الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مع ذكرى تأسيسه الـ75.. حلف شمال الأطلسي يواجه تحديات كبيرة

مع ذكرى تأسيسه الـ75.. حلف شمال الأطلسي يواجه تحديات كبيرة

شارك القصة

حلف الأطلسي
توسّع حلف الأطلسي مؤخرًا ليضم 32 بلدًا مع انضمام السويد وفنلندا- إكس
تواجه حلف شمال الأطلسي تحديات كبيرة مع الذكرى الـ75 على تأسيسه ومنها الحرب الروسية على أوكرانيا وتداعياتها.

يحيي حلف شمال الأطلسي ذكرى مرور 75 عامًا على تأسيسه الخميس في وقت أعاد فيه الهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا إنعاشه رغم أنه يواجه تهديدًا متزايدًا من موسكو واحتمال عودة دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وانتقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عام 2019 التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة والذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية لمواجهة الاتحاد السوفياتي؛ على اعتبار أنه يعاني من "الموت الدماغي".

والآن بعد أربع سنوات ونصف، توسّع الحلف ليضم 32 بلدًا مع انضمام السويد وفنلندا إليه بعد ما وصفها ماكرون بـ"الصدمة" التي أحدثها الهجوم الروسي عام 2022.

وردًّا على ذلك، رفع الناتو عديد جنوده في خاصرته الشرقية ووضع خططًا جديدة للتعامل مع أي هجوم روسي.

وقال مساعد مدير الدفاع والأمن لدى مركز أبحاث "راند كوربوريشن" RAND Corporation الأميركي جيمس بلاك: إن "الناتو تنشّط بعد غزو أوكرانيا".

وأضاف: "في غضون عامين، توسّع الناتو وبات أكثر طموحًا في ما يتعلّق بنطاق أنشطته، (عبر نشر) المزيد من القوات في أوروبا الشرقية".

وأعطى إعادة تركيزه على عدوّته التاريخية، موسكو، الحلف إحساسًا واضحًا بالهدف بعدما شكك البعض في ما إذا كان له ما يبرره بعد انتهاء الحرب الباردة.

وبدأت هذه العملية منذ عام 2014 عندما ضمّت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، لكنها تعززت بشكل كبير بعد حرب عام 2022 الشاملة.

وكان الناتو قبل ستة أشهر فقط من إرسال روسيا قواتها إلى أوكرانيا، ما زال يحاول التعامل مع الانسحاب الكارثي بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان الذي سمح لطالبان بالوصول إلى السلطة.

الخوف من حرب نووية

ومنذ بدء حرب أوكرانيا التي كانت تسعى للانضمام إلى الناتو يومًا ما، أرسل أعضاء الحلف أسلحة بقيمة عشرات مليارات الدولارات إلى كييف. لكنه تجنّب الانجرار إلى مواجهة مباشرة مع روسيا تحمل خطر التحوّل إلى حرب نووية.

ومع تقدّم قوات موسكو ميدانيًا في الوقت الحالي وتراجع الأسلحة التي يتم إيصالها إلى كييف، تسري مخاوف من أن دول الناتو يمكن أن تكون التالية في مرمى روسيا في حال تمكّن الكرملين من تحقيق انتصار في أوكرانيا.

وقال بلاك: إنه "إذا تراجع الدعم وباتت أوكرانيا تحت الضغط للتفاوض والقبول بسلام سيء، يمكن أن يفاقم ذلك خطر روسيا".

وأضاف: "لذلك من الضروري أن يتم دعم أوكرانيا الآن. إنه استثمار للناتو من أجل الغد".

السويد في حلف الناتو
انضمت السويد رسميًا إلى حلف شمال الأطلسي في السابع من الشهر الماضي- رويترز

صعوبة التعامل مع ترمب

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليس مصدر التهديد الوحيد الذي يواجهه الناتو. 

وأحدث الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب الشهر الماضي هزّة في أوساط حلفائه عبر القول إنه سيشجّع روسيا على "القيام بأي أمر ترغب فيه" لأي دولة في الناتو لا تفي بالتزاماتها المالية.

وفجّرت تصريحات المرشح الجمهوري لانتخابات هذا العام الرئاسية عاصفة سياسية، وأثارت الشكوك حيال التزام واشنطن تجاه حلفائها في حال هزم ترمب الرئيس الحالي جو بايدن في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال المسؤول الرفيع السابق في الناتو والباحث حاليًا لدى "المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية" كميل غراند إن "المشكلة الحقيقة في ترمب تكمن في صعوبة التنبؤ به".

وأضاف أن "انسحاب الولايات المتحدة من الناتو ليس ضروريًا حتى. كل ما يحتاجه الأمر هو تغريدة أو تصريح من قبيل: لن يموت أي جندي أميركي من أجل حليف مثل ليتوانيا".

إقناع واشنطن بأهمية الناتو

وفي خطوة استباقية، استعرض الناتو الزيادة الكبيرة في عدد الدول التي تقترب من الإيفاء بالتزاماتها في الوصول إلى هدف بلوغ الإنفاق الدفاعي 2% من إجمالي الناتج الداخلي. يتوقع الآن بأن تحقق 20 دولة الهدف هذا العام مقارنة مع ثلاث فقط في 2014.

وما زال دبلوماسيون في مقر الحلف في بروكسل متفائلين حيال عودة ترمب المحتملة، إذ إن الناتو كان في حال أفضل عند انتهاء ولايته الأولى.

ويقولون إن إحدى الوسائل التي يمكن من خلالها إقناع الولايات المتحدة بأهمية الناتو تتمثّل في زيادة الاهتمام الذي توليه إلى الصين التي تمثّل مصدر قلق رئيسي بالنسبة لواشنطن.

لكن رغم زيادة الإنفاق الأوروبي على الدفاع، يعتقد كثيرون بأن الناتو لن ينجح من دون قوة الولايات المتحدة.

وقال دبلوماسي أوروبي طلب عدم الكشف عن هويته: "إذا انسحبت الولايات المتحدة من ذلك، فلن يكون بإمكاننا التعامل مع الأمر.. أوروبا تكثّف الوتيرة، لكن حتى اقترابنا (من تحقيق الهدف) سيستغرق بعض الوقت".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close