"بؤس وخوف ومعاناة، هذا ما تجلبه أوامر الإخلاء الإسرائيلية لأبناء قطاع غزة بين الوقت والآخر. هم ليسوا بيادق شطرنج".
هكذا وصف مفوض وكالة الأونروا فيليب لازاريني حال الغزيين، الذين لا يكفيهم الوقت لحزم أمتعتهم وشد الرحال إلى مناطق لا تشملها أوامر الإخلاء، لا تتجاوز مساحتها 14% من مساحة القطاع، وفق الأونروا.
فسكان غزة يعيشون ظروفًا متردية وسط ازدحام في مراكز الوكالة وملاجئها، فضلًا عن نقص المياه النظيفة وشحّ في مواد التنظيف ساعد في انتشار الأمراض.
وقد كشف تقرير للأونروا، عن تسجيل ما بين 800 وألف إصابة جديدة بالتهاب الكبد أسبوعيًا، ما يرفع عدد الحالات إلى نحو 40 ألفًا.
ويقول أحد الأطباء إن غالبية مراكز الإيواء فيها برك تجميع للمياه الآسنة لفترات طويلة.
ويضيف أن هذا الأمر من المسببات الأساسية للأمراض، إلى جانب انهيار المنظومة الصحية، ما يضع صعوبات كبيرة أمام الطاقم الصحي للتعامل مع تفشي الأمراض، بما في ذلك الجلدية منها.
انتشار الأوبئة
وكشف أحدث تقييمات وكالة الأونروا، أن الأطفال أكثر عرضة لالتهاب الكبد الوبائي نتيجة للنزوح المتكرر، وأن نحو نصف مليون امرأة وطفل دون الخامسة بحاجة عاجلة إلى الغذاء، في ظل سوء التغذية والجفاف اللذين يحاصران سكان القطاع منذ أكثر من تسعة أشهر.
كما أشارت الوكالة إلى أن 93% من أطفال غزة يتناولون وجبة واحدة فقط في اليوم.
يأتي ذلك، وسط نظام صحي في حالة تفكك مع انخفاض الخدمة الصحية، إذ لا يعمل سوى 16 مستشفى من أصل 36 وبشكل جزئي. ولا يزال 48 من أصل 107 مرافق للرعاية الصحية تعمل جزئيًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.