسبب بكوارث إنسانية ومجاعة رهيبة في كل أنحاء القطاع"، طالب هنية "المجتمع بالتحرك لوقف العدوان وإدخال المساعدات وتوفير متطلبات الحياة لأهلنا وشعبنا".
واعتبر هنية أن "كل الأفكار حول اليوم التالي وترتيبات البيت الداخلي يجب أن تكون فلسطينية خالصة، ولا حق لأحد أن يتدخل فيها، لا الاحتلال ولا غيره".
وفي هذا السياق، اعتبرت حركة "حماس"، اليوم الثلاثاء، حديث رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هانغبي عن اليوم التالي هو "إصرار من الحكومة الإسرائيلية الفاشية على سلوك مسار الفشل والخيبة".
وقالت الحركة في بيان، إنّ "الخطط الخبيثة الإسرائيلية، التي جرى الإعلان عن مناقشتها مع الإدارة الأميركية وأطراف أخرى، لن تجد طريقًا للتنفيذ، أمام صمود وإرادة شعبنا، وبطولة وبسالة مقاومته".
وأضافت: "مصير شعبنا الفلسطيني، ومستقبل قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الإجرامي؛ يقرره شعبنا الفلسطيني، ولا أحد سواه، وهو لن يسمح لأيٍّ كان بالتدخل فيه".
"أسبوع الاعترافات" في إسرائيل
من جهته، أفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة من القدس المحتلة بأن اعتراف رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي جاء بعد اعتراف مماثل من المتحدث الرسمي باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري بشأن عدم إمكانية القضاء على "حماس" كفكرة.
وأشار مراسلنا إلى أنّ هذا التصريح يأتي بعد "أسبوع الاعترافات" في إسرائيل، لا سيما بعد إقرار رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بشأن الأمر نفسه، إضافة إلى تصريحات مماثلة صدرت عن الوزير المستقيل بني غانتس.
وأوضح دراوشة أن الحل الذي يقترحه مستشار الأمن القومي الإسرائيلي يتضمن أن "يبدأ الاحتلال في عملية تطهير واسعة للمقاتلين الفلسطينيين من حركة حماس، ومن ثم تأتي جهات محلية فلسطينية بالتعاون مع دول عربية (بلدان التطبيع)" لإدارة قطاع غزة.
"خطة اليوم التالي"
وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، قال اليوم الثلاثاء، إن خطة اليوم التالي للحرب سيتم تنفيذها في الأيام المقبلة في شمال غزة.
وقال هنغبي، بمؤتمر جامعة ريخمان في هرتسليا: "تم تجهيز خطة اليوم التالي لحماس خلال الأسابيع الأخيرة، وسنرى تعبيرًا عمليًا عن هذه الخطوة قريبًا".
وأضاف هنغبي: "لا يتعين علينا الانتظار إلى حين اختفاء حماس، لأنها عملية طويلة"، موضحًا: "لا نستطيع التخلص من حماس كفكرة، فنحن بحاجة إلى فكرة بديلة".
وأوضح أن" الفكرة البديلة التي تبحثها الحكومة الإسرائيلية مع الأميركيين هي إدارة بقيادة محلية مدعومة من قبل دول عربية معتدلة (لم يسمها)، بمشاركة الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي".
واستدرك: "ولكن الذي سيقودها هو القيادة الفلسطينية المحلية بدعم من الدول العربية".
وقال موقع "واينت" إن هنغبي "كان يتحدث على وقع صيحات محتجين ضد الحكومة الإسرائيلية".