نقل ملكية شركات وتحريك يخوت عملاقة.. أبراموفيتش يحاول تجنب العقوبات

بعد ساعات من بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا، نقل مالك نادي تشيلسي لكرة القدم رومان أبراموفيتش ملكية أحد أصوله لشريكه.

وكشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن إيداعات أوراق مالية أظهرت أن إبراموفيتش نقل ملكية شركة "نورما" للاستثمارات المحدودة كاملة إلى أحد شركائه المقرّبين ديفيد دافيدوفيتش في 24 فبراير/ شباط الماضي، أي عند بدء الهجوم على أوكرانيا.

وتعمل شركة "نورما للاستثمارات المحدودة"، والمدرجة في جزر العذارى البريطانية، في الاستثمار بالطاقة المتجدّدة والشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في الولايات المتحدة وبريطانيا وإسرائيل.

وجمّدت بريطانيا والاتحاد الأوروبي أصول عدد من قادة الأعمال الأوليغارشيين المقرّبين من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينهم أبراموفيتش.

وأكد شخص مقرب من دافيدوفيتش أن الأخير استحوذ على الشركة، مضيفًا أن استثمار دافيدوفيتش في نورما "جزء من استثماراته الشاملة واهتمامه بقطاع الشركات الناشئة".

وإذ أشار إلى أن أبراموفيتش لم يكن المالك السابق لنورما، رفض تحديد من هو المالك السابق.

بيع الأصول ونقلها

ويأتي الاستحواذ على "نورما" وسط جهد أوسع من جانب الملياردير الروسي لبيع أصوله أو نقلها في الأسابيع الأخيرة، بعد أن هدّدت الحكومات الغربية بتفكيك إمبراطورية بناها أبراموفيتش منذ التسعينيات بسبب علاقاته مع الرئيس فلاديمير بوتين والحرب في أوكرانيا.

وهددت كل من لندن وبروكسل وواشنطن بتضييق الخناق على مجموعة من المليارديرات الروس الأثرياء مثل أبراموفيتش على أمل ممارسة الضغط على الكرملين.

وقال محامون متخصّصون في العقوبات: إن بيع الأصول إلى شركاء أو نقل الملكية إلى أفراد الأسرة يمكن أن يكون وسيلة لتجنّب تجميد الأصول مؤقتًا، والاحتفاظ بالسيطرة غير المباشرة على الأصول دون التعارض من الناحية الفنية مع العقوبات.

ودافيدوفيتش غير مدرج على لائحة العقوبات؛ وأظهرت الإيداعات البريطانية أنه يقيم بشكل أساسي في إسرائيل.

وقبل العقوبات التي فرضتها بريطانيا، سعى أبراموفيتش لبيع قصره المؤلف من 15 غرفة نوم في لندن، ونادي تشيلسي. كما حاول تصفية أمواله الموجودة في الولايات المتحدة.

ووفقًا لمواقع تتبع السفن، انتقل اثنان من اليخوت العملاقة التي يمتلكها من الموانئ التي يمكن أن تخضع لسلطة الاتحاد الأوروبي.

علاقة "نورما" بأبراموفيتش

وذكرت الصحيفة الأميركية أن الشركة مرتبطة بأبراموفيتش في العديد من الإيداعات العامة.

وأوضحت أنه عام 2021 على سبيل المثال، قالت شركة تكنولوجيا حيوية أميركية، مدعومة من "نورما"، في تقريرها السنوي المقدم إلى لجنة الأوراق المالية والبورصات: إن الشركة كانت تحت سيطرة "أبراموفيتش".

كما أدرجت إحدى الشركات التي انضمت عام 2020 إلى بورصة لندن، أبراموفيتش باعتباره مستثمرًا غير مباشر في الأعمال التجارية "من خلال شركة نورما".

وأظهرت الإيداعات أن الرجلين يستثمران في كثير من الأحيان في الشركات معًا؛ وتدرج الإيداعات دافيدوفيتش بصفته رئيسًا تنفيذيًا لشركة "ملهاوس" الاستثمارية، ومقرها موسكو، التي أسسها أبراموفيتش منذ عقدين.

وبيّنت أنه منذ عام 2018، كانت ملكية "نورما" تعود لشركة "ام اتش سي سيرفسز"(MHC Services Ltd)، وهي شركة استشارات إدارية تعمل من مكاتب نادي "تشيلسي".

كما قامت بتمويل أبحاث السرطان والعقاقير المضادة للشيخوخة لشركة التكنولوجيا الحيوية الأميركية "كليفلاند بيولابز" (Cleveland BioLabs Inc)، والتي ذكرت في ملف الأوراق المالية لعام 2021 إن أبراموفيتش يمتلك "نورما".

بدورها، ذكرت مجموعة "شلانو" (Shellanoo Group)، وهي شركة تكنولوجيا إسرائيلية استثمر فيها أبراموفيتش عام 2015، أن أبراموفيتش اشترى حصة من خلال شركة مملوكة لـ"نورما".

وأضافت أن الوصي على نورما هو "A Corp-Trustee Ltd"، الصندوق الاستئماني القبرصي المعروف باسم "Harmony Trust Settlement"، وأن أبراموفيتش هو صاحب سلسلة الشركات. كما يمتلك وصي الشركة قصر أبراموفيتش في لندن، وفقًا لسجلات الملكية.

في الأيام الأخيرة، رُصدت طائرة أبراموفيتش الخاصة تتنتقل بين إسرائيل، التي يحمل جنسيتها أيضًا، وبين تركيا وروسيا.

وأظهرت بيانات من "فلايت رادار 24" أن طائرة مرتبطة بأبراموفيتش هبطت في موسكو، في ساعة مبكرة من صباح الثلاثاء، بعد إقلاعها من إسطنبول، حيث توقّف لفترة قصيرة هناك، بعد أن كان في زيارة لإسرائيل حيث رُصد في مطار بن غوريون.

كما أفاد موقع تتبع السفن "FleetMon" أن اليخت الخارق لأبراموفيتش، الذي يبلغ ارتفاعه 533 قدمًا، كان يبحر على طول الساحل الجزائري في البحر الأبيض المتوسط بعد ظهر الثلاثاء، بعد مغادرته فيليبسبورغ  في جزر الأنتيل الهولندية في البحر الكاريبي، وهي جزء من الاتحاد الأوروبي.

ومن المتوقّع أن يبدأ الجمعة، تقديم العطاءات الأولى لشراء "نادي تشيلسي" الذي اضطر أبراموفيتش لعرضه للبيع على خلفية العقوبات التي تمنعه من الاستفادة من أي عائدات من البيع.

ومنحت الحكومة البريطانية النادي ترخيصًا للعمل مع قيود، بينما يخضع مالكه للعقوبات. كما يحظر على أبراموفيتش بيع الممتلكات البريطانية التي يملكها.